وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى افتتاح حملة الـ 16 يوم لجمعية النساء العربيات أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 1515 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم وزير الشباب: تعزيز برامج الريادة والابتكار ومهارات وظائف المستقبل مجلس مفوضي "الطاقة والمعادن" يقر اعتماد خطط الطوارئ المحدّثة حوارية تناقش تحديات شركة الكهرباء الوطنية لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات انطلاق الملتقى الرابع للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول صدور الجزء الثاني لكتاب ماذا يحدث في عزة؟ خبير أمن غذائي يوضح أثر الزراعة على المناخ.. "تحليل الانبعاثات الزراعية وفرص الاستثمار بالحد منها" عيد ميلاد سعيد نبال دويدري 2391 من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم يلتحقون بالتدريب المهني بيت النابلسي في اربد.. معلم تاريخي يجمع بين أصالة المدينة وعراقتها بعد الفرحة الإنسانية..دقت ساعة العمل لتجسيد قرار الجنائية الدولية شراكة بين مجموعة عليان والمناصير للزيوت والمحروقات لتشغيل شواحن متطورة في محطات المناصير " رؤيا متكاملة الابعاد "

حكومة بلا ورق...

حكومة بلا ورق
الأنباط -

حكومة بلا ورق...

 

وليد حسني

 

بدا ما يشبه الأمل في خطبة العرش التي القاها جلالة الملك عبد الله الثاني ظهر أمس مؤذنا بانطلاق أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة عندما أشار جلالته في خطبته القصيرة إلى الأمل بالوصول الى حكومة بلا ورق..وهذا أمل لا يبدو ان الملك ينفرد به لوحده فكل الاردنيين يأملون بتحقيق هذا الحلم الذي تم تغليفه قبل سنوات بشعار "الحكومة الإلكترونية" دون ان يتحقق ذلك على أرض الواقع بحيث يشعر المواطن به وبتجلياته الإيجابية وانعكاساته على حياته.

أمس الأول كنت مع اثنين من اطفالي اراجع المستشفى الحكومي، فوجئت بحجم المرضى الذين ينتظرون على باب المكتب المخصص لاستخراج اوراق المعالجة، تطوعت بنفسي للذهاب للطبيب وسألته عن الموظف الذي يجب ان يكون في هذا الوقت على مكتبه فقال لي بكل برودة أعصاب "إنه يتناول العشاء".

لم يعد الموظف في مستشفى الأمير حمزة في عين الباشا الى مكتبه، فاضطر أحد الموظفين المسؤولين الى الاستعانة بموظف آخر لمساعدة المرضى، لكن المشكلة في الالة الطابعة التي لم تستجب لأوامر الطباعة، مما زاد المرضى تاخيرا، وزادت حدة  التأفف والشكوى، وارتفع منسوب الغضب لديهم ولدى ذويهم.

كنت أراقب المشهد قريبا من الموظف الذي بدا مربكا ومحتارا ، قال لي" إنها الة طباعة جديدة أحضرت منذ يومين".

بعد نحو ساعة ونصف من الانتظار تمت معالجة مشكلة طباعة الورقة التي تحمل اسم المريض ورقمه الوطني، في الوقت الذي كنت أقول للموظف المرتبك" لماذا لا تستخدمون الكمبيوتر؟ ألسنا حكومة الكترونية"..

وهذا السؤال يتم طرحه تلقائيا ويوميا من الاف الاردنيين الذين يعانون المعاناة الشديدة وهم يراجعون الدوائر الحكومية لاستكمال معاملاتهم ويضيعون بين الأوراق والأختام والملفات والوعود ..الخ.

أمل جلالة الملك بحكومة بلا ورق بدا صرخة في عمق المشكلة، ففي الوقت الذي تتبنى الحكومة فيه شعار الحكومة الكترونية إلا أن ملامح هذه الحكومة لا تزال في حدودها الدنيا، ولا يلمس المواطن ايجابياتها، ولا أدري ما الذي يمنع الحكومة القيام بحل هذه المشكلة التي لا تحتاج للكثير من الجهد والوقت والتفكير والتحضير.

أقترح أولا ان تقوم الحكومة بالتخلص نهائيا من ثقافة الورق داخل المؤسسات نفسها بحيث تتحول كل معاملات المواطنين الى "سوفت وير" بدلا من تكديس الاوراق والملفات، وبعد ذلك يتم الربط الكترونيا داخل الوزارة او المؤسسة الحكومية الواحدة في جميع محاظفات المملكة ثم تنطلق الى مرحلة اخرى تبدا فيها بربط كل مؤسسات الدولة ربطا الكترونيا وبملف واحد لكل مواطن تظهر فيه كل المعلومات التي يمكن توفرها عن اي مواطن، اسمه واسماء عائلته وارقامهم الوطنية، ومكان اقامته ورقم منزله وعنوان سكنه ومكان عمله وسيارته واملاكه، وبصماته وسجله الأمني والجرمي ــ إن وجد ــ وفواتير الكهرباء والماء وزياراته للمعالجات الطبية هو وافراد عائلته...الخ.

المسألة في غاية البساطة، واعتقد ان جلالة الملك قد وضع النقاط على الحروف في التحول بالحكومة من حكومة ورقية الى حكومة الكترونية بدون اوراق وأحبار تصل كلفتها السنوية الى ملايين الدنانير.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير