تشارك منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية العالم اليوم الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وتنتهز هذه المناسبة لإطلاق "إطار بحث وصول المرأة للعدالة" والتي تتناول وضع المرأة في الأردن فيما يتعلق بوصولها إلى العدالة والتحديات التي تواجهها إضافة لبعض التوصيات في هذا المجال.
ويأتي هذا الإطار كثمرة لخبرة المنظمة والمعرفة المتراكمة التي اكتسبتها من خلال عملها لمدة تزيد عن سبع سنوات في مجال الأبحاث والبرامج التي نفذتها في الأردن طوال السنوات الماضية.
ويعد وصول المرأة إلى العدالة مقياساً للمجتمع الذي يؤمن بالمساواة وأساساً لتمكين المرأة، وذلك من خلال تسهيل قدرتها على الوصول إلى حقوقها وحماية تلك الحقوق من خلال الآليات القانونية المناسبة.
وقد أعد هذا الإطار بالاعتماد على المبادئ المتعلقة بنظم العدالة في الأردن؛ مثل توافرها وإمكانية الوصول إليها والقدرة على تحمل تكاليفها وإمكانية التقاضي والمساءلة والشفافية، من خلال تحليل حالة وصول المرأة للعدالة في الأردن وبوجه خاص الوضع في نظام المحكمة الشرعية.
كما استطاع هذا الاطار تحديد الفجوات التي تتخلل النظام القضائي في الأردن، وعقد مقارنة مع القوانين والأبحاث والمواثيق الدولية في هذا المجال، متبوعة بتوصيات تحليلية هامة لمراعاة النوع الاجتماعي وتعزيز آليات تسوية النزاعات وإنفاذها، بالإضافة إلى توفير خدمات نوعية من الدعم القانوني.
ويبدو جلياً أن هنالك إجماع بين المنظمات الإنسانية مؤخراً على أهمية تعزيز إمكانية وصول المرأة إلى العدالة، بحيث أصبحت هذه المسألة أولوية برامجية لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية، على نحو مشابه لتوجهات المبادرات الإنمائية العامة في السنوات الأخيرة.
وتسعى المنظمة إلى دعم المرأة في مواجهة أشكال التمييز الثقافي والاجتماعي والسياسي السلبية وتعزيز الفرص المتاحة للنساء والفتيات من خلال بناء مهاراتهن ومعرفتهن وقدراتهن، في الوقت الذي تواجه فيه المرأة في جميع أنحاء العالم قيوداً وتحديات جمة كاستبعادها من عمليات صنع القرار ومراكز النفوذ والتأثير.
وتعمل المشاريع التي تنفّذها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية على زيادة الوعي لدى الجهات الفاعلة المؤسسية والاجتماعية في الأردن بالأشكال المتعددة للعنف ضد النساء والفتيات، وإشراك الرجال والشباب في عملية التوعية والوقاية والاستجابة للتمييز المبني على النوع الاجتماعي، و ضرورة تمكين المرأة على المستويين المجتمعي والفردي على حد سواء.
وتمكّنت المنظمة من إحداث تغيير على المستوى الفردي للمرأة بشكل مكّنها من نشر المعرفة والوعي داخل مجتمعاتها، وتعزيز قدرتها على التفاعل بشكل إيجابي مع المؤسسات المكلفة بحماية حقوقها، وذلك من خلال توفير خدمات التمكين النفسي والاجتماعي والقانوني والاقتصادي، فضلا عن التدريب على مهارات الاتصال الفعالة وحل المشاكل وصنع القرار.
بالإضافة إلى ذلك، تتعاون المنظمة على نطاق واسع مع منظمات المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة الأخرى وتعمل بشكل وثيق مع المؤثرين وصّناع القرار في الأردن لخلق التغيير على المستوى المؤسسي لضمان وجود استجابة شاملة ومتعددة الأوجه، تتصدى للحواجز التي تواجهها النساء في الوصول إلى العدالة في الأردن وتعقيداتها.
وفي الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة والمؤسسات الرسمية المعنية خطوات هامة في تعزيز حقوق المرأة وحمايتها في السنوات الأخيرة، يتسنى على جميع المسؤولين ومناصري حقوق المرأة مواصلة العمل وممارسة الضغط لا حراز تقدّم في هذا المجال.
وتفخر منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية بأن تكون جزءاً من الحراك العالمي والنشاط المكثّف والجهد الجماعي الذي تبذله جميع المؤسسات والمنظمات والأفراد الذين يعملون لتحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وإحراز تقدم في مجال حقوق المرأة ومواصلة السعي من أجل مستقبل أفضل يتم فيه تمكين النساء والفتيات، ليصبحن أعضاء فاعلات في مجتمعاتهن المحلية، ويعشن حياة خالية من العنف والتمييز، من خلال محو الأمية القانونية والتأكيد على حقهن الأساسي في الوصول إلى العدالة.