قدم الاردن في الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس وزرء الخارجية العرب مساء السبت، مقترحات وخطوات عملية لمواجهة قرار ترامب.
وأكد وزير الخارجية ايمن الصفدي ضرورة وضع خطة عمل ذات أثر تتناسب مع جسامة الحدث، مضيفاً "يجب علينا التحرك مع المجتمع الدولي لتأكيد بطلان قرار الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، والعمل على الحؤول دون اتخاذ قرارات مماثلة".
واقترح الصفدي تشكيل وفد يزور العواصم العالمية المؤثرة، حيث يعمل على التحرك جديا لحل الصراع على اساس الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد الصفدي رفض الأردن وإستنكاره للقرار الامريكي، مؤكداً أن القرار يعتبر باطلاً ولاغياً، حيث تعتبر القدس إنها من ملفات الوضع النهائي تحدد من قبل الاطراف المعنية وبالمفاوضات.
وشدد الصفدي القول "القدس فوق السياسية فهي لنا وللعالم اجمع ولا يمكن أن تظل المدينة المقدسة ساحة لظلم الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم".
وتابع "لا خطر أكبر في يقين الاردنيين من تهويد هوية القدس فهي خط احمر عند الملك عبدالله الوصي على مقدساتها وعند الشعب الاردني تعتبر القضية المركزية الاولى".
تالياً كلمة الصفدي كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
النبي العربي الهاشمي الأمين
معالي الرئيس،
معالي الأمين العام،
أصحاب المعالي والسعادة الزملاء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
القدس المحتلة هي عاصمة الدولة الفلسطينية. هذه حقيقة لا يلغيها احتلال غاشم آيل لا بد إلى زوال ... ولا ينتقص منها قرار أحادي مرفوض، يتناقض مع كل قرارات الشرعية الدولية.
وقيام هذه الدولة حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 حق ثابت،، وحتمية تاريخية،، ستكسر عتمةَ ظلم الاحتلال، وستزيل أوجاعَه وآلامه، وستخلّص العالم من لاإنسانيته، التي تتعرى يوميا تدميراً لراهن الفلسطينيين، وسرقة لمستقبلهم.
لن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار إلا إذا نعم بهما الفلسطينيون. ولا سلام دائما وشاملا إن لم يسلم الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال.
ولن ينتصر العالم على التطرف والظلامية والإرهاب، إلا إذا انتصر الحق الفلسطيني على الباطل الإسرائيلي.
ذاك أن الإرهاب يعتاش على استغلال الظلم والقهر. ولا ظلم أشد من الاحتلال...ولا قهر أكبر من ذاك المتولّد من تلاشي آفاق كسره.... ولا قضية أقدس عند العرب، مسلمين ومسيحيين، من القدس.... فهي لنا قبلة .. هي لنا هوية.
ولا خطر أكبر في يقين الأردنيين من خطر تهديد هوية القدس. فهي عند الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، خط أحمر ... هي عند الشعب الأردني القضية المركزية الأولى. .... القدس من عمان على مرمى البصر، محج، ترحل أليها القلوب، والعقول، كل يوم.
الزملاء الأعزاء،
القدس فوق السياسة. القدس لنا، وللعالم أجمع،، رمز للسلام ...
وهكذا يجب أن تبقى....لا يمكن أن تظل المدينة المقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث ساحة لظلم الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، وانتهاك حقوقهم.
محاولات المس بهوية القدس، وتغيير معالمها، وتفريغها من أهلها، من مسلميها ومسيحييها، جريمة يجب أن يدينها العالم أجمع.
وحماية مقدساتها، كما أكدّت المملكة حين اجتمعنا للتصدي للاعتداء على الأقصى المبارك تموز الماضي، ليست ردة فعل لحظي، هي عمل يومي مستمر ممنهج، تؤديه المملكة واجبا في مواجهة اعتداءات إسرائيلية يومية متصاعدة متواصلة
الزملاء الأعزاء،
ترفض المملكة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وتستنكره خرقا للقانون الدولي لا أثر قانونيا له. وهو إذ ذاك باطل ولاغ وفق كل القرارات الدولية ذات الصلة، والتي تنص على أن القدس قضية من قضايا الوضع النهائي، يقرَّر مصيرها عبر التفاوض المباشر بين الأطراف، ووفق القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
ولا بد من مواجهة هذا القرار بفعل عربي نقرّه اليوم مؤثراً مبرمجاً قادراً على الحد من تبعات القرار الخطيرة السلبية.
لم تدع المملكة ودولة فلسطين لاجتماعنا اليوم تحركا محدودا ينتهي بانتهاء مشاوراتنا وكلماتنا واستنكاراتنا. جسامة التحدي تفرض أن نتوافق على خطة عمل ذات أثر في مواجهة القرار، تشمل:
أولا: التحرك مع المجتمع الدولي ومؤسساته لتأكيد بطلان قرار الاعتراف وآثاره،
ثانيا: العمل على الحؤول دون اتخاذ أي قراراتٍ مماثلة
ثالثا: اعتمادَ منهجية لتوضيح أخطار المساس بالقدس والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها عالميا
رابعا: تشكيل وفد وزاري يزور العواصم المؤثرة كلها ويعمل مع المجتمع الدولي ومؤسساته على التحرك فوريا وجديا لحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967
خامسا: حثَ المجتمع الدولي ومؤسساته على الاعتراف بهذه الدولة حتميةً لن تؤدي المماطلة في تحقيقها إلا في زيادة البؤس، وتوتيد اليأس، وتأجيج الصراع، وتقوية التطرف، وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
الزملاء الأعزاء،
نحن نريد السلام خيارا استراتيجيا...نطلبه حقا لكل شعوب المنطقة شاملا ودائما
لكن لا سلام من دون فلسطين حرة مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني الفلسطيني .... لا سلام من دون القدس المحتلة حرة وعاصمة للدولة الفلسطينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته