الحنيطي يستقبل عدداً من السفراء المعتمدين لدى المملكة الأردن يدين قرار الكنيست الإسرائيلي بتصنيف الأونروا منظمة إرهابية الإحصاءات: إعلان نتائج نشاط الاقتصاد غير الرسمي في الربع الأول 2025 أورنج الشرق الأوسط وإفريقيا تصدر تقرير أنشطة المسؤولية المجتمعية لعام 2023 "بذور التغيير" الهناندة : الأردن ليس في وضع سيئ بالتحول الرقمي د. مكاحلة يفتتح فعاليات حملة الكشف عن خلع الورك الولادي بمركز صحي المفرق الشامل. ارتفاع عدد شهداء القصف العشوائي على خان يونس إلى 57 شهيدا "المناصير للباطون الجاهز" تحصل على جائزة الضمان الاجتماعي للتميز في الصحة والسلامة المهنية الحنيطي يستقبل قائد القوات الفرنسية البحرية في منطقة المحيط الهندي "الأراضي" تطلق غدا خدمة الاعتراض الإلكتروني على القيمة الإدارية الملك يهنئ الرئيس المصري بذكرى ثورة 23 تموز "عائلة سيمبسون".. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس "سجل الأحزاب في المستقلة للانتخاب" يُعلن أسماء التحالفات الحزبية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يشارك في تشييع جثمان فهد العموش رواية السراديب "رواية الصحراء" اختتام فعاليات معرض الطيران الدولي Air Tattoo تكاملية الأحزاب والعشائر الأردنية لترسيخ النهج الديموقراطي. مدير عام " الشؤون الفلسطينية " يفتتح نادي الروبتكس في مخيم البقعة وهم القيد . مدير الأمن العام يزور فريق البحث والإنقاذ الدولي، والمركز الإقليمي للحماية المدنية
كتّاب الأنباط

إبراهيم أبو حويله يكتب : الغضب والحرب ...

{clean_title}
الأنباط -

ما يحدث من أحداث يومية شيء يدمي القلب ويجعل الحليم حيران ، ويخلق حالة من الغضب على كل الأصعدة ، وهذا ما نراه جليا في تعليقات وتصرفات أصبحت شبه عامة على مواقع التواصل وفي النقاشات المباشرة ، وهناك زيادة في نسب الجلطات والوفيات المفاجأة وبرأيي هذه ترتبط بتلك .

بين الفعل والإنفعال والقدرة وعدم القدرة ، فمن يملك القدرة الجسدية ولكن الوصول إلى مواقع القتال غير متاح ، ومن يستطيع أن يساهم في المعونة المادية ويبحث عن السبل الاسلم ، وتبقى تلك التي المشاركة المتواضعة في مواقع التواصل نقلا وكتابة وتحليلا ، على تواضع أثرها في الميدان ولكن لها دور كبير في خلق جو عام وموقف تجاه الأحداث ، والتأثير على السياسين بمختلف مستوياتهم لأخذ قرارات تخفف أو توقف هذا العدوان الدموي على أهلنا في غزة .

وهناك نوع من الغضب على الساسة ممن لا يصل فعلهم إلى الحد المقبول شعبيا ، وينعكس هذا التخاذل في نصرة قضية غزة على موقف العدو والإيغال في عدوانه على أهلنا هناك ، ولو كان هناك موقف تصعيدي واضح وقوي ومشترك من الجميع ، حتما لكان له أثر كبير على تصرفات العدو ومن خلفه ولكن ، كما قال الرئيس حسنى مبارك سابقا ( أبئى أبليني لو أجتمعوا على الكيان وأمريكا ) .

وبعض رجال الدين ( والحمد لله رب العالمين أن ديننا لا يعترف برجال الدين ، فمذهبنا فيهم إن أصاب العالم في المسألة أخذنا منه وإن أخطأ رددناها في وجهه ، فلا عصمة إلا لنبي ) بعضهم يصب الزيت على النار صبا ، ويحمل الضحية الجرم ، ويجعل الإحتلال واقعا لا يمكن مناقشته ولا التخلص منه ، والسعي للحرية هو إلقاء للنفس في التهلكة ، وكأنه ثبت في الصحيح أن هذه الآية نزلت في الركون إلى الدنيا وعدم الإنفاق في سبيل الله ، وليس فيمن يموت مجاهدا دون ماله ودون عرضه ودون أرضه ، فهؤلاء ثبت أيضا في الصحيح أنهم شهداء ، وهذا برأيي إما أنه لم يفقه حقيقة الدين ، أو لم يعي أصوله أو أنه أراد أن يلبس على الناس دينها ، فمتى سكت المظلوم للظالم تمادى الإخير في ظلمه ، ولكن الوقوف في وجهه هو أقل السبل لإيقاف ظلمه أو على أقل حدّ الحدّ من هذا الظلم وعدم تماديه إلى الغير ، فلو أن كل مظلوم رفع صوته أو يده أو ما يقدر عليه لقل الظلم في هذه الأرض أو إختفى ، ولو أن البشر ساروا على مبدأ السلامة وإعطاء الدنية لركب ظهورهم كل عابر سبيل .

نعود إلى موضوعنا الأصلي الغضب في الحروب والأزمات ولا يجب ان يكون الغضب سببا في الإنقسام والإتهام ، ولا تؤدي الفوضى إلا إلى الهزيمة ، وتوحيد الصف والخطاب والإلتقاء على المسلمات الوطنية والدينية ، ولا أريد أن أتوقف هنا فيجب أن نقول الخطاب للعالم يجب يتطور وأن يمتاز بالوعي وخلق مساحات للعذر والإبتعاد عن خلق الأعداء وتجيش المحايدين .

فألمانيا عندما إحتلت إفريقيا وسرقتها وإستعبدت الأرض والحجر والشجر ، كانت تزعم بأنها تريد تحرير الإنسان الإفريقي ونقل الحضارة إليه ، ولم تزعم يوما أنها تسعى للإحتلال إرضه وسرقة ماله وإستعباده ، ولذلك لا بد من إعادة النظر في السردية العربية الإسلامية الفلسطينية لتتناسب مع ضخامة الحدث والتحديات والتحالفات الدولية وان الهدف من هذه التحالفات هو القضاء على القضية الفلسطينية بشكل نهائي .

أما الموقف الشخصي من الأحداث في غزة والغضب الشخصي والغضب من الأخر ، يجب أن يتم إستثمار هذا الغضب بطريقة إيجابية من خلال القيام بنشاط يساهم ويساعد في التخفيف عن أهل غزة وعن المقاومة بشكل عام ، ومن الممكن أن يتم القيام بحملات جمع مواد عينية أو توجيه النفس والإخرين بالتبرع المالي ، ويجب أن تستمر التبرعات بشكل شهري حتى تستطيع هذه الفئة النهوض والإستمرار في المقاومة ، ومن الممكن القيام بالنشاطات الإعلامية المختلفة الموجه توجيه سليما ويساهم في توحيد الصف ونفي الخلاف وخلق المساحات المشتركة بين من يتعاطف مع من يساعد غزة ومن يريد أن يفهم .

ومن الممكن الإنخراط في نشاط توجيه الرسائل المنددة والمستنكرة والغاضبة إلى سفارات وأشخاص التحالف وتوضيح الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية ، وأن ما يتم هو جرائم حرب بحق الإنسان ولن ننسى ، وأن المقاومة حق مشروع لمقاومة المحتل ، وأن الإحتلال والفصل العنصري هو المشكلة الرئيسية ، وان خلق معسكرات إعتقال لمجموعات بشرية ضخمة لمجرد اختلافها في الدين يعد جرائم ضد الحضار والإنسان والاخلاق والقانون الدولي بل هو جريمة .

والأهم حسب ما أرى هو السعي لخلق أمة تسعى للوحدة ، و بعيدا عن التأثير المباشر على الدول بشكلها الحالي ، بحيث تبقى الدول بشكلها الحالي وحكامها وإنتمائاتها ، ولكن العمل المشترك لخلق مساحات مشتركة تلتقي عليها هذه الدول بما يضمن مصالحها العليا ، وأن لا تكون تبعا لغيرها .

وكل هذا يستدعي أن يفعل الإنسان نفسه وجهده وعلمه ، ليخلق مساحات علمية وعملية وصناعية وتجارية ، بحيث تصبح الأمة أقوى وقادرة على مناكفة هذا التحالف الذي لا يرى للإنسان في هذه المنطقة كرامة ، ويعتبره كائن مجرد موجود لخدمة المصالح الغربية والأمريكية ، وهذا الواقع يجب العمل على تغييره ، وإلا فكلنا في دائرة الإستهداف من هذا التحالف عندما يحدث أقل أمر يعتبره مخالفا لمصالحه .

إحترامي ...

إبراهيم أبو حويله ...