دائرة الموازنة العامة تنشر مشروع قانون الموازنة لسنة 2025 "الطاقة" تعتمد "الكاشف الخاص بالكاز" لضمان جودة المشتقات النفطية اللواء الركن الحنيطي يكرّم عددا من ضباط وضباط صف القوات المسلحة وزير العمل: تصويب أوضاع 5 آلاف عامل وافد مخالف خلال أسبوعين المياه بالتعاون مع الأجهزة الرسمية تواصل ضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير توقع زيادة الطلب على أسطوانات الغاز إلى 180 ألف أسطوانة يوميًا سلطة وادي الأردن تكرّم موظفيها المشاركين في جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية المياه :توقيع اتفاقية تصميم و تنفيذ وتشغيل محطة معالجة مياه نبعة وادي السير بقيمة 2,269 مليون دينار لا شرقية و لا غربية، موسم الزيتونة المباركة في الأردن وزير الشباب يبحث والسفيرة الأميركية تعزيز التعاون عشريني يطلق النار على طليقته في الشونة الشمالية في سابقة .. مجلس النواب يختار أعضاء لجانه كافة بالتوافق صناعة عمان: شركات صناعية تستعد للاستثمار بإعادة تدوير النفايات الاحتلال الإسرائيلي يهدم منشآت سكنية بالأغوار الشمالية ويعتقل 18 فلسطينيا م. القضاة يؤكد أهمية تعزيز عمل المحاسبين القانونيين استخدام أول مجال جوي منخفض الارتفاع في الصين "البيت الروسي" في عَمَّان إذ يُقيم مُسَابَقَة الإملاء الجغرافي باجتراح مُتَمَّيِز الصفدي: الأردن يطلق خريطة طريق لجهود إنسانية وسلام دائم في المنطقة اللقيس : الشتاء بين المنخفضات الجوية و عدم الاستقرار فهم أعمق لتقلبات الطقس الطاقة توقع مذكرة تفاهم مع شركة صينية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن

المزرعة السعيدة على ارض الواقع

المزرعة السعيدة على ارض الواقع
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 درجت العادة ان يرتاح الناس يوم الجمعة , الى ان اعاد الربيع العربي للجمعة القها وحضورها المجتمعي بوصفها يوما نذر فيه البيع للصلاة الجامعة , اي انه ليس يوما للتثاؤب والتراخي , فهو يوم للعمل والبيع والشراء , وجاء استثمار الساسة ليوم الجمعة لتثبيت اركان العمل العام , فيوم الجمعة هو الموعد الاسبوعي لاجتماع اهل الحي لتبادل الاراء وانتاج الوعي الجمعي في القضايا العامة كما فلسفة خطبة الصلاة الجامعة , التي تم استلابها لصالح دروس الدين الوعظية , ومكانة هذه الدروس محفوظة لكن الاختلاف على مكانها وزمانها .

مواقع التواصل الاجتماعي وعالمها الافتراضي , أدخل رأسه ايضا في مسألة الاسترخاء يوم الجمعة , فالزمان له والوقت محكوم لإرادته , فأنتج بدوره محاكاة واقعية لأصل الاشياء في يوم الجمعة , عبر لعبة المزرعة السعيدة , فهي مزرعة كاملة المواصفات , يفلح فيها اللاعب ارضه ويزرع ويقطف ويبيع ويشتري , ويمارس اعمال السقاية والتسميد , ويقوم بشراء الالات والمعدات , لممارسة طقوس ما بعد الزراعة وبيع المحصول مغلّفا .

عمل شاق يقوم به مزارعو المزرعة السعيدة , ويهدرون اوقاتا لو جرى جمعها على المستوى الوطني لوصلنا ليس الى صلاح حياتنا بل لزراعة اراضي المريخ وإصلاحها واستصلاحها , كما انهم يتواصلون في عالم الافتراض بما يشبه ثقافة العونة المفقودة على ارض الواقع , فهم يتبادلون الهدايا ويطلبون من جيرانهم المساعدة وتبادل السلع والهدايا والمعونة في التسميد وباقي الاخلاق الحميدة .

عالم الافتراض , يشابه عالم المدينة الفاضلة , ثمة أُناس يتعاملون بأناقة ورقيّ مع بعضهم البعض , وثمة تقليص لمسافة الاغتراب المجتمعي بين الناس , فثمة باحثون عن اصدقاء وتشكيل مجموعات لنبذ الفردية , فأصحاب الهوايات المشتركة يتبادلون المعارف والخبرات والمواد العلمية وباقي تفاصيل هوايتهم .

على ارض الواقع , المسافة بعيدة بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي , رغم ان الشخص نفسه , فهو على الانترنت وديع ويطلب المساعدة بيقين حسن الجوار , ويعمل بكدّ في مزرعته ويسعى الى التنافس والوصول الى مستويات اعلى , وهنالك من يمارس الزراعة بمهارة وتناسق تغوي المشاهد واللاعب المنافس او الجار الافتراضي .

ثمة مخزون هائل من القيم لدى المجتمع الحقيقي , جرى الالتفاف عليها وتقزيمها , لاسباب كثيرة , اقتصادية واجتماعية وسياسية , وثمة سلوك مريع من الفردية في الواقع العملي وكسل ينذر بكارثة , يقابله ذلك في الواقع الافتراضي ولكن ليس بنفس القدر والمقدار , مما يشير الى خلل يحتاج الى معالجات حقيقية , فطاقات الناس معطلة على ارض الواقع , وفرص اثبات الموهبة مقتولة , فجرى الحقد على الواقع والتنفيس في الواقع الافتراضي , فالفرد عندما يخلو الى نفسه بعيدا عن المجتمع وضغوطه وحسابات المجتمعية يصبح صافيا وحقيقيا , فالمجتمع يحكم السلوك بصرامة لفظية وينتهكها بالممارسة العملية .

نريد خطوة على ارض الواقع لتجسير الفجوة بين الواقع الافتراضي النشيط والواقع العملي الكسول , وأقترح ان تقوم امانة عمان وبلديات المحافظات الكبرى بالتعاون مع وزارة الزراعة بمنح اهالي كل محافظة وبلدية كبرى مساحة من الارض لانتاج مزرعة حقيقية , يمنح كل راغب او مجموعة قطعة صغيرة لزراعتها والعمل بها في يوم الاجازة او ساعة الاسترخاء , فربما نصل الى تفريغ حقيقي للطاقات المهدورة وننتج علاقات مجتمعية قائمة على حب الارض وتشارك الهواية والعمل , لان اقبال الاردنيين على لعبة المزرعة السعيدة يشير الى عشق مهول للارض ويجب استثمار الابتكارات الافتراضية لعكسها على ارض الواقع واظن ان الارض هي محبوبة الجميع , فلنحاول عسى ان ننتج ثقافة العونة الجمعي من جديد ومن ثم سينسحب السلوك برمته على باقي مناحي الحياة// .

omarkallab@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير