- أظهرت العديد من المؤشرات الحيوية الصادرة في الأردن خلال آخر عامين عن وجود مشكلات جدية وحقيقية تستدعي التحرك السريع والفعال لمواجهتها، خاصة عندما يتم الربط فيما بينها من جهة وبين المستويات غير المسبوقة لمعدلات الفقر والبطالة والتغيرات الديمغرافية والاجتماعية من جهة أخرى.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن تحليل المؤشرات من الأهمية بمكان خاصة عندما يتم ربط ذلك مع الفقر والبطالة خروج الاناث من سوق العمل من الناحية السلبية، ومع برامج الصحة الإنجابية والفرصة السكانية من الناحية الإيجابية، وقد تكون جميعها أسباباً مباشرة لما آلت اليه آخر الأرقام، إلا أن النصيب الأكبر منها يعود للأسباب السلبية المرتبطة بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
فقد أظهرت آخر المؤشرات ارتفاع متوسط عمر الذكور عند الزواج الأول ليقترب من 32 عاماً وللإناث بحدود 26 عاماً، مع تسجيل إنخفاض في عقود الزواج وبنسبة 4.8% خلال عام 2017، وإنخفاض الولادات المسجلة بنسبة 1.8% وإرتفاع الوفيات نسبة 0.8% خلال عام 2018، وإنخفاض معدل الانجاب الكلي بنسبة 25% خلال عام 2017، وإنخفاض قوة العمل بين الإناث بنسبة 3.1% حتى نهاية عام 2018.
حيث إرتفع متوسط العمر وقت الزواج الأول للذكور من 31.3 عاماً سنة 2016 الى 31.7 عاماً سنة 2017، فيما إنخفض متوسط العمر وقت الزواج الأول للإناث من 26.9 عاماً سنة 2016 الى 26.3 عاماً سنة 2017 وفقاً للكتاب الإحصاي الشنوي لعام 2017 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
وتشير "تضامن" الى أن توقع الحياة وقت الميلاد لكلا الجنسين كان 62 عاماً سنة 1979 ووصل الى 73.5 عاماً سنة 2017. وبالمقارنة فإن متوسط العمر وقت الزواج الأول لكلا الجنسين إرتفع خلال 36 عاماً بحوالي 5-6 أعوام في حين إرتفع توقع الحياة وقت الميلاد بحوالي 11 عاماً. علماً بأن توقع الحياة وقت الولادة للإناث (74.2 عاماً) وهو أعلى من توقع الحياة وقت الولادة للذكور بحوالي سنة ونصف (72.7 عاماً).
وتعتقد "تضامن" بأن ارتفاع متوسط العمر وقت الزواج الأول بالنسبة للإناث والذكور لا يشكل ظاهرة مقلقة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار معدلات توقع الحياة وقت الولادة. ولكنها من جهة ثانية تجد بأن إرتفاع معدلات البطالة بين الذكور والإناث، وضعف مشاركة النساء الاقتصادية، والتغيرات الديمغرافية والإجتماعية جميعها ساهمت بشكل أو بآخر في عزوف الشبان والشابات عن الزواج. كما أن إرتفاع نسب تعليم الفتيات في الأردن بمراحله المختلفة تشير الى أن الأهل باتوا يفضلون تأجيل زواج بناتهن الى حين الإنتهاء من تعليمهن.
وعلى الرغم من بدء تراجع متوسط عمر الإناث عند الزواج الأول إلا أن معدلات الزواج المبكر (دون 18 عاماً) ما زالت مرتفعة (13.4% خلال عام 2017)، كما أن مواجهة ذلك لن يكون بالتشجيع على الزواج المكرر الذي له شروطه وضوابطة الشرعية، كون الزواج المكرر على حساب زواج الذكور الذين لم يسبق لهم الزواج.
إنخفاض عقود الزواج السجلة في الأردن 4.7% خلال عام 2017
وتضيف "تضامن" بأن إجمالي حالات الزواج خلال عام 2017 بلغت 77700 حالة منها 10434 حالة تزويج لقاصرات أعمارهن ما بين 15-18 عاماً. وقد إنخفضت بحدود 3643 عقداً وبنسبة 4.7% مقارنة مع عام 2016، حيث وصل إجمالي حالات الزواج العادي والمكرر لعام 2016 والتي سجلت لدى المحاكم الشرعية في مختلف محافظات المملكة 81343 حالة، بإنخفاض طفيف جداً بلغ 30 حالة زواج مقارنة مع عام 2015 (81373 حالة زواج).
إنخفاض المواليد وإرتفاع الوفيات خلال عام 2018
إنخفض عدد المواليد الأحياء المسجلين خلال عام 2018 بنسبة 1.8% مقارنة مع عام 2017، حيث سجل 226.8 ألف ولادة عام 2018 (منها 18.9 ألف ولادة لمغتربين و 207.9 ألف ولادة في الأردن) مقابل 230.9 ألف ولادة عام 2017 (منها 19.5 ألف ولادة لمغتربين و 211.4 ألف ولادة في الأردن). وبحسب الجنس، فقد كانت نسبة الذكور من بين المواليد 51.2% (116.2 ألف ذكر) مقابل 48.8% إناث (110.6 ألف أنثى). وشكلت نسبة الجنس وقت الميلاد 112.5 ذكراً لكل 100 أنثى، وذلك حسبما ورد في التقرير الإحصائي السنوي لعام 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
هذا وسجل خلال عام 2018 حوالي 29 ألف وفاة (منها 1.3 ألف وفاة لمغتربين) مقابل 28.7 وفاة عام 2017 (منها 1.2 ألف وفاة لمغتربين).
وتلاحظ "تضامن" بأن الولادات المسجلة قد إنخفضت خلال عام 2018 بحدود 4124 ولادة، فيما إرتفعت الوفيات المسجلة بحدود 316 وفاة. وبمعنى آخر فقد إنخفضت الولادات المسجلة بمعدل 11.4 ولادة يومياً وإرتفعت الوفيات المسجلة يومياً بمعدل 0.8 وفاة.
هنالك رابط بين إنخفاض نسبة البطالة بين الإناث وما بين إنخفاض نسبة قوة العمل بينهن
على الرغم من ارتفاع نسبة البطالة في الأردن لكلا الجنسين خلال الربع الرابع من عام 2018 لتصل الى 18.7%، إلا أن البطالة بين الإناث قد إنخفضت بمقدار 1.8% مقارنة مع الربع الرابع من عام 2017 لتصبح 25.7% فيما إرتفعت للذكور بمقدار 0.8% لتصل الى 16.9%، وذلك وفقاً لتقرير الربع الرابع من عام 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
وتشير "تضامن" الى أن مؤشرات البطالة بين الإناث آخذه بالإنخفاض المستمر، حيث إنخفضت نسبة البطالة بين الإناث 7.3% خلال عامين، فيما كان معدل البطالة بين الإناث خلال الربع الأول من عام 2017 بحدود 33%، إلا أنه ومقابل ذلك فقد إنخفضت نسبة قوة العمل من النساء الأردنيات 3.1% خلال عامين حيث بلغت 15.2% خلال الربع الرابع من عام 2018 مقابل 18.3% خلال الربع الأول من عام 2017.
وتؤكد الأرقام من جديد بأن هنالك رابط بين إنخفاض نسبة البطالة بين الإناث وما بين إنخفاض نسبة قوة العمل بينهن، حيث أن إزدياد عدد النساء غير النشيطات إقتصادياً (النساء اللواتي لا يعملن ولا يبحثن عن عمل وغير قادرات على العمل وغير متاحات للعمل) إدى بشكل أو بآخر الى إنخفاض نسبة البطالة بين النساء النشيطات إقتصادياً (النساء اللواتي يعملن أو يبحثن عن عمل)، وهو رابط يعكس الخلل الكبير في السياسات الاقتصادية والتدابير والإجراءات الحكومية، والتي أدت الى عزوف النساء عن العمل أو البحث عن عمل مما سبب ويسبب في هدر وضياع لطاقات وقدرات النساء الإقتصادية ويؤثر سلباً على مستقبلهن ومستقبل مجتمعاتهن المحلية وعلى مستوى المملكة.
56% من الأردنيات و 54% من الأردنيين متزوجين
ومن جهة ثانية، فقد بينت الإحصاءات بأن 62% من السكان تتراوح أعمارهم ما بين 15-64 عاماً، و 34.3% أعمارهم أقل من 15 عاماً و 3.7% تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. ويشكل الحضر 90.3% من السكان والريف 9.7%. فيما كان معدل الجنس 112.5 ذكر لكل 100 أنثى، وتشكل النساء حوالي 47% من السكان. علماً بأن عدد السكان الإجمالي 10.053 مليون نسمة.
ومن حيث الزواج، فحوالي 55.5% من مجموع السكان الأردنيين (15 عاماً فأكثر) متزوجون إلا أن نسبة الأردنيات المتزوجات تبلغ 56.2% وهي أعلى من نسبة الأردنيين المتزوجين (54.8%). ويبلغ متوسط حجم الأسرة الخاصة 4.8 فرداً فيما وصل عدد الأسر الى 2085.7 ألف أسرة.
كما وإنخفض بشكل كبير معدل الإنجاب الكلي (مولود حي / سيدة) من 3.38 مولود عام 2016 الى 2.7 مولود عام 2017 وبنسبة 25%.