عمان – الأنباط
كتب مدير عام الامن العام اللواء الركـن أحمد سرحان الفقيه مقالا بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بعنوان " على خطى جلالته .. نمـضـــي".
وتاليا نص المقال:
ستةٌ وخمسون شمعة نضيئها بمناسبة ذكرى ميلاد القائد الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ..ستةٌ وخمسون عاماً بوافر الجهد وعظيم العطاء في رسم معالم الطريق الصحيح لبناء الأردن الحديث، منذ اللحظة التي نذر فيها جلالة المغفور له الراحل العظيم الحسين بن طلال –طيب الله ثراه – جلالته للأسرة الأردنية الكبيرة.
فمنذ أن تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم الراية في السابع من شباط عام 1999 وهو يواصل المسيرة بكل اقتدار، واستطاع بما أنعم الله عليه من سعة أفق وحنكة ودراية التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية التي شهدتها المنطقة برمتها بكل حكمة، حتى أصبح الأردن محط إعجاب وتقدير دول العالم نظرا لإصراره على الانجاز وتوفير الحياة الكريمة لشعبه، حيث يشهد الأردن نقلة نوعية في مجالات التنمية الشاملة، ويحرص جلالته بين الحين والآخر على إطلاق مبادرات إنسانية واجتماعية تستهدف دفع العملية التنموية نحو الأمام والتركيز على مشاركة كل القطاعات المجتمعية في مجالات التخطيط والتنفيذ.
فلجلالته رؤية وطنية قومية سبقت الزمن، وتركت بصمات عميقة لها مفرداتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث شكلت وطناً يتغنى بأنشودة الحرية والاستقرار، وشعباً نهضوياً حقق النجاح والإبداع محلياً وعالميا، فالدور الملكي راسخ الملامح والطموح، لم يفقد يوماً إيمانه بحقيقة إرساء قواعد السلام الدولي العادل الشامل، والمحافظة على حمايته داخل وخارج الوطن برؤية متمثلة بأخلاق الثورة العربية الكبرى ومبادئها وتطلعاتها المستقبلية الثاقبة والتي تمثل ضمير الوطن وعدالته.
نقف اليوم يا سيدي في محطات الإنجاز العظيمة ونحن نتفيأ ظلال هذه الذكرى في جهاز الأمن العام الذي أوليته العناية والاهتمام، فحققنا من خلال توجيهاتكم نجاحات كبيرة في التصدي للجريمة والحد من آثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وفق منظومة أمنية متكاملة قائمة على الاستراتيجيات العلمية المدروسة، وعملنا على تسخير التقدم التكنولوجي في تحقيق البحث والتحري لمرتكبي الجرائم فحققنا أفضل النتائج في السيطرة على الجريمة، إلى جانب امتلاكنا لأحدث الآليات والمعدات المواكبة للعصر.
إن ما وصل إليه جهاز الأمن العام من تقدُّمٍ وتطوّر وتحديث لم يكن ليكون لولا دعم القيادة الهاشمية الموصول والتوجيهات الحكيمة للجهاز ومنتسبيه، والتي تؤتي أُكُلها كلّ حين لبلورة الأفكار والتصورات ووضع برامج العمل للمضي قُدماً في أدائنا لواجباتنا وخدمة رسالتنا الإنسانية، بالمستوى الذي يليق بثقة جلالته، وقد أخذ جهاز الأمن العام على عاتقه ترجمة التوجيهات الملكية السامية لمواكبة التطور والتحديث ومتابعة الأمور برمتها من خلال إنجازات الأمن العام في مجال التصدي للجرائم من خلال تفعيل البرامج الإعلامية والوثائقية وإطلاق المبادرات التي تمثل الرؤى الملكية السامية.
إن الرؤى الملكية السامية، وخطابات جلالة القائد الأعلى الموجهة لجهاز الأمن العام كانت تضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا فالطريق واضحة ومعالمها بارزة، وتحمل في ثناياها معاني كبيرة ، تفتح الآفاق واسعة أمام كل ذي إرادة وعزيمة، يمتاز بجهده لتحقيق التوجيهات الملكية السامية واقعاً ملموساً ، نرى ونلمس آثارها ، إنجازات تتحقق، وعهد يتجدد لمزيد من تقديم أفضل الخدمات للوطن والمواطن الذي يعتبر المحور الأساس الذي تدور عليه العملية الأمنية ..
فقد وضع جهاز الأمن العام الأسس المتينة للبنى التحتية لوحدات الأمن العام المختلفة ملبياً جميع المستجدات التي تشهدها الساحة الأمنية ، منطلقاً في ذلك من خدمة الإنسان باعتماد منهجية حضارية عالية مرموقة في التعامل مع المواطنين وتحسس قضاياهم والعمل على مساعدتهم وحل مشكلاتهم، فالنظرة الثاقبة لجلالة القائد الأعلى ، كانت السراج الوهاج والعمل ضمن منهاج ، لتحقيق رسالة الأمن الإنسانية ، ولخدمة مجتمعنا وأهله ، حماية للأمن ، وتوفيراً لمظلة الأمان لمزيدٍ من التنمية المستدامة .
ولطالما أكد جلالته على أن العلاقة بين رجل الأمن العام والمواطن يجب أن يكون أساسها التعاون ، والتفاهم، فلكل منهما واجبات وحقوق ، وقد تطورت العلاقة بين المواطن ورجل الأمن على هذا الأساس حتى شهدنا تطور المفهوم الأمني ليصبح شاملاً ، قد وصل بفلسفة عمل هذه المؤسسة الى درجة الإحاطة بمعظم جوانب النشاط الإنساني في الحياة ، وذلك بحكم أن رجل الشرطة لم يعد مجرد حارس للأمن والنظام ومحقق لاعتبارات السلامة العامة وإنما تعدى دوره الى المشارك الرئيس في بناء أمن واستقرار الوطن وعامل من عوامل نمائه وازدهاره.
مولاي المعظم .. إن جندك الأوفياء ، منتسبي جهاز الأمن العام ليعاهدوا جلالتكم بأن يبقوا كما أردتهم على الدوام درع الوطن ورمز كبريائه وإرادته الحرة ، وهم العيون الساهرة على أمن المواطنين المحافظين على مقدراتهم ومكتسباتهم ، سائلين الله جلت قدرته أن يحيطه بعين رعايته ، وأن يديم جلالتكم ذخراً وسنداً .