شركة “البوتاس العربية” أرباحاً صافية في عام 2018 بلغت حوالي 125 مليون دينار أردني بعد اقتطاع الضريبة والمخصصات ورسوم التعدين. وتشكل هذه الأرباح زيادة نسبتها 39% عن العام السابق 2017، حيث بلغ صافي الأرباح 90 مليون دينار أردني.
وقال رئيس مجلس الإدارة جمال الصرايرة أن الشركة حققت تحسناً ملموساً على صعيد كلف الانتاج حيث انخفضت كلفة إنتاج الطن الواحد بشكل ملحوظ ، موضحاً أن نسبة إنخفاض تكلفة انتاج الطن الواحد من البوتاس منذ العام 2013 بلغت 31% ، ومن أهم أسباب إنخفاض الكلف هو الوفورات التي تحققت في مجال إستخدام الطاقة والمياه والذي تزامن مع تحقيق رقم قياسي لإنتاج مادة البوتاس في عام 2018 بلغ 2.436 مليون طن (وهو الأعلى في تاريخ الشركة) الأمر الذي ساهم في تخفيض حصة الطن المنتج من الكلف. وقد أدت سياسات إدارة الكلف وإرتفاع كميات الإنتاج ، مقرونة بالإرتفاع في سعر بيع البوتاس العالمي ، إلى زيادة نسبة هامش الربح من 25% في العام السابق لتصبح 35% في العام 2018. كما تمكنت الشركة من زيادة الجهود التسويقية خلال عام 2018 مما مكنها من تحقيق أرقام قياسية لكميات مبيعات البوتاس في عام 2018 بلغت 2.439 مليون طن وهي الأعلى في تاريخ الشركة.
وأشار الصرايرة إلى أن هذه الأرباح قد أدت إلى زيادة ملحوظة في المبالغ التي تم دفعها لخزينة الدولة مما مكن الشركة من تعزيز مكانتها ودورها الريادي كواحد من أهم الروافد لخزينة المملكة بالواردات والعوائد حيث بلغت مجموع المدفوعات المباشرة لخزينة المملكة الأردنية الهاشمية 71 مليون دينار بزيادة بلغت 22% عن العام 2017.
وقد حافظت الشركة على دورها الريادي في دعم العملية التنموية وتحسين مستوى الخدمات للمجتمعات المحلية والتي تعد من أهم القيم المؤسسية لشركة البوتاس العربية، حيث تم صرف مبلغ 9.8 مليون دينار على برامج المسؤولية الإجتماعية في عام 2018 التي تركز على المشاريع المستدامة ذات الفائدة طويلة المدى للمواطنين في مجالات التعليم والصحة والخدمات والمياه وقطاعات أخرى تشمل كافة محافظات المملكة.
وبين الصرايرة إن الشركة تعمل على تنفيذ الخطط المستقبلية والتي تركز على الإستثمار في توسيع قاعدة أصول الشركة في مصانعها جنوب الأردن، حيث تم رصد مخصصات في الموازنة التقديرية لمشاريع رأسمالية مستقبلية تبلغ في مجملها حوالي مليار دولار أمريكي سيتم إكمالها على مدى الأعوام القادمة. ومن أهم هذه المشاريع التوسع في إنتاج مادة البوتاس في المنطقة الشمالية لرفع الطاقة الإنتاجية بمقدار 140 ألف طن سنوياً وبكلفة تبلغ 130 مليون دينار، كما أن الشركة رصدت مخصصات لإجراء الدراسات الفنية في منطقة اللسان ومنطقة التوسعات الجنوبية في غور فيفا حيث تشير الدراسات الأولية إلى إمكانية زيادة الإنتاج بواقع مليون طن سنوياً في حال كانت تلك المشاريع مجدية إقتصادياً وتمكنت الشركة من الحصول على الإمتياز في منطقة اللسان.
وبين الصرايرة أن النظرة المستقبلية لأسواق البوتاس العالمية تشير إلى نمو في الطلب العالمي على مادة البوتاس ولكن لا بد من أخذ الكميات الإضافية التي من المتوقع أن تدخل السوق في الأعوام القادمة، ولكن الموقع الإستراتيجي للأردن وقربها من الأسواق النامية سيمكن صناعة البوتاس الأردنية من الإستفادة من النمو المتوقع في تلك الأسواق الواعدة. وفي هذا المجال أوضح الصرايرة ان التركيز حالياً على التوسع في إنتاج البوتاس والصناعات المشتقة خاصة الأسمدة المتخصصة كمادة نترات البوتاسيوم.
وأضاف الصرايرة أن السياسة الإستثمارية المتنوعة للشركة والتي ركزت على القيمة المضافة للصناعات المشتقة كان لها أثراً إيجابياً على الأرباح التي تم تحقيقها، وفي هذا الصدد أوضح الصرايرة أن حصة شركة البوتاس من أرباح الشركات الحليفة (ومن أهمها شركة برومين الأردن) ارتفعت بنسبة 8% في العام 2018 مقارنة مع العام السابق ولتصل إلى حوالي 35 مليون دينار ، كما ساهم النمو للشركات التابعة وتحديداً شركة كيمابكو والتي أنتهت في عام 2018 من مشروع توسعة إنتاج مادة نترات البوتاسيوم في زيادة ربحية شركة البوتاس العربية.
وقال الرئيس التنفيذي بالوكالة للشركة محمد الرازم أن أهم أولويات شركة البوتاس العربية هي توفير بيئة عمل آمنة للموظفين. وبهذا الصدد، فقد أنجزت الشركة خلال العام الماضي 2.82 مليون ساعة عمل دون إصابات الوقت الضائع، وهي الإصابات التي تتطلب غياب العامل المصاب للعلاج ، وهو ما يضعها بين الشركات الصناعية الرائدة في سلامة العمال في الأردن والمنطقة.
وفي حديثه عن النتائج المالية للشركة بين الرازم أن نتائج عام 2018 تعتبر جيدة جداً خاصة أن جزءاً من تلك الأرباح تحققت من تخفيض كلف الإنتاج وبدا ذلك واضحاً على مستوى الربح التشغيلي ، حيث نمت الأرباح التشغيلية من إنتاج وبيع البوتاس بنسبة 148% في العام 2018 لتصل الى (78) مليون دينار حيث لعب نجاح الشركة في ضبط تكاليف الإنتاج دوراً محورياً في هذا الشأن. كما أضاف أنه من ضمن خطة الشركة زيادة سعة المناولة على رصيف التصدير لتتماشى مع التوسع في الإنتاج المتوقع في الشركة، حيث بدأ التصدير من الرصيف الأول ضمن منظومة الميناء الصناعي الجديد في العقبة، والذي بلغت كلفته حوالي 140 مليون دينار يمول مناصفة من قبل شركة البوتاس وشركة مناجم الفوسفات الأردنية.