الدبلوماسية تبطل السلاح … !!!

الأنباط -

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 

نجحت الدبلوماسية المكثفة في تعطيل آلة الحرب وتفادي حرب مدمرة قد تأتي على خمسة ملايين شخص في محافظة ادلب وتدمير المدن والقرى والمدارس والمساجد والكنائس بكافة مراكز العمران في المحافظة الواقعة بين سوريا وتركيا بعد ان تكدست فيها فصائل المقاومة التي اتفقت مع روسيا وايران علي مغادرة المناطق التي كانت فيها والاقامة في ادلب..

العالم كله كان يترقب عملية عسكرية دموية رهيبة في ادلب في ضوء اصرار النظام وحليفيه الروس والايرانيين على تصفية عناصر المقاومة في ادلب بذريعة القضاء على الارهاب او ما تبقى معه في سوريا وتحديدا تنظيم داعش وجبهة النصرة لا سيما وان قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على منطقة الجزيرة في الشمال الشرقي من سوريا بدأت بشن هجمات بدعم من قوات التحالف الدولي على ما تبقى من عصابات تنظيم داعش الذي فشل التحالف الدولي بالقضاء عليه في سوريا والعراق …

الا ان الدبلوماسية المكثفة التي قادها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تمكنت من نزع فتيل الصراع واطفاء نار الحرب التي اشعلها النظام السوري بدعم من روسيا وايران … فقد عمل اردوغان والحكومة التركية اشهرا طويلة لاطفاء نيران الحرب في ادلب التي كان الامريكان وبعض حلفائهم الغربيين يخططون لاستغلالها وتوجيه ضربات قاصمة للنظام السوري بدعوى استخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة التي سبق للنظام السوري ان استخدمها ووجهت امريكا وبريطانيا وفرنسا ضربات له عقابا على ذلك ..

الاتفاق الروسي التركي الذي تم التوصل اليه في سوتشي يوم الاثنين الماضي اثار غضب الامريكان وبعض حلفائهم الغربيين الذين كانوا بانتظار الهجوم الروسي السوري على ادلب لتوجيه ضربات للنظام بدعوى استخدام السلاح الكيماوي وافشل خططهم.

كما ابعد شبح الموت والدمار عن محافظة ادلب التي تضم زهاء خمسة ملايين من المدنيين من سكان المحافظة ومن لجأ اليها في ضوء الاتفاقيات التي ابرمت بين بعض فصائل المقاومة والروس والايرانيين لمغادرة المناطق التي كانت تقيم فيها مثل درعا والقنيطرة وحوض اليرموك وحماه وحلب والغوطة … حيث لا يتوقع ان تندلع حرب في ضوء اتفاق سوتشي لا سيما بعد ان اعلن وزير الدفاع الروسي بانه لن تكون هناك عملية عسكرية في ادلب..

وينص الاتفاق الروسي التركي بشأن ادلب بانشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في ادلب بين مناطق فصائل المقاومة والمناطق الخاضعة للنظام السوري بعمق يتراوح بين ١٥ - ٢٠ كيلومترا تنتشر فيها قوات تركية وروسية ولا يسمح لقوات النظام بدخولها ما يحول دون صدامات عسكرية بين الجانبين … كما يحول الاتفاق بين النظام ومهاجمة مواقع المعارضة في محافظة ادلب …اما قوات تنظيم داعش وجبهة النصرة الارهابيين فمن المتوقع ان تغادر محافظة ادلب الى مناطق شرق الفرات او الحدود التركية بحيث تكون قوات التنظيمات الارهابية تحت رحمة القوات التركية التي طالما دعت الى عزل التنظيمات الارهابيين وشن عمليات مشتركة ضدها …

فصائل المقاومة السورية ستبقى في مواقعها في محافظة ادلب ولن يطرأ عليها اي تغيير  كما سيبقي المدنيون في مناطقهم كما ان الذين لجأوا الى محافظة ادلب سيحنفظون بمواقعهم ولن يرغموا الى ترك هذه المواقع …

المفاجأة الجديدة ازاء اتفاق سوتشي جاءت من الكيان الصهيوني الذي شن غارات على سوريا في منطقة اللاذقية واستدرج وسائل الدفاع الجوي السورية على اسقاط طائرة روسية للايقاع بين سوريا وروسيا، كما تهدف اسرائيل الى تعطيل الاتفاق الروسي التركي بشأن ادلب الذي توصلت اليه الدولتان …

الا ان روسيا ردت على هذه المزاعم بان اسقاط الطائرة الروسية فوق سوريا لن يؤثر على اتفاق سوتشي بشأن ادلب الامر الذي من شأنه افشال المؤامرة الاسرائيلية على هذا الصعيد … !!!