نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية دراسة أجراها باحثون أمريكيون تفيد بأن الأشخاص الذين يسهرون ليلا قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري من الذين يستيقظون مبكرا. إذ تنخفض قدرة الأجسام ليلا على حرق الدهون لاستمداد الطاقة، ما يعني أن الدهون قد تتراكم لدى الشخص بشكل أكبر.
قد تساعد هذه النتائج في تفسير سبب تعرض نسبة من أصحاب الدوامات الليلية لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أكبر، وتساعد الأطباء في الكشف المبكر عن أعراض هذه الأمراض.
وفي الدراسة، قسّم الباحثون 51 بالغا بدينا في منتصف العمر إلى فئتين، نهارية وليلية، اعتمادا على إجاباتهم على استبيان حول عادات النوم والنشاط. راقب الباحثون أنماط نشاط المتطوعين لمدة أسبوع واختبروا تفضيلات أجسامهم للطاقة أثناء الراحة وأثناء أداء تمارين معتدلة أو عالية الكثافة على جهاز الجري.
وجد الباحثون أن الفئة النهارية أكثر حساسية لمستويات هرمون الأنسولين في الدم وتتمكن من حرق المزيد من الدهون، مقارنة بالفئة الليلية، أثناء الراحة وأثناء التمرين. بينما كانت الفئة الليلية أقل حساسية للأنسولين وكانت أجسامهم تفضل الكربوهيدرات على الدهون كمصدر للطاقة.
يرجّح الباحثون أن هذه التفاوتات في نسب الحرق قد تكون ناتجة عن عدم الارتباط والتوافق بالساعة البيولوجية للجسم وعدم النوم بشكل كافٍ. إذ يضطر الذين يسهرون إلى وقت متأخر من الليل إلى الاستيقاظ بوقت مبكر نسبياً للعمل أو لرعاية الأطفال أو غيره، وهو ما قد يؤثر على مدة وجودة نومهم.
قد تطرح هذه النتائج البحثية تساؤلات حول المخاطر الصحية للعمل في المناوبات الليلية التي يضطر بها الموظف للسهر من أجل العمل ليلا والاستيقاظ في وقت مبكر نسبيا لموافاة متطلبات الحياة والعائلة.