الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟ هل تحمل القطط الأليفة مفتاح مكافحة السمنة؟ علامات تشير إلى إدمان السكر رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية
كتّاب الأنباط

النظام والمنظومة والشعب

{clean_title}
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 كشفت قصة العائلة الجائعة للدفء والطعام في محافظة المفرق , عن سوء فهم واختلال في مثلث الدولة الاردنية , الشعب والنظام والمنظومة , فكل الامور سائلة ومختلطة في الوعي , وهذا ما يجعل اي جهد اردني فاقدا للنتيجة , فالاختلال المعرفي والمنهجي هو السائد , والغرائزية سيدة الموقف والضياع في العقل المركزي للسلطة بات في ابرز تجلياته , واجزم بأن هناك من يعمل بكفاءة وكثافة على تكريس هذا السلوك العام , وان الهدف النهائي هو تكسير الدولة وتعرية مقاومتها حتى تصبح لقمة سائغة للحل النهائي .

اليوم لا تجد مسؤولا قادرا على اتخاذ اي قرار , فالجبن سيد الموقف , من وزير الاشغال الى وزير النقل الى وزيرة الطاقة , وحتى الوزارات السيادية مكبلة وغير قادرة على اتخاذ قرار واحد , يضبط ايقاع العمل العام , فنحن امام حالة انسداد في شرايين العقل الجمعي , اسفرت عن بداية تجلطات في القلب العضوي للدولة , فهل يعقل ان كل الازمات وقعت على رأس الدولة دفعة واحدة وان المسارات كلها معطلة ؟ دون ادنى مبادرة لفكفكة الازمات المجتمعة , رغم وجود الاف المخارج للحلول , لكن اول الحلول هي القرارات الجريئة وهذه تتطلب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب , وللاسف هذا كله مفقود .

ونعود الى قصة العائلة التي نفى الدفاع المدني صحة البرد والجوع , ورغم ذلك انتشرت القصة وتناقلتها وسائل اعلام وازنة ومهنية , مما يشير الى احتمالين اما ان الدفاع المدني تجاوز عن الحقيقة او ان المطلوب الاجهاز على الرمق الاخير من المثلث العام للدولة , فالنظام الآن يعيش مرحلة حرجة من خلال عجز المسؤول عن اتخاذ القرار ويعيش ازمة الترهل والتسيب وعدم المقدرة على القيام بالواجبات الموكولة الى كل ركن من اركان النظام وحتى يكون الموضوع واضحا فإن المقصود بالنظام هو الذي قصده الملك في رده على المطالبين باسقاط النظام فالنظام هو محمل الادوات والوسائل التي ندير بها الشعب .

اما المنظومة فهي سلسلة القيم والمعايير التي ندير بها شأن الشعب , واظنها اليوم تعاني من تآكل وتراجع على المستوى القيمي وتفقد متانتها وترابطها , بدليل ان الاسرة – ان صدقت الاخبار – تعاني من نقص في الغذاء والدفء , دون ادنى متابعة من اجهز السلطة او من المحيط الاجتماعي القريب الذي بات مشغولا بنفسه فقط , فالمنظومة كلها مختلة , فالموازنة تأكلها الرواتب وخدمة الدين ومع ذلك لا يقوم الموظف العام بتقديم الخدمة الواجبة للمواطن بل يشعر ان المواطن في خدمته وتحت سطوته .

الشعب بدوره ليس بريئا وليس ضحية , فهو تعايش مع النظام العام والمنظومة , دون ادنى مراجعة او متابعة , فلا هو ضاغط لتغيير النظام وتقوية ثوابت المنظومة التي يتغنى بها يوميا ويقسم عراها كل لحظة بالواسطة والحسوبية والهويات الفرعية , ولا هو قادر بحكم تشظيه وانفلاشه جهويا وديمغرافيا على انتاج نظام جديد ومنظومة بديلة , فكثير من المجتمعات نجحت في فرض منظومتها , فالاحياء يجب ان تجد منظومة للامن والحماية والنظافة , والشركة يجب ان تخلق منظومتها التي تفرض على نظامها الاستجابة لمطالب العاملين فيها , لكننا مجتمع فردي ومجتمع اناني اذا حقق الشخص منا هدفه تناسى كل التنظيرات السابقة واكتفى بما حققه فرديا , واذا ما اخفق في مسعاه الشخصي فإنه يعود كائنا اجتماعيا يطلب النصرة والفزعة من محيطه لتحقيق هدفه .

ثمة ضلع رابع سنتحدث عنه غدا , بات بارزا جدا وهو تحالف خفي يقود الدولة نحو مصالحه ويسعى الى السيطرة على النظام والمنظومة والشعب وهذا بحد ذاته معضلة كبرى اذا لم تتناغم اضلاع المثلث الاساس .//

omarkallab@yahoo.com