بعد لقاء قمة عقده جلالته ورئيسها
الملك: تكثيف الجهود المبذولة في الحرب على الإرهاب وفق نهج شمولي
ضرورة تكثيف الجهود لكسر جمود عملية السلام للتوصل إلى سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين
فاريلا يبدي إعجابه بقيادة جلالته والجهود التي يبذلها من أجل تحقيق الاستقرار والسلام وتعزيز الحوار
هذه الزيارة تشكل فرصة للتقريب بين أمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط
العلاقات بين البلدين ستشهد نموا بعد هذه الزيارة بما يسهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي
عمان – بترا
عقد الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية أمس، مباحثات مع رئيس جمهورية بنما خوان كارلوس فاريلا، تناولت العلاقات بين البلدين والتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وخلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة، بحضور سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير علي بن الحسين، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، جرى التأكيد على ضرورة توسيع مستويات التعاون بين الأردن وبنما في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية والاستثمارية والأمنية والطاقة والملاحة البحرية.
ورحب جلالة الملك، في كلمة له خلال المباحثات الموسعة، بزيارة الرئيس فاريلا إلى الأردن، مؤكدا جلالته عمق العلاقات بين البلدين، وأهمية هذه الزيارة في تمتين علاقات الصداقة بين الأردن وبنما، والبناء عليها لتوسيع التعاون وتقوية التبادل الاقتصادي بينهما.
وأعرب جلالته عن سعادته بمشاركة الرئيس البنمي في قمة الحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال 2018، التي بدأت أعمالها في منطقة البحر الميت الإثنين.
من جهته، أعرب رئيس جمهورية بنما خوان كارلوس فاريلا، في كلمة له، عن سعادته بزيارة الأردن، وإعجابه بقيادة جلالة الملك والجهود التي يبذلها من أجل تحقيق الاستقرار والسلام وتعزيز الحوار ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط وكذلك تعزيز الحوار بين أتباع جميع الأديان، والذي يشكل أهمية كبيرة لبنما.
وقال إن هذه الزيارة تشكل فرصة للتقريب بين أمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط، "ونسعى من خلال الأردن وقيادة جلالة الملك إلى زيادة تبادل الزيارات بين المنطقتين"، مشيرا إلى تطلع بلاده للارتقاء بمستويات التبادل التجاري والتعاون السياحي، والعمل مع الأردن لبناء عالم أكثر أمنا من خلال التعاون الوثيق في المجال الأمني.
وعبر الرئيس البنمي عن سعادته بالمشاركة في قمة الحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال 2018، وإعجابه بمستوى التنظيم وبرسالتها ومدى الالتزام تجاه هدف نبيل يتمثل بمكافحة عمالة الأطفال.
وأضاف عندما نتابع وسائل الإعلام في أمريكا اللاتينية، تكون الأخبار مختلفة عما نراه في المنطقة، فالإعلام يركز فقط على الصراعات، ولكن هناك أيضا من يعملون بجد لبناء مستقبل أفضل لشعوبهم وللمنطقة.
وقال إن العلاقات بين البلدين ستشهد نموا بعد هذه الزيارة، وبما يسهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، كما سأقوم بإرسال وفد إلى الأردن، وسنعمل على فتح سفارة في عمان.
وخلال المباحثات، لفت جلالته إلى المزايا الاستثمارية والتنافسية التي يوفرها الاقتصاد الأردني، وما تتمتع به المملكة من موقع إستراتيجي مميز واتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول، جعلت منها بوابة للانطلاق نحو أسواق المنطقة والعالم.
وتم خلال المباحثات، التي تخللها غداء عمل، استعراض التحديات والأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.
وأكد الملك ضرورة تكثيف الجهود لكسر الجمود في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد جلالته على أهمية تكثيف الجهود المبذولة في الحرب على الإرهاب، وفق نهج شمولي، وتعزيز التعاون بين البلدين بهذا الخصوص، كون خطر الإرهاب يهدد منظومة الأمن والسلم العالميين.
وأكد الرئيس فاريلا، خلال المباحثات، حرص بلاده على توطيد العلاقات مع الأردن وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وبما يخدم مصالح البلدين.
وأعرب عن تقدير بلاده للدور المهم الذي يقوم به الأردن بقيادة جلالة الملك للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، مشيدا بالجهود الإنسانية الكبيرة التي تقوم بها المملكة تجاه اللاجئين.
وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير المخابرات العامة، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ووزير الصناعة والتجارة والتموين.
كما حضرها عن الجانب البنمي عدد من كبار المسؤولين، والسفير البنمي غير المقيم لدى المملكة.
وكانت جرت لفخامة رئيس جمهورية بنما خوان كارلوس فاريلا، لدى وصوله قصر الحسينية، مراسم استقبال رسمية، حيث كان جلالة الملك عبدالله الثاني في مقدمة مستقبليه.
واستعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني البنمي والملكي الأردني.