Authors

حسين الجغبير يكتب : خدمة العلم.. هذا ما سيحدث

{clean_title}
Alanbatnews -
حسين الجغبير
أبدع سمو ولي العهد الأمير الحسين عندما سلط الضوء بشكل مباشر على أهمية عودة خدمة العلم، مبررا ذلك بكونها باتت اليوم ضرورة حتى يكون الجيل الجديد منضبطا ومرتبطا بأرضه. وهذا دليل على وجود إرادة سياسية لاعادة خدمة العلم، وهو أمر بات اليوم ملحا في ضوء تصاعد الأوضاع في الإقليم والعالم.
من شأن خدمة العلم إعادة موازين التعامل مع جيل الشباب الذي بات اليوم مستهدف في انتماءه وهويته، نظرا لغياب الكثير من النشاطات اللامنهجية عن الجيل الحالي، وغاب عنهم الاحساس بالأعياد الوطنية، التي كانت في الماضي منارة ينتظرها الأردنيون ليشعلوا الأجواء فرحا، ولطالما عززت من الانتماء للوطن، والارتباط بالأرض.
خلال سنوات عديدة لم تكترث الدولة إلى مثل هذه التفاصيل، التي ندفع ثمنها اليوم في جيل يحتاج لأن يكون أكثر صلابة وقوة، وثقافة، وجسارة، وهذا لن يتأتى إلى إعادة برمجة الكثير من النشاطات والبرامج التي اختفت نتيجة قرارات غير مدروسة.
في المعلومات التي حصلت عليها في إن برنامج خدمة العلم الذي تدرسه الدولة لتقديمه كمقترح بداية، فإن طلبة الثانوية العامة سيخضعون بعد انتهاء امتحاناتهم مباشرة في الخدمة لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر قبل التحاقهم في الجامعات، حيث سيخصص لهم مكافأة مالية نظير ذلك، وهو الأمر الذي تتدارسه الدولة من حيث التكلفة المالية لهذا البرنامج في ظل الوضع المالي الحالي للمملكة.
كما سيتم استهداف الطلبة في نظام التعليم المهني بصورة أكبر، حيث ما يحتاجه سوق العمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة، ونسب الفقر، وهو الأمر الذي من شأنه مساعدة الشباب على الحصول على دخول مالية جيدة إذا ما حصلوا على تدريب جيد وأسسوا مشاريعهم الخاصة بهم، أو حتى توجهوا للعمل في المؤسسات التي تحتاج إلى مهن. هذا مشروع وطني أطلقت له استراتيجية منذ سنوات لكنه لم يفعل نتيجة عقلية المواطن الأردني التي ما تزال مرتبطة بالمقاعد الجامعية، والتخصصات الأكاديمية الراكدة.
في الواقع هذا يساعد أيضا في معركة الدولة ضد آفة المخدرات، والتي تستهدف جيل الشباب، حيث ستكون تلك البرامج وتحديدا خدمة العلم، درعا واقيا ضد انجرار هذه الفئة نحو المخدرات التي تغزو البلاد قادمة من حدود شمالية وشرقية، وتعاني منها الدولة والمنطقة بأكملها.
إن في اعادة خدمة العلم صقل لشخصية الشباب، وزرع الجدية والالتزام في دواخلهم، عندما يجدون أنفسهم شركاء في العمل الأمني، وجزء منه، حتى لو بصورة مؤقتة، وهذا أكبر سلاح ممكن للدولة أن تحصده عبر تنشئة جيل سيقود الأردن في المستقبل، وسيحمل لواء تطورها ونهضتها.