تحت رعاية الملكة
الرزاز: الفشل جزء أساسي من النجاح
البحر الميت – الانباط - فرح شلباية
رحبت وفود عربية بمشاركتها في ملتقى مهارات المعلمين ٢٠١٨،في نسخته الرابعة،والذي تنظمه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين كفعالية سنوية بالشراكة مع منظمة البكالوريا الدولية، تحت رعاية الملكة رانيا العبدالله وبحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز،وأعضاء من لجنة التربية في مجلس النواب والأعيان وثلة من التربويين واصحاب الشأن.
وحمل الملتقى الرابع عنوان "نمو يتخطى الدرجات " ،حيث أجمع المشاركون على ضرورة تخطي فكرة الدرجات "العلامات" المدرسية كمقياس حقيقي ثابت لمستوى الطلاب داخل الغرف الصفية في المدارس،سيما في ظل التطور التكنولوجي المتزايد.
ويتناول الملتقى الذي يعقد على مدى يومين في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات-البحر الميت،عدة جلسات حوارية وورشات عمل شجعت على تمكين المعلمين لتحويل خبراتهم التعليمية والتدريسية في الغرفة الصفية ،وتزويدهم بخبرات تعليمية مهنية تمكنهم من الارتقاء بمعرفتهم خلال التوجهات الناشئة والممارسات الأفضل في مجال التعليم،اضافة للتواصل مع زملائهم المعلمين والخبراء وبناء علاقات مستدامة والتعلم من بعضهم البعض.
وقال وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز ان الملتقى يضم نخبة من التربويين في العالم ويطرح عددا من القضايا الاساسية في العملية التعليمية من خلال التركيز على تجاوز موضوع العلامة في تقييم الطالب والتركيز على ميوله وقدراته ومواهبه بعيدا عن العلامة والمعدل.
وأكد الرزاز على ان اهم مهارة يمكن ان يكتسبها الطالب تتمثل بقدرته على التعلم لوحده، سيما ان المعلومات باتت متوافرة على شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بكثرة،مشيرا الى ان دور المعلم يكمن في مساعدة الطالب بالتفريق بين المعلومات من حيث الدقة والمصداقية ..
فيما اشاد بالمشاركة العالمية والمحلية في الملتقى وذلك يوفر مساحة للتحاور في وضع خطوات مهمة للانطلاق نحو الامام،وقال :"اننا قادرون على تطوير العملية التعليمية والتربوية بما يتماشى مع تحديات القرن ٢١؛مضيفا على ان التركيز في مهارات الطالب تعتبر نقطة بداية للتوصل الى شغف الطالب وفضوله نحو معرفة المزيد عن العالم ، ومشددا على ضرورة تدريب الطلاب على ان الفشل جزء من النجاح.
من جهته؛قال الرئيس التنفيذي للأكاديمية هيف بنيان ان اختيار هذا العنوان للملتقى الرابع يأتي انطلاقا من ضرورة التخلص من إصدار الأحكام بالاعتماد على العلامة المدرسية ،والسعي للتعرف على شخصية الطالب وطريقة تعلمه للمواهب والجوانب التي من شأنها ان تحسن من مستوى الطالب اجتماعيا وعاطفيا ومعرفيا.
ويشارك في الملتقى ١٣٠٠ معلم ومعلمة من ٢٣ دولة يمثلون ٢١٠ مؤسسات تعليمية وتربوية خاصة وحكومية،وبوجود ١٤٥ متحدثا من التربويين المحليين والعالميين بواقع ١٢٨ ورشة عمل باللغتين العربية والإنجليزية، وعقد ١١جلسة حوارية ؛ ومشاركة ١٧٠ معلما ومعلمة من مدارس أردنية حكومية ومحافظات مختلفة،بحسب بنيان..
الخبير التربوي في مجال تكنولوجيا التعليم؛الان نوفمبر؛ أكد خلال محاضرة القاها في جلسة الافتتاح على أهمية توظيف التكنولوجيا
في الحياة اليومية بجميع جوانبها ومنها العملية التعليمية والتعلمية، مبينا ان الثورة الحقيقية التي يشهدها عالمنا اليوم ليست مقتصرة على التكنولوجيا بقدر ما تركز على صنع المعلومات وجودتها.
وتحدث نوفمبر عن ضرورة الارتقاء بدور المعلم في الغرفة والبعد عن التقليدية، مع الحث على ضرورة مساعدة الطالب في تحويل الفشل إلى نجاح ، والمساعدة في اكتشاف مهارات الطالب وقدراته في حل المشاكل واكتشاف العالم من حوله..
وتابع القول بأن الدرجات في العملية التعليمية اصبحت محبطة للطالب ولم تعد الآلية الناجعة في الحكم على مستواه، ما يتطلب اهمية اعادة النظر في ادوات تقييم الطالب والحكم على مستواه..
كما اشاد نوفمبر بالملتقى الذي اعتبره ناجحا بكل المقاييس، من خلال اهدافه وحجم المشاركة المحلية والعالمية فيه، وطبيعة المشاركين والمحاور التي يناقشها.
وتجدر الاشارة إلى ان الملتقى يحث القادة والمعلمين على النظر في اساليب ابداعية لمساعدة الطلبة على استعياب التعلم الذي سيتم في الغرفة الصفية بغض النظر عن العلامات التي يحصلون عليها ومساعدة الطلبة على التعبير عن ارائهم وفهم تطورهم الفردي والذي يخلق نتيجة لرحلتهم التعليمية فضلا عن تعزيز النمو الذي من شأنه تحسين الفضول الفكري ومهارات حل المشاكل وإتخاذ القرارات المدروسة والممارسات المبنية على التعلم عبر كافة المباحث التعليمية.
ويناقش المشاركون خلال الملتقى عددا من المحاور الاساسية الهامة في العملية التربوية والمتتخصصة في القيادة التربوية والرياضيات والعلوم في الحياة اليومية لصفوف الطفولة المبكرة والتعلم الجوهري وكيفية استخدام الدراما كوسيلة لتعزيز مهارات القرن الواحد والعشرين والتفكير الحاسوبي في المناهج الوطنية الانجليزية.
بالاضافة لمحاور تتعلق بالتربية الاعلامية كأدة للوعي والتطور والابداع، ودعم المتعلمين في العالم الرقمي المتزايد، وكيفية مساعدة المعلمين الطلاب على تطوير التعلم الذاتي من خلال المشاريع، الثقافة الناشئة للتعليم والتعلم، تحديث واستكشاف برنامج السنوات الابتدائية ، وتطور الخبرة .
ويشار إلى ان الملتقى الرابع أضاف الى برنامجه لهذا العام ثلاث جلسات محورية قدم من خلالها نتائج بحوث ذات أهمية عالية من قبل متحدثين ومنظمات تعليمية وجامعية عالمية بارزة، ويتمز الملتقى بإتاحة الفرصة للمعلمين بمشاركة خبراتهم من خلال النشاطات التفاعلية ضمن فعاليات ورشات العمل المنبثقة من الغرف الصفية
فيما أشادت وفود عربية من خلال أحاديثها مع "الانباط" بالملتقى الرابع،حيث أكد الوفد العماني على مشاركته في ملتقيات الأكاديمة منذ سنوات، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم في بلدهم تحرص على المشاركة السنوية لغايات الفائدة التي تعود على مدارسهم من خلال الورش المتعددة التي تعقد على هامش المؤتمر .
ويرى الوفد الاماراتي أن المشاركة المستمرة في الملتقيات السابقة والملتقى الحالي أثمرت بشكل ايجابي في طرق التدريس لدى المعلمين المنتدبين في الأردن،مبينة احدى المعلمات ان عدد المشاركين من الامارات بلغ نحو 50 مشاركا من مختلف مدارس الامارات وذلك تحت اشراف وزارة التربية والتعليم .
وأشاد الوفد بالبرامج المطروحة في الملتقى الرابع بالاضافة للتظيم والوفود المشاركة والسعي لاستقطاب مختصين وأصحاب شأن في العملية التعليمية، وأوضح أن المشاركين ينقلون الخبرات المكتسبة في الورشات إلى مدارسهم تاركا ذلك الاثر الايجابي على سير العملية التعليمية.
أما الوفد الأردني فاعتبر أن المشاركة بهذا الملتقى يثري مسيرة المعلمين المشاركين من خلال تبادل الخبرات فيما بينهم، وتطوير أدوات التواصل كونه الملتقى الوحيد في الوطن العربي الذي يركز على المعلم ويتناول مواضيع متجددة.
وأجمعت الوفود على ضرورة التطوير في العملية التعليمية،ويأتي ذلك انطلاقا من الغاء فكرة جعل العلامة المدرسية حكما نهائيا على مستوى الطالب، وأكد ذلك فيديوهات قصيرة عرضها بعض المتحدثين في الجلسة الافتتاحية تحدثت عن اخفاق عدد من الطلبة في حياتهم الدراسية إلا أن جوانب مشرقة يمتلكوها ساعدتهم في تخطي الفشل لتسجيل افضل انجازات في حياتهم،معتبرين ان العلامة ليست مقياسا حقيقيا لقدراتهم.
يذكر أن فعاليات الملتقى انطلقت ،امس السبت، فيما تنوي الأكاديمية عقد جلسة خاصة ،اليوم الاحد،حول معايير تعلم اللغة العربية للناطقين بها حرصا من الاكاديمية على تطوير تعليم اللغة الام، وكان قد انطلق ملتقى مهارات المعلمين بداية عام 2014 .//