الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟ هل تحمل القطط الأليفة مفتاح مكافحة السمنة؟ علامات تشير إلى إدمان السكر رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية
كتّاب الأنباط

الضمير يسكن القلوب والعقول ... وليس الجيوب !!!

{clean_title}
الأنباط -

 المهندس هاشم نايل المجالي

 

اذا ما اشتدت وطأة الحياة وتأزمت الكلمة وعجز العقل عن التمييز بين الواقع والخيال او بين الشيء ونقيضه ، عندئذ نلجأ للحكمة التي هي خلاصة تجارب الناس لسنين طويلة ، والحكمة لا تأتي الا من التجربة والتجربة لا تأتي الا بالعمل وكما قيل اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا .

وما أحوجنا اليوم لمثل لتلك التجارب نتزود بها حكمة وعبرة ، وقال احد الشعراء ولا المصائب إذ يرمى الرجال بها ... بقاتلات اذا الاخلاق لم تصب ، فعندما تشتد علينا الازمات وتضيق صدورنا وتظلم الخطوب وتغلق امامنا الابواب وتسد امامنا الدروب وتنقطع بنا السبل ، فلا هادي لنا الا الله قال سبحانه وتعالى ( ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين ) .

فهو الطمأنينة في طاعته والهروب من عقابه وما اكرم وارحم الله فلا هم مع الله فبيده الصلاح وبيده الفلاح وبيده الهدى ، فاذا كنا مخطئين بتصرفاتنا وسلوكنا وقراراتنا وافكارنا ومست الافراد من المواطنين ومست قيمنا ومبادئنا واخلاقنا وعاداتنا نحو الاسوأ فعلينا ان نعترف اننا مذنبون وصحيفتنا كثير فيها نقاط من السواد ، فلا ملجأ لنا الا بالتغيير والاصلاح الحقيقي .

والشعب منذ سنوات يتحدث عن العديد من الازمات وعن لقمة العيش وسوء حالته حتى لجأ البعض الى البحث في حاويات القمامة عن لقمة العيش او الهجرة للبحث عن العمل او الانحراف وتجارة المحظورات او البلطجة والعنف ، لينفرد الاعلام بمساحات كبيرة لتغطية ذلك والكثير لا يعرض حلولاً بل يتحدث عن الازمة فقط دون ان يستخدم الاعلام الارشادي لشرح الاساليب المثلى لمواجهة تلك الازمات ، او تفعيل مبدأ التكافل والتضامن او الترشيد الاستهلاكي او تقديم حلول عملية ذات جدوى .

والاعلام الناجح هو الاعلام الذي يطرح القضية بكل جوانبها مع الحلول المتعلقة بها ويبحث عن اسباب حدوثها والبدائل لمعالجتها قابلة للتنفيذ والاستعانة بخبراء وحكماء من اجل ذلك .

فشكاوى المزارعين واضحة ولدينا من الخبراء من يقدم الحلول للخروج من الازمة ، كذلك اصحاب المصانع واصحاب المحلات التجارية التي اغلق العديد منها وغيرها الكثير .

وعندما يكون على الحكومة ان تتخذ قراراً هاما ًعليها ان توزن بين الايجابيات والسلبيات لهذا القرار بكل دقة ومدى تأثيره ، وان تكون موضوعية بالتفكير وان لا تفكر في مصلحتها فقط تفكيراً ذاتياً ، فهي لا ترى العواقب السلبية المترتبة على ذلك والكامنة فيه والتفكير في السلبيات او في المخاطر مهم ولازم وضروري لانه يدفعني الى توخي الحيطة والحذر والحرص حتى لا تكون هناك ردود افعال سلبية .

والخوف من الفشل يكون من اقوى دوافع النجاح والمسؤول الايجابي الذي يفكر في كل ذلك قادر على التخلص من سلبيات القلق والتوتر والخصام ، كونه قادر على الخروج من الازمات بأقل قدر ممكن من الخسائر بل منهم من يحول الازمات الى فرص للنمو والتقدم الايجابي ، وهذا اللون من التفكير يدفع المسؤول الى الابداع وخلق افكار جديدة تجعله متميزاً في العمل وتغير من الواقع نحو الافضل .

والازمات اصبحت على لسان الكل اغنياء وفقراء كباراً وصغاراً فهي مكون حقيقي من مكونات الحياة وهي احدى افرازات العولمة والمدنية الحديثة ، وقد نجد الازمة ايضاً داخل النفس البشرية فهي تتلون وتتعدد بأشكال مختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وروحية ونفسية وتعليمية وصحية .

والحاجات الانسانية متعددة ومتزايدة وغير مشبعة والاصعب من ذلك كله ان توجد ازمة ضمير واخلاق خاصة عندما يستفحل الفساد في جسد مجتمعنا ، وهذه الازمة يتفرع منها ازمات ومصائب كثيرة حتى باتت سلوكيات الكثير غير مألوفة ، وكثرت النميمة والخمول والجمود والوصولية والانتهازية والتملق والنفاق الاجتماعي خاصة عندما يموت الضمير الحي في ظل هذه الشوائب السلوكية ، والتي يجب ان تبقى بعيدة كل البعد عن سمات المواطن المنتمي الصالح .

فالضمير يسكن القلوب والعقول وليس الجيوب ، ويدلنا على الصواب من الخطأ ونتمنى ان نرتقي بضمائرنا الحية الى مجتمع ليقلع بعزم وحزم نحو العطاء والعمل والانجاز لنحقق النهضة لا ان نبقى ندور في حلقة مفرغة .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com