قال وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز إننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر بكل منظومتنا التعليمية؛ في وقت تتسارع فيه وتيرة التعليم في العالم.
جاء ذلك خلال استضافته في برنامج 'خارج منطقة التغطية مع الدكتور هاني البدري، ويبث على قناة 'عمان TV' وكأول لقاء تلفزيوني له بعد صدور نتائج امتحان الثانوية العامة 'التوجيهي' للدورة الشتوية 2018.
واضاف الوزير أن على المنظومة التعليمية أن تتلائم مع واقع الحياة التي هي منها، وليس العكس؛ مشيرا 'إلى أهمية ابعاد وصمات الفشل التي نجلد بها انفسنا وطلابنا دائما'.
وكشف عن خطة الوزارة القادمة؛ والتي تتعلق في تطوير ملف امتحان 'التوجيهي' على مدى 3 سنوات مقبلة؛ تتعلق في المناهج والأتمتة والاسئلة، موضحا أن 'بعد 3 سنوات من الأن سيتفاجأ الجميع من شكل امتحان التوجيهي الذي سيكون عليه'.
وفي ما يتعلق بنتائج 'التوجيهي' الاخيرة، أشار الرزاز إلى أن من يعتقد أن ارتفاع نسبة النجاح بين طلبة الدراسة الخاصة سيؤثر على الجامعات أو سوق العمل فهو مخطئ؛ وذلك لآن هناك فرق بين امتحان يؤهلك لدخول الجامعة، وأخر يمنحك شهادة تخرج من المرحلة المدرسية.
وأكد أنه رغم ارتفاع نسبة النجاح لهذه الدورة؛ إلا أن معدلات دخول الطلبة إلى الجامعات تحددها وزارة التعليم العالي؛ 'وما زالت العلامة المعيارية لدخول بعض التخصصات كما هي'.
وبين الوزير ان الانطباع المأخوذ عن النتائج لهذه الدورة وهو أن الوزارة حاولت التساهل وتمرير الطلبة نحو النجاح، انطباع خاطئ؛ لآن لجان الاسئلة والمصححين والمراقبين لم يتغيروا، 'الا أن اجراءات الامتحان التي اتخذت؛ بعثت بالراحة النفسية بين الطلبة، بدءا من التباعد الجلسات في جدول الامتحانات، إلى منح الطلبة باب الفرص المفتوحة، وتخفيض علامة النجاح الصغرة إلى 40 بالمئة في جميع المواد'.
واشار الرزاز إلى أن فتح الباب أمام الطلبة من السنوات السابقة ومن كان مستنفذ فرصه، بعث بالأمل من جديد في نفوسهم، مما رفع نسبة النجاح بينهم إلى 88 بالمئة.
وأوضح أن الوزارة تسير في خطوات ثابتة ومدروسة ضمن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني والذي قدمها في الورقة النقاشية السابعة، وضمن أطر الاستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية. في محو ظاهرة التلقين في التعليم، وغرس مبدأ الفهم ضمن النشاطات الصفية واللاصفية؛ إضافة إلى توضيح العلاقة والفرق بين التعليم والتعلم للطالب.
وفي نطاق ما يتعلق في المناهج، قال الوزير إنه تم قطع شوط مهم في ذلك، حيث تم إنشاء المركز الوطني لإعداد ومراجعة المناهج المدرسية، وهذا من شأنه أن يضع اطار عام لتحسين وتجويد المناهج بما يتوائم مع الخطة الافقية التي تعمل عليها الوزارة.
واوضح الرزاز أن المركز يعمل بكل طاقاته ويدرس كافة المناحي الحياتية والاجتماعية للبيئة الأردنية، مع الاخذ بعين الاعتبار بكافة التطورات العلمية والتكنولوجية في العالم.
وبين أن المركز الوطني لإعداد وتطوير المناهج يركز أيضا على مرحلة رياض الأطفال، وعلى مادتي العلوم والرياضات، وعلى متطلبات كل مرحلة عمرية بحد ذاتها.
وحول موضوع إدارة ملف 'التوجيهي' في السنة الاخيرة، مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، أشاد الوزير بأداء وزير التربية والتعليم السابق محمد ذنيبات، وفي طريقة إدارته لوزارة 'التربية'، مبينا أن كل الاجراءات التي اتخذها في ذلك الوقت كانت مبررة وتخدم مرحلتها الزمنية.
واكد الرزاز أنه ليس بالضروري أن يكون امتحان 'التوجيهي' مصدرا وباعثا للقلق، 'بل على العكس يجب أن يكون باب أمل وانطلاقة جديدة لكافة الطلبة، إن كان نحو الجامعة أو سوق العمل الحر'.
وفي ما يتعلق بضعف اللغة الانجليزية في المدارس، قال إن الوزارة عملت على امتحان قياسي لكافة مدرسي اللغة الانجليزية؛ واتضح أن هناك ضعف ما نسبته 33 بالمئة بين صفوف المعلمين، 'ومن هنا عملت الوزارة على إعادة تأهيل وتدريب المعلمين بالتعاون مع اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين'.
أما ملف المدارس الخاصة، فقد أكد الوزير أن الوزارة سيكون لها موقف حازم من الرسوم، وهي بصدد إعداد نظام جديد لتهيئة وترخيص المدارس الخاصة، والذي سيضع معيارا واضحا للاقساط المدرسية وطبيعة الواقع الاجتماعي.