ي بلدنا كان يتم في العقود الماضية بسهولة وبسلاسة، وظل الأردنيون يمارسون عملية المزج بين تجارب الأجيال وتزاوجها وانتقالها من جيل إلى جيل، الأمر الذي كان يجدد قيادات الدولة الأردنية وكوادرها، فكانت الأجيال الأردنية تتعاقب على المسؤولية في كل المواقع، وكل جيل منهم يسلم الجيل الذي يليه الراية ليكون عوناً وسنداً لمليكه، ما وفر للدولة الأردنية صفة التطوير والتحديث بفعل القدرة على فرز الكفايات والقدرات القيادية.
وتابعت الجماعة في بيانها، "لم يكن بلدنا يغرق في بحر التفسيرات غير المنطقية لكل حركة تغيرات في مواقع الدولة المتقدمة لأن الأردنيين كانوا يعتبرون المنصب تكليفاً وأداءً للواجب الوطني، لا تشريفاً ومغنماً وباباً من أبواب جلب المنافع، ومعها الاتهامات التي تهز الثقة بالدولة ومنجزاتها، كما صرنا نلمس خلال السنوات الأخيرة التي صارت فيها مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالاتهامات وإثارة الشبهات التي لم يعتاد عليها الأردنيون في عهودهم السابقة.
واردفت الجماعة: "كما أن بلدنا كان منذ سنوات طويلة يدفع أثمان ما تعيشه المنطقة من اضطرابات، خاصة تلك التي فرضتها تداعيات ما سمي بـ "الربيع العربي" التي أدخلت بلدنا في حالة حصار غير معلنة، بسبب إغلاق حدوده البرية لأسباب معروفة، ما أثر تأثيراً واضحاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيه، إضافة إلى الضغوط السياسية والاقتصادية التي يتعرض لها بلدنا جراء رفضه الدخول في عدد من الصفقات والتحالفات خاصة تلك المتعلقة بقضية فلسطين، إن ذلك كله أوجد أجواء من اللغط وتبادل الاتهامات حول ما نعيشه، ومن يتحمل مسؤوليته".
وقالت: إن الأردن دولة عريقة راسخة تقترب من الاحتفال بمئويتها الأولى، وخلال هذه العقود الطويلة من عمرها مرت بأزمات أخطر وأكثر تهديداً مما تمر به الآن، لكنها استطاعت أن تجتاز هذه الأزمات، وأن تنتصر على التهديدات من خلال الثقة بالنفس ومن خلال وحدة الصف، ومن خلال مراجعة النفس والاعتراف بالأخطاء، وبتحمل المسؤولية ومن خلال الاعتراف بالإنجازات لا نكرانها".
ودعت الجماعة "الأردنيين إلى الخروج من أجواء الاتهامات واللغط واستبدال ذلك بثقافة التبين والخروج من حالة الإحباط باستعادة الثقة بالنفس عبر الإنجاز الذي يأتي من خلال العمل، ومدخل ذلك كله المصارحة وتحمل المسؤولية، عبر عملية مراجعة لمسيرة بلدنا في السنوات الأخيرة؛ مراجعة تُذكر بالإنجازات والتحديات التي تغلبنا عليها، والعقبات التي لابد من تذليلها، وهو ما تسعى هذه المبادرة إلى المساهمة في تحقيقه".
--(بترا)