Authors

عزاء فتحية وسقوط نظام الاسد

{clean_title}
Alanbatnews -

بهدوء

عمر كلاب

اتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان الى جلالة الملك المعظم وولي عهده الامين سمو الامير الحسين بن عبدالله المعظم على مشاركتنا العزاء بشقيقتي فتحية كلاب, والشكر لكل الذوات الذين شاركونا في مصابنا بنبيل تعزيتهم وكريم مشاعرهم النبيلة من اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة , واخص بالشكر رئيس الديوان الملكي العامر معالي يوسف العيسوي وامام الحضرة الهاشمية الدكتور احمد الخلاليلة, ونقيب الصحفيين والزملاء اعضاء النقابة الذين وقفوا بجانبنا, وكل من شاركنا العزاء, من جيران واصدقاء واخوة.جزاهم الله عنا خير الجزاء ولا اراكم الله مكروها بعزيز.

هذه المقدمة لازمة وواجبة, فهذا الوطن يفيض كرما ونبلا, تذوب فيه كل الخلافات والفوارق, لحظة المُصاب, لا يتركك احد ويتقدم الجميع او للدقة يتسابق الجميع لتقديم الواجب, دون كلل, وتتحول المناسبة من وجع شخصي, الى نقاش وطني, فالحالة مشدودة على وتر, والكل يرقب لحظة غامضة, ربما تفرض واقعا جديدا, فما استيقظ عليه الاردنيون فجر الثامن من هذا الشهر كانون الاول, كان صادما وكان حاضرا في العزاء, اين نحن مما يجري, واين نحن من جارة شقيقة, انقلب فيها الحال الى ما انقلب؟

لا يملك احد الاجابة, فمصير دمشق مرهون بعوامل متعددة, ومفتوح على سيناريوهات موجعة, فهل نحن امام نموذج ليبيا, ام العراق, ام نموذج اقرب الى النموذج التونسي, واقصد من تونس, نموذجها السياسي الاسلاموي, مع نظرة اقل تفاؤلا, فنموذج التغيير في مصر لا ينطبق على سورية, بحكم دور الجيش ومكانته, فالشقيقة مصر حمى جيشها التغيير, في حين ان دمشق بلا جيش, بل بلا اي مؤسسة تحمي التغيير, وتضع له اسسا وشروطا موضوعية, وهذا يترك القلق بابواب مشرعة.

كان الجميع يسأل ويناقش, والجميع يدرك ان ما حدث, له توابعه, فالمشروع الصهيوني, نجح واستطال, ومن ينكر ذلك يعاني من اختلال معرفي وبصري, يليه المشروع التركي, وكان الخاسرون وللسريالية العجيبة, هم الايرانيون ومشروعهم والعرب وغيابهم, على شدة ما بين الخاسرين من تباين وريبة, فالجار الايراني, لم يترك بابا الا وطرقه, واقصد ابواب التدخل والتحرش والعبث, تحت اسماء كثيرة, لكن الثابت فيها الباب المذهبي وابواب الممانعة التي تهاوت بابا بعد الاخر, وسط صمت مريب واسئلة صادمة, عن حجم الانكشاف وحجم الاختراق.

تباينت الاراء, فالاردنيون على اختلاف مواقعهم وثقافتهم واطلاعاتهم, يملكون حسا سياسيا, ويمتلكون وجهة نظر, والاهم والمدهش, انهم يملكون يقينا ان دولتهم بخير, على شدة ملاحظاتهم على السلطات وادوارها وادائها, ويثقون ان الدولة بمؤسساتها العسكرية والامنية حاضرة في المشهد بفاعلية, ويمتلكون يقينا اننا قادرون على الصد والتصدي, وان مجالنا الحيوي والوطني, ليس ملعبا للطوائف الدولية والمشاريع التصفوية, ولعل هذا ما يمسح الالم بالفجيعة العامة والحزن الشخصي, حمى الله الاردن وطنا وشعبا عرشا.

omarkallab@yahoo.com