الأنباط -
فيما رفض الثلاثيني عمر تلقي الجرعة الثالثة من لقاح فيروس كورونا معللا ذلك بإصابته به سابقا، معتقدا بأن جسده لا بد وأن يكون اكتسب أجساما مضادة كفيلة بحمايته،
تؤكد زوجته العشرينية رهف استعدادها لأخذ المطعوم ذاته لقناعتها بأهمية تحصين نفسها ضد هذا المرض. ومثل رهف، تشكلت القناعة لدى الخمسيني توفيق وزوجته ابتهال لاستكمال الجرعة الثانية من المطعوم، خاصة بعد صدور أمر الدفاع رقم 35 القاضي في جزئية منه بعدم السماح لمن تجاوز الثامنة عشرة من عمره بمراجعة أي من الوزارات أو الدوائر الحكومية أو المؤسسات الرسمية أو العامة أو الدخول لأي من منشآت القطاع الخاص إلا إذا تلقى جرعتي مطعوم كوفيد-19.
متخصصون بينوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن للجرعة الثالثة (المعززة) من لقاح فيروس كورونا أهمية في تعزيز مناعة الأفراد ضد المرض والذين فضلوا أخذها دوريا كل ستة أشهر بالاستناد إلى دراسات علمية وعالمية.
وأشار هؤلاء المتخصصون إلى اعتماد بعض الدول للجرعتين الثالثة والرابعة من المطعوم لرعاياها، حيث أنه لا صحة للإشاعات التي تدور حول مطاعيم كورونا والتي يتداولها ويصدقها الكثيرون. وقال مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور علي الزيتاوي، إن الجرعة الثالثة من لقاح فيروس كورونا مهمة في رفع مناعة الإنسان حيث أنه وبعد مضي 6 أشهر من تلقي الجرعة الثانية للمطعوم تبدأ مناعة متلقيها ضد المرض بالانخفاض تدريجيا بنسبة 5- 6 بالمئة شهريا.
وأوضح أن فرصة تلقيها متاحة لكل من أتم الثامنة عشرة من العمر، ولا حاجة للفئة العمرية ما بين -12 18 عاما للتزود بها، حيث يعد تلقيحهم بالجرعتين الأوليين كافيا، مفضلا أن تكون الجرعة المعززة من المطعوم من نوع آخر لتعزيز المناعة بشكل أفضل.
وأضاف، تحفز الجرعة الاولى من المطعوم جهاز المناعة بعد 14 يوما من تلقيها، حيث يبدأ الجسم بتكوين أجسام مناعية ضد الفيروس وتعزز هذه الاجسام بجرعة ثانية عقب 21 يوما، وتصل إلى ذروتها بعد 14 يوما، شارحا أنه وبعد مضي 6 أشهر على تلقي الجرعة الثانية وفقا للدراسات العلمية تغدو الحاجة ملحة لأخذ الجرعة الثالثة.
ووصف الزيتاوي الإقبال على تلقي كافة الجرعات بـ "الضعيف" وسط توقعات بارتفاع اعداد طالبيها، مشيرا أن ما يزيد على مئة ألف شخص فقط هم من تلقوا الجرعة الثالثة، منذ الإعلان عن توفرها، وحوالي 3 ملايين و750 ألفا للجرعتين، كما بلغ عدد من تلقوا الجرعة الاولى 4 ملايين ومئة ألف.
ونصح الزيتاوي الفئات العمرية العالية بالتوجه لأخذ المطاعيم نظرا لتزايد أعداد الإصابات في الوقت الحالي، وارتفاع نسبة إشغال المستشفيات ممن لم يتلقوا أي جرعة وكذلك من لم يستكملوا جرعاتهم الموصى بها. وبين أن مطعوم كورونا ليس ناجعا ضد أنواع الفيروسات الموسمية الأخرى، كفيروس الإنفلونزا الموسمية على سبيل المثال، داعيا الى الاهتمام بنوعية الطعام المستهلك والحرص على تضمين حصص من الفاكهة الموسمية خلال الوجبات خاصة الحمضيات لغناها بفيتامين (سي).
وفي سياق متصل أكد رئيس قسم الأوبئة ومسؤول ملف كورونا في احدى مديريات الصحة الدكتور يونس التلاوي، أن سلامة جهاز المناعة هو الأساس في مقاومة جميع الامراض ومن ضمنها فيروس كورونا حيث تتحكم في مدة وشدة المرض، داعيا من لم يأخذوا الجرعة الثالثة الى التوجه لتلقيها.
وأضاف، تؤدي فرق التقصي الوبائي دورا فاعلا في الحفاظ على المناعة المجتمعية انطلاقا من سلامة الفرد الواحد، ونظرا لظروف الجائحة فإن من الواجب على الجميع الالتزام بمعايير السلامة العامة وتطبيق الاجراءات الاحترازية كنهج متبع وأسلوب حياة يضمن الوقاية الشخصية، مع المبادرة الى تلقي اللقاح بجميع جرعاته لما لذلك من أثر في تقليل نسب الدخول للمستشفيات في ظل ارتفاع أعداد الإصابات.
وشدد التلاوي على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية في المدارس بشكل خاص، إضافة إلى تشكيل الوعي لدى الأطفال وتحديدا في فصل الشتاء بأسباب الانفلونزا المسؤولة عن وفاة نصف مليون شخص حول العالم سنويا، حيث يجب تأمين الحماية الوقائية ضد جميع الفيروسات الموسمية.
إلى ذلك أكدت منظمة الصحة العالمية عبر موقعها أن متحور "أوميكرون" يحمل مخاطر عالية جدا للإصابة بالعدوى بسبب قدرته على الانتقال السريع، مشيرة إلى أن أي زيادة بالإصابات يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، لكنها لم تربط أي وفيات حتى الآن بهذا المتحور، في حين أشارت الى أن أشد الحالات هي من بين من لم يتلقوا اللقاح سابقا.
من جانبه قال استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي في حوار مع أخبار الأمم المتحدة ان اللقاحات فعّالة، ولكن قد تختلف درجة فعاليتها بدرجة أو بأخرى، طبقا للمعلومات والدراسات العلمية للقاحات، وبالتالي فمن المتوقع أن تكون لها درجة فاعلية كبيرة ضد المتحور الجديد.