اتخذ الجمع بين الأصالة والمعاصرة منحى تطبيقيا في بادرة هي الأولى من نوعها، رائدها مختار بلدة جديتا في لواء الكورة الذي حوّل الديوان الخاص به الى متحف للتراث يجمع فيه المقتنيات التراثية من قرى الكورة وعجلون لينفض عنها غبار سنوات لفها النسيان.
استطاع المختار ابراهيم بني مفرج ان يجمع الكثير من الأدوات التراثية في الكورة وعجلون واضعا نصب عينيه الديوان مكانا لعرضها وهو المكان نفسه الذي انشأه في منزله لاستقبال الضيوف.
ولم تكن هذه الفكرة وليدة اللحظة، بل كانت هواية جمع من خلالها الادوات التراثية منذ زمن طويل عايشه مع والديه في القرن الماضي واختفى اغلبها بفعل التكنولوجيا.
يقول المختار بني مفرج ان فكرته تهدف الى حفظ التراث الريفي والزراعي وابراز ادواته لأجيال لم تعرف تلك الادوات التي تعبر عن طبيعة الحياة آنذاك، منذ ان كان الطابون في المنزل مصنعا للخبز البلدي، مرورا بالبسط القديمة والأدوات الزراعية وغيرها التي تزين جدران الديوان.
ويستطيع المشاهد ان يرى ادوات الحراثة ولوح الدرس الذي كان يستخدم من الفلاحين لدرس القمح والحبوب، ولم يغفل أيضا ادوات الحصاد او المنجل والشاعوب والمذراة التي استخدمها الأباء والاجداد لفرز الحبوب عن التبن.
اما الادوات التجارية التي جمعها المختار بني مفرج، فهي الميزان القديم والصاع الذي كان يستخدم لكيل الانتاج والبيع والصاطرة التي كانت تعبأ بالبندورة والعنب وترفع على الدواب، أما الادوات المنزلية التي تزين الديوان فتشاهد منها محماسة القهوة والمهباش الذي كان صوته أشبه بآلة موسيقية، بالإضافة الى فانوس ولوكس الكاز اللذين كانا يستخدمان للإنارة واطباق واواني القش التي كانت تستخدم في المنزل.
يذكر ان فرن الطابون المصنع من الطين والتبن وله ادوات وفتحتان الاولى لإدخال العجين واخراج الخبز بواسطة المقلاع، والثانية موقد الطابون.
ويرحب المختار بكل زائر الى ديوانه لمشاهدة هذه المقتنيات التراثية التي كان الأباء والاجداد يعتمدون عليها في حياتهم اليومية.
(بترا - عبدالحميد بني يونس)