في مليونية نصرة للقدس و رفضاً لقرار ترامب
القدس المحتلة – وكالات
اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء امس الجمعة ارتفاع حصيلة المواجهات على حدود غزة الى شهيدين، و أكثر من 145 اصابة، بينها حالات خطيرة.
و وفقاً للمصادر، فإن أحد الشهداء هو ياسر سكر، 32 عاماً من حي الشجاعية، شرق غزة، و الثاني هو الشهيد المقعد ابراهيم أبو ثريا، 29 عاماً.
و وفقاً للمصادر الطبية، فقد أصيب في المواجهات نحو 145مواطناً، جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي و قنابل الغاز نحو المتظاهرين عند الشريط الحدودي لقطاع غزة، في جمعة الغضب ضد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب و الذي أعلن أن القدس المحتلة عاصمة لـ "اسرائيل" و توزعت الاصابات وفقاً للوزارة، ( 35 جباليا -37 غزة- 35 خان يونس _ 23 شمال القطاع _ 6 رفح _ 9 البريج).
وتجددت المواجهات بين آلاف الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال بعد صلاة امس الجمعة، على نقاط التماس في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، عقب مشاركتهم في مليونية الغضب التي دعت لها لجنة القوى والفصائل الوطنية، رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بإسرائيل عاصمة لإسرائيل.
وشهدت محافظات قطاع غزة الخمسة من الشمال وغزة والوسطى وخانيونس ورفح، مواجهات على الشريط الحدودي، واستقبلهم جنود الاحتلال على الفور بالرصاص الحي والقنابل الغازية المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة 50 بينهم إصابة 4 حالات خطيرة.
وفي الضفة المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، في جمعة الغضب الثانية احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة، وبلغت عدد الاصابات نحو 119 إصابة بجروح مختلفة، بينهم حالة حرجة بعد ان أقدم جنود الاحتلال على إعدامه ومنع سيارات الاسعاف من الوصول اليه عند حاجز بيت إيل شمال البيرة، بحجة أنه نفذ عملية طعن أصيب خلالها جندي إسرائيلي.
و اندلعت المواجهات في 20 منطقة تماس في قرى ومدن الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، عقب خروج المسيرات الغضب بعد صلاه الجمعة تلبية لدعوات شعبية وفصائلي.
ففي مدينة القدس المحتلة كانت المواجهات الأعنف، بعد قمع الاحتلال لمسيرة خرجت من المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة باتجاه البلدة القديمة، وامتدت إلى طريق باب الواد في البلدة القديمة من المدينة وباب العامود، حيث اندلعت المواجهات أصيب خلالها العشرات، وقام الجنود بإغلاق المنطقة بالكامل وتحويلها لثكنة عسكرية.
وعلى حاجز قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، قمع الجنود مسيرة انطلقت عقب أداء المئات صلاح الجمعة بالعراء بالقرب من الحاجز، وأطلق الجنود قنابل الغاز بكثافة باتجاه المصلين لتفريقهم، قبل أن تندلع المواجهات التي امتدت إلى مداخل مخيم قلنديا القريب.
وفي منطقة قرى شمال غرب القدس اندلعت المواجهات في كل من بلدة قطنة وبيت سوريك.
وفي مدينة الخليل كانت المواجهات الأعنف في باب الزاوية بقلب المدينة حيث اعتدى الجنود خلال هذه المواجهات بعلى الصحافيين هناك ومنعوهم من التغطية، في حين سجلت العشرات من حالات الاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز بكثافة باتجاههم. واندلعت المواجهات أيضا في مخيم العروب شمالا، وبلدتي يطا وسعير جنوبا، ومدينة حلحول شمالا.
وفي مدينة رام الله كانت المواجهات الأعنف على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، حيث وصلت مسيرة من قلب المدينة باتجاه الحاجز قبل أن يقمع الجنود المشاركين بها بإطلاق قنابل الغاز والصوت بكثافة، والاعتداء على المسعفين والصحافيين هناك كما اندلعت المواجهات في بلدات النبي صالح، وبلدة دير نظام، ونعلين غربي المدينة.
وفي منطقة سهل عاطوف في محافظة طوباس اندلعت المواجهات بعد قمع الاحتلال للمصلين الذين أدوا صلاتهم في العراء وقامت بالاعتداء عليهم واعتقال ثلاثة منهم، والاعتداء على الصحافيين هناك.
في مدينة بيت لحم اندلعت مواجهات عنيفة جدا بين الشبان والجنود على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم ومحيط قبر بلال بن رباح، وفي بلدة تقوع جنوب المدينة.
وفي مدينة نابلس خرجت مسيرة ضخمة عقب صلاه الجمعة باتجاه حاجز حوارة جنوبا، واندلعت المواجهات هناك امتدت لشارع القدس التي أصيب خلالها العشرات بحالات اختناق وجراء رش المياه العادمة، وثلاثة إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
كما اندلعت المواجهات في المحافظة في بلدة بيتا جنوب المدينة، وبلدة مادما، وقرية سالم شرق المدينة واندلعت المواجهات في كل من المدخل الشمالي لمدينة قلقيلية، وبلدتي جيوس، وكفر قدوم شرق قلقيلية، والمدخل الغربي لمدينة طولكرم.
الجماهير الفلسطينية تؤكد تمسكها بالقدس ورفضها للقرار الأمريكي ومواصلتها الانتفاضة
وشارك مئات الآلاف من الفلسطينيين عقب صلاة الجمعة، في المليونية التي دعت لها لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، وخرجوا إلى امتداد شارع صلاح الدين، ليؤكدوا في جمعة الغضب رفضهم الشديد للقرار الأمريكي ، وتمسكهم بمدينة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية ولن تكون إلا عربية فلسطينية خالصة، وأن الاحتلال إلى زوال.
وتقدم المسيرات قادة الفصائل الفلسطينية في جميع المحافظات الخمسة، وألقوا كلمات مختلفة في جميع المحافظات تؤكد بمجملها على رفضهم الشديد لقرار ترمب، واعتبرته عدواناً صريحاً على الشعب الفلسطينية وانحيازاً للعدو الصهيوني، وأن القرار لن يمر مرور الكرام ولن يسمح له بالنجاح وان تنتزع القدس من جسد الدولة الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية.
وحثت المسيرات، الأمة العربية والإسلامية على دعم المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الذي يمثل رأس الحربة في الدفاع عن مقدسات الأمة.
ورفع المشاركون في المسيرات أعلام فلسطين، والرايات الفلسطينية على امتداد شارع صلاح الدين، وشعارات تؤكد تمسكهم بالقدس عاصمة لفلسطين.
وفي الوقفة الحاشدة التي نظمت في ساحة الشهيد أنور عزيز شمال قطاع غزة، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد أبو جلالة أننا نشارك اليوم في مسيرة الغضب المليونية لنعلنها للعالم أجمع بأننا نسير نحو القدس بدمائنا وأرواحنا، والأيام بيننا وبين الكيان الصهيوني سجال.
وأكد على التمسك بكل فلسطين، ولا تخلي عن أي جزء او شبر منها، كما لا يمكن التخلي عن أي حرف من أحرف فلسطين الستة قال مؤسس الحركة الدكتور فتحي الشقاقي.
من جهته أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إبراهيم السلطان، أن فلسطين كل فلسطيني هي لدولتنا المستقلة وعاصمتها قدس الاقداس.
وقال في كلمة رئيسية له خلال الوقفة أننا جئنا للمشاركة في هذه المليونية لنقول لترامب أن إعلانكم الأخير، يعتبر عدوانا سافراً وصريحا على شعبنا وامتنا العربية والإسلامية، وهو تحدي سافر لكل القوانين والأنظمة الدولية والتي كان آخرها اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين.
وأضاف، أن شعبنا قبل التحدي الأمريكي وجاهز لتحدي الثمن ولكن على ترامب أن يكون جاهزاً لدفع الثمن.
وأكد ان الجبهة الشعبية ومعها كل جماهير شعبنا، تؤكد على أن القرار الأمريكي يشكل جريمة امبريالية جديدة ضد شبعنا لا تقل عن جريمة وعد بلفور، لذلك يجب ان يكون الرد الفلسطيني بحجم هذه الجريمة، ودعا لتفعيل كافة أشكال النضال على مختلف الجهات السياسية والدبلوماسية والكفاحية. وأن هذا التطور من قبل أمريكا يجب أن يكون محفزا لتصعيد انتفاضتنا الباسلة.
ودعا الرئيس محمود عباس لضرورة سحب الاعتراف بدولة الكيان المسخ وإلغاء أوسلو وكل التزاماتها، مؤكداً على ضرورة إنجاز مصالحة حقيقية شاملة تؤدي لاستعادة الوحدة وبناء مؤسسات شعبنا وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، وإلغاء كافة الإجراءات العقابية ضد غزة.
ودعا للاتفاق دون تأخير على استراتيجية وطنية موحدة مقاومة تؤدي الى شراكة وطنية حقيقية تمكنا موحدين من مواجهة كل المشاريع المشبوهة وكنس الاحتلال عن ارضنا.
وحث قوى التحرر العربي إلى تحمل مسؤولياته بالدفاع عن القدس، والتصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني التي تصارع اليها بعض الأنظمة العربية.
بدورها اكدت القيادي في حركة المقاومة الشعبية هاني الأشقر، ان غزة تخرج اليوم لتقول للعالم أجمع أننا لن نترك القدس ولن نكل ولن نمل ولن نتراجع قيد انملة حتى تعود المدينة المقدسة الى حاضنة العرب والمسلمين، ونحن على راس حربة هذه الامة ولن نخذلها.
وأكد اننا سنقف سداً منيعا أمام المخططات الأمريكية والإسرائيلية، ولن يهدأ لنا بال حتى تتحرر فلسطين.
واكد على ضرورة نصرة القدس وفلسطين ليست بالكلام والشعارات وإنما بطرد سفراء كيان العدو وامريكا ووقف التطبيع مع العدو وبدء معركة لتحرير فلسطين، ومسجدنا الأقصى قبلة المسلمين الأولى.
ودعا أمتنا لدعم صمود القدس واهلنا بكل السبل المتاحة كي يثبوا مسيرة الحرية، فيفشلوا مخططات العدو.
هذا وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، سمير أبو مدللة ، على ضرورة عزل إسرائيل قانونياً ودولياً من خلال ملاحقتها في المحاكم الدولية ومحاسبتها على جرائمها ومجازرها بحق الفلسطينيين.
وأكد على ضرورة حماية الهبة الشعبية الناهضة وتوفير الغطاء السياسي لها، والتحلل من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل، ودعم انتفاضة شاملة. وشدد على ضرورة دعوة اللجنة التنفيذية والإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لبحث العدوان الأمريكي على القدس وسبل المواجهة المطلوبة.