البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

العام الجديد

 العام الجديد
الأنباط -

قبل أن أدخل العام الجديد فتحت دفتر السنوات الماضية تمعنت فيه جيدا ، قرأته بحروفه المدونة بأحاسيس صادقة ، ابتسمت و حزنت و أنا استذكر ذكريات قاسية و مؤلمة لم أحاول ترميمها لأنها أصبحت ذكريات ماضية ، و لحظات سعيدة اغتنمتها لأشعر بأنني إنسان ، احترق القلب و كسرت النفس و سرقني العمر كي أستمر ، و شجن الحنين يرافقني، و نظرة المستقبل تلازمني ، تخبطات في المشاعر تذهب العقل تارة في محله و تارة أخرى تصيبه بالجنون.
و انا أقلب أوراق الدفتر وجدت في كل ورقة قصة صغيرة عنوانها أكون او لا أكون في وطن البقاء والاسترخاء و التعب واليأس والبكاء ، هي مشاعر متلاطمة كالموج ترتفع غاضبة وتمتد هادئة و ساكنة ، و وجدت أن جزءا من القلب قد ذبل و تعب ، فقسوة التفاصيل قتلته ، و بعض عناصر الحياة أسقمته، ولكن الإنسانية ولمعان عيون صادقة قد أحيت الجزء الكبير فيه فذكرته أن الحياة كد وشقاء و سعادة و رخاء ، تناقضات كبيرة هي الحياة بمشاعرها، بمواقفها ، بحكمها ، و بعدلها، وظلمها.

بكيت لأنسى ، ابتسمت لأفرح ، غصبت نفسي على الاستمرار لأنجح ، لأجعل من حياتي مسيرة متكاملة ، حاكتني الشمس في نهاري عن حالي وحال أوطاني ، وغازلني القمر في ليالي الشتاء و صادقني كي ينتفض القلب و يحكي حكاياه بعبرات حنونة راقية تحب نعيم الحياة و لا تحب شقاءها،  و بابتسامة جاذبة ترسم الأمل على القلوب و تبعث الخير في النفوس .
و جدت في الدفتر زوايا خاصة للوطن و رأيت أنه جزء من ذكرياتي وحاضري ومستقبلي.، ولم أتوه عنه لحظة ، أراه في سماءي كلوحة صاخبة الجمال  جميلة بتفاصيلها و متعبة في عناصرها ، فتارة يحكم علي بالإعدام و تارة يبشرني بالعفو ، هتفت له ليبقى عاليا ، صرخت له ليبقى حاضنا ، كتبت فيه الكلمات الحزينة و الجميلة و الحروف التي تنطق بالهوى ، و ما أدراكم ما هوى الوطن؟ و كيف لي أن أجعله يهوي في غياهب الشقاء و هو الذي يحتضن كياني  و يوفر لي أماني .
 استوقفتني صفحة تحاكي العرب ، تصف حال بلادهم ، سيوف ألسنتهم الإعلامية تقتلهم ، و قلوبهم الحاقدة تعنف حالهم ، و قلوبهم العاطفية أقل ما تقوم به تقتل وتشرد أطفالهم ، كالعبيد المأجورين يصنعون المعركة التي ليست لهم ، فاصبح هذا العالم يحمل شعارات تختلف و في التطبيق امر مختلف.
أغلقت الدفتر و وضعته جانبا تمنيت أن تجف أوراقه و يسيل الحبر عن كلماته كي لا أعاود قراءته لأرى ذكرياته ، لكن يبدو أنه باق بتفاصيله لا يريد أن يهتريء ففي كل مرة أجده جديدا يحدثني عن الماضي وكأنه حاضر.

في هذا اليوم يحتفل العالم بأكمله بالعام الجديد ، من كل الأديان والأطياف والأجناس و الألوان ، يحتلفون بوداع عام و استقبال عام ، كنت في كل عام مثلهم أرى أن الإحتفال بقدوم عام هو شيء رائع جميل نستقبل عاما جديدا بكل فرح و قوة لنبدأ بكتابة ذكريات جديدة و أحداث مثيرة ، أما هذا العام فقررت أن لا أحتفل و لا أهتم و لا أنظر أمامي مقدار متر واحد ، لأنه لن يتغير شيئا و وجدت أن روحي كانت تأخذني إلى الإحتفال بالعام الجديد حبا في الفرح و حبا بالحياة، وليس حبا بالسنوات و مافيها ، فابإمكاني أن أصنع الفرح في كل لحظة  ، و مع ذلك سأسرح في خيالات الحياة و لن أعود لقراءة الأمس ، أريد ان أكون شجرة مثمرة لا تتساقط أوراقها وثمارها دائمة الوجود كي أحيا و أحيي الفقير و أحيي الوطن وأبنيه ، وأبدأ كتابة ذكرياتي و تفاصيل حياتي بكتاب على شكل رواية تعلمني و تعلم الآخرين.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير