بلدة الملاحة : بلدة الملح والبارود والورود
المرحلة الاولى بناء 400 وحده سكنية و374 في المرحلة الثانية
ديرعلا – الأنباط - ممدوح النعيم
على وقع حرب عام1967 و1968 تشكلت بلدة الملاحة من مجاميع الناس التي اضطرت للهرب جراء قيام طائرات الجيش "الإسرائيلي" بتدمير القرى الأردنية الواقعة على التلال الشرقية المطلة على نهر الأردن ,,,,,, أزيلت المباني وتحولت الى أطلال وحمل الأهالي أمتعتهم بحثا عن مكان امن فكانت بلدة الملاحة اسما على مسمى كانت المكان لتضميد جراح الم الحرب .
الى الغرب من لواء ديرعلا تقع بلدة الملاحة التي يقدر عدد سكانها بما يقارب 5 آلاف نسمه , يعمل غالبية سكانها بالوظائف الحكومية والقطاع الخاص والزراعة.
على الدوام كانت بلدة الملاحة محل اهتمام وسائل الإعلام , وجعل منها البعض نموذجا لقرى الفقر والحرمان , وعدم اهتمام الحكومات بها .
الملاحة بين الماضي والحاضر والمستقبل قصة كفاح الإنسان الذي بإرادته يحيل المستحيل الى واقع حي.
عن هذا يتحدث مختار البلدية عبدالمولى العلاقمه عن الملاحة " زمان "يقول المختار " جميع سكان بلدة الملاحة كانوا يسكنون بمنطقة تعرف ب - الكتار او " العجه " وهي تجمع سكاني ضم عشائر العلاقمه والصلاحات والشحادات والديات , وهي منطقة تقع مقابل الضفة الشرقية لنهر الاردن , ونتيجة الحرب التي جرت عامي 67 و68 تعرضت القرى الاردنيه شرقي النهر الى قصف من قبل الطائرات الاسرائيلية التي دمرت المساكن مما دفع الناس الى الرحيل الى مناطق بعيدة عن ميادين الحرب ".
يضيف المختار العلاقمه " بعد توقف الحرب اخذ الناس يبحثون عن مكان للإقامة قريب من اراضيهم الزراعية التي هجروها خلال فترة الحرب, فكانت الملاحة موطن الأكثرية ممن تركوا منازلهم بعد ان هدمت".
اخذت بلدة الملاحة اسمها بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في تربتها , ولجوء البعض الى استخراج الملح والمتاجرة به وهو ما شجع الناس على البقاء بالأرض التي كانت تخلو من أي سكان .
كانت البلدة خارج حدود مشاريع التنمية التي كانت تشرف عليها سلطة وادي الاردن لكونها ارضا لا تصلح للاغراض الزراعية او السكن فانتشرت بيوت الشعر والخرابيش والمعرشات كسكن للاهالي , الذين تمكنوا في بداية عقد الثمانينيات من تثبيت هوية البلدة ككقرية لها الحق بالحصول على الخدمات العامة من مياه وكهرباء وطرق ومدارس .
يضيف المختار عبد المولى " سعينا الى طرح مطالبنا على الحكومات المتتالية خاصة واننا متضررون جراء عمل عدواني ادى الى هدم منازلنا , في بداية الثمانينات بدات ملامح التغير تصل الى بلدة الملاحة فتم ايصال الكهرباء وبعد ذلك المياه , ثم جاء مشروع الصرف الجوفي الذي خفف من نسبة ملوحة التربة ولم يعد احد يعمل باستخراج الملح , مع الاشارة الى ان سلطة وادي الاردن تركت مهارب تصريف المياه الجوفيه بشكل مكشوف مما جعل منها مصدرا للتلوث وانتشار الحشرات والزواحف لغاية اليوم ".
عبدالله فهد العلاقمه رئيس لجنة زكاة البلدة يضيف " المهارب المائية تجري بها مياه مالحة رفعت من قيمة الرطوبة بالتربة وهو ما ادى الى انتشار الاملاح في المنازل وتاكل الجدران وسقوط العديد من المساكن , علما بان غالبية السكان هم من الفقراء ".
في العام 2008 كانت بلدة الملاحة على موعد مع زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ليكون اعلى مسؤول يزور البلدة منذ العام 1967 , زيارة شكلت نقلة نوعية بواقع حياة الناس اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وصحيا.
كان يوما سعيدا ازال ما بداخلنا من احساس بالظلم يكفي ان تجد سيد البلاد يجلس معك يستمع اليك , يقول للجميع انا معكم والى جانبكم " والكلام ما زال للمختار ابو بلال "زيارة سيدنا كنا نؤمن بانها ستكون بداية جديدة بتاريخ بلدة الملاحة وتحقيق الاحلام والامال التي طال انتظارها وهذا ما كان"
في حزيران 2008 تجول جلالة الملك عبدالله الثاني بإحياء بلدة الملاحة واستمع من الاهالي الى أهم مطالبهم واعدا اياهم بغد اجمل,فكانت توجيهات جلالته بالبدء ببناء منازل ,للاسر الفقيرة والمتضررة "
يقول عضو مجلس محلي منطقة الطوال الجنوبي التي تتبع لها بلدة الملاحة " ما زالت كلمات جلالة سيدنا خلال زيارته للمنطقة حاضرة في وجداني لانها كلمات ذات معنى -قال سيدنا – انا سعيد بان اكون بين اهلي واخواني في الغور ,ولقد زرت ديرعلا اكثر من مرة وتبين لنا ان تطوير مركز هنا او مدرسة هناك يشكل فائدة كبيرة لكننا نريد ان نضع خطة شاملة تحل مشاكل المنطقة وتؤسس للمستقبل"
وتنفيذا للمبادرة الملكية السامية, ببناء مساكن للاسر الفقيرة والمتضررة منازلها جراء طبيعة تربة بلدة الملاحة,قام رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في منتصف العام 2016 بوضع حجرالاساس لمشروع اسكان بلدة الملاحة ليكون السكن الجديد للاسر المعوزة والتي لا تمكنها ظروفها الاقتصادية من بناء مساكن لها.
المشروع الذي جاء بمبادرة ملكية ملبية لطموحات الاهالي, يشتمل على مرحلتين في المرحلة الاولى سيتم انشاء 400 وحدة سكنية مع كامل البنية التحتية من طرق وارصفة وخدمات وصرف صحي وبقيمة اجمالية تبلغ 16 مليون دينار والمرحلة الثانية استكمال الوحدات السكنية المتبقية وعددها 374 وحدة.
وتشير ارقام الدراسات البحثية الى انه يوجد في بلدة الملاحة 804 تتوزع على استعمالات متنوعه منها 400ايلة للسقوط بسبب ارتفاع ملوحة التربة وارتفاع الرطوبة.
الملاحة الى غد اجمل بعد سنوات من المعاناة فالبلدة اليوم تحتضن مدرسة حديثة وصلت كلفتها الى ما يقارب مليون دينار اضافة الى مركز صحي ريادي , وشبكة من طرق المواصلات وخدمات الكهرباء والماء , وما زال العمل جاريا لاستكمال ترفيع المدرسة للصف العاشر ومعالجة المهارب المائية المكشوفة .
لسان حال اهل البلدة يقول اليوم نحن في واقع افضل والغد سيكون اجمل .//