بسم الله الرحمن الرحيم
أهلي وعزوتي أبناء محافظة الزرقاء، حاضنتنا الأم التي انطلقنا منها إلى ميادين وطننا الحبيب.
لقد عاهدت الله و عقدت العزم ألّا أدّخر جهداً في سبيل خدمتكم وخدمة مدينتنا العزيزة، وألّا أكون إلا ذاك الجندي المخلص لأمته ووطنه، أمضي في وجه الصعاب التي تعيقنا، طالما أن طريقنا هو طريق الحق، وأن وجودنا هو ما سيحقق الخدمة والرفعة لمحافظتنا ولوطننا الحبيب.
بدأنا مسيرتنا في البلدية، وارثين دَيْناً يقارب الأربعين مليون دينار، والحقيقة أنني وخلال أول أربعة أشهر من استلامي لدفّة قيادة بلدية الزرقاء لم أدخّر ساعة واحدة خارج الميدان، وشهد لنا البعيد قبل القريب أننا واصلنا اللّيل بالنهار لنخطوا أولى خطوات درب الإصلاح الطويل، و لكن شاءت تقادير المولى بأن يكون الظرف الصحّي هو من أعاقني لا تدابير الفاسدين وعراقيلهم.
وأنذرني جسدي أنه ما عاد يحتمل ذاك الجهد ، و مع ذلك اخترت المسير و الاستمرار في خدمتكم و لأجلكم، و بقيت أزاحم العقبات ما استطعت، تدفعني تارةً وأهزمها تارة أخرى.
أنظر اليوم أراني قد حققت ما هو مطلوب بحده الأدنى بحكم قلة الإمكانيات وشح الموارد المالية، حيث مرّ الشتاء ضيفاً عزيزاً خفيفاً على مدينتنا، وحافظنا على مستوى نظافة المدينة بمستواه المعقول، وحاولنا جاهدين تجميل مداخل ومعالم المدينة بما بين أيدينا من الإمكانيات.
وها نحن و بعد زيارة جلالة الملك و زيارات رسمية حكومية للمدينة اصبحنا على مشارف طرح عطاءٍ لخلطةٍ اسفلتية، لمعظم شوارع المدينة، بقيمة أربعة ملايين دينار، مما استطعنا ادّخاره، وممّا حصلنا عليه كمنح.
ولكن بعد عام ونصف و بعد تعرضي مجدداً لعارض صحي آخر، ولأن المصلحة العامة تتقدم على المصالح الشخصية وانطلاقاً من قول رسولنا صلّى الله عليه و سلم "إنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها" فإني أجد في قرارة نفسي أن مصلحة الزرقاء تقتضي بأن أترجل عن هذا الطريق الذي بدأناه، و عليه أحيطكم علماً باستقالتي من منصبي ، معتذراً لكم عن أي تقصير، ومؤكداً لكم أنني بذلت الغالي والنفيس، وأنني ناورت على جميع الجبهات لأنتزع حقوق هذه المدينة المظلومة، وكلّي فخر أنَّ ظروفي الصحية هي من أوقفتني، لا فساد الفاسدين ومكرهم ، راجياً منكم الدعاء لي بتمام الصحة و العافية .
شاكراً لإخواني وأخواتي أعضاء المجلس البلدي الكرام وأعضاء المجالس المحلية الأفاضل تعاونهم معي خلال فترة ترؤسي لمجلس البلدية الكريم، متمنياً عليكم الاستمرار في بذل الوقت والجهد لرفع سوية الخدمات التي نقدمها لمدينة الزرقاء حتى تغدو في المقام الذي يليق بها بين أخواتها من مدن الأردن الحبيب.
أترجل اليوم، ولي عودة إلى ميادين خدمة وطننا إن كتب الله لي ذلك.
والسلام عليكم و رحمة الله ،
أخوكم وخادمكم، المهندس علي أبو السكر