Economy

المنتدى الاقتصادي يناقش الإنجازات والتحديات التي تواجه شركة تطوير العقبة

{clean_title}
Alanbatnews -
عقد المنتدى الاقتصادي الأردني، جلسة حوارية ضمن برنامج الصالون الاقتصادي تحت عنوان "منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة: الواقع والفرص والتحديات”.

وبحسب بيان صدر عن المنتدى، اليوم السبت، شارك في الجلسة الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، بحضور رئيس المنتدى مازن الحمود، وعدد من أعضاء مجلس إدارة المنتدى والهيئة العامة.

وخلال الجلسة، التي أدارها عضو المنتدى سمير خوري، قال الصفدي، إن تأسيس شركة تطوير العقبة (ADC) عام 2004 جاء استجابةً لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني لتطوير منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي أُنشئت عام 2000 بقانون خاص.

وأضاف أن الشركة تمثل الذراع الاستثماري والتطويري للمنطقة، مشيرًا إلى أنها أسهمت في تحقيق نقلة نوعية على مختلف المستويات الاقتصادية والبنية التحتية.

وأوضح الصفدي أن رؤية جلالة الملك كانت قائمة على جعل العقبة منطقة اقتصادية ذات مزايا خاصة تُدار بتشريعات وقوانين مرنة، بعيدًا عن التعقيدات البيروقراطية، مؤكدا أن تأسيس الشركة جاء لمعالجة التحديات التي واجهت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة (ASEZA)، حيث تركز دور السلطة على التشريع والتنظيم، بينما تولت الشركة مسؤولية الاستثمار والتطوير.

وبيّن أن شركة تطوير العقبة تملك معظم الأصول الاستثمارية والبنية التحتية في المنطقة، بما في ذلك الموانئ، المطار، والأراضي الاستثمارية، موضحا أن الشركة تعمل كشركة مستقلة ماليًا وإداريًا، وتتمتع بالمرونة الكاملة في التوظيف وإدارة المشروعات، بعيدًا عن أنظمة الخدمة المدنية.

وأضاف أن الشركة تعتمد بالكامل على عوائد استثماراتها من إدارة الموانئ، المطارات، وتأجير الأراضي، ولا تتلقى دعما ماليا من خزينة الدولة، مبينا إن الشركة استعانت بشركة استشارية عالمية لوضع استراتيجية جديدة تركز على ستة محاور رئيسية، تشمل السياحة، اللوجستيات، التدريب المهني، الصناعات الإبداعية، الاقتصاد الأخضر، والابتكار.

وتمثل هذه المحاور خارطة طريق لتطوير العقبة على المدى القصير والمتوسط، بما يتماشى مع الرؤية الملكية.

وأوضح الصفدي أن من أبرز الإنجازات توقيع اتفاقية مع مجموعة أبوظبي القابضة لإنشاء محطة سفن سياحية، حيث استقبلت 65 سفينة سياحية خلال العام الماضي، مشيرا إلى مشروع شراكة آخر مع مجموعة موانئ أبو ظبي لإنشاء منظومة رقمنة الموانئ في العقبة، والتي تضم 12 ميناءً متخصصًا، كميناء الحاويات، النفط، الفوسفات، والسفن السياحية.

وقال إن "الرقمنة ستسهم في تحسين كفاءة العمليات اللوجستية وتعزيز تنافسية العقبة كمركز إقليمي”، مبينا أن العقبة تشهد تطوير مركز بيانات بالتعاون مع "جوجل”، والذي سيكون من أكبر مراكز البيانات في المنطقة.

وبيّن الصفدي أن الشركة تعمل كذلك على مشروع إنشاء "وحدة تغييز شاطئية” جديدة بالتعاون مع وزارة التخطيط والصندوق الكويتي، ما سيسهم في تخفيض كلفة الطاقة على الصناعات، موضحا أن المشروع سيحل محل الباخرة العائمة الحالية التي تكلف الدولة نحو 80 مليون دولار سنويًا.

وحول دعم المستثمرين والمشاريع المحلية، أشار الصفدي إلى أن الشركة أنشأت وحدة تسريع الاستثمار بهدف تحسين بيئة الأعمال وجذب المستثمرين، قائلا إن الوحدة تضم فريقًا من الكفاءات الأردنية الشابة المؤهلة في مجالات الاستثمار والتطوير.

ولفت إلى أن الشركة وقّعت اتفاقيات مع مستثمرين أردنيين وأجانب لإنشاء مشاريع جديدة، من بينها مدينة صناعية في منطقة القويرة تزودها بالغاز الطبيعي، ما يخفض تكاليف الطاقة للمصانع بنسبة تصل إلى 40 بالمئة.

وبالنسبة للرؤية المستقبلية، أكد الصفدي أن العقبة ليست مجرد مدينة سياحية، بل مركزا اقتصاديا متكاملا، موضحا أن الشركة تركز على تطوير المشاريع التي تضيف قيمة حقيقية للاقتصاد الوطني، بدلاً من التركيز فقط على الجوانب السياحية.

وقال إن العقبة تتميز بموقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر، وهو ما يجعلها نقطة جذب للاستثمارات في مجالات اللوجستيات والصناعات الإبداعية، مضيفا "نعمل على استغلال هذه الميزة من خلال شراكات مع القطاع الخاص المحلي والدولي”.

وبالنسبة للاستثمار في الكفاءات الأردنية، أشار الصفدي إلى أهمية الاستثمار في الموارد البشرية، مشددًا على أن الكفاءات الأردنية هي الأساس في تحقيق النجاح، وقال إن الشركة ركزت على تعيين الكفاءات المؤهلة من داخل الأردن وخارجه، وأن العديد من العاملين في الشركة هم من خريجي جامعات عالمية مرموقة.

وكشف الصفدي أن الشركة وقّعت اتفاقية مع شركة "APM Terminals” العالمية لتطوير البنية التحتية لميناء العقبة وتحويله إلى ميناء صديق للبيئة بحلول العام المقبل، مضيفا أن المشروع يهدف إلى تعزيز جاهزية الميناء للتعامل مع السفن التي تعمل بالطاقة الكهربائية، والتي تمثل المستقبل في قطاع الشحن البحري.

وأوضح أن الاتفاقية تتضمن توفير بنية تحتية متطورة للسفن الحديثة التي تعتمد على الطاقة الكهربائية بدلًا من الوقود التقليدي، مشيرًا إلى أن عدم تجهيز الميناء قد يؤدي إلى تراجع اعتماده من قبل شركات الشحن العالمية، وقال إن العمل على تنفيذ المشروع سيبدأ في الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف الصفدي أن الاتفاقية مع شركة "APM Terminals” العالمية تتضمن بنودًا تضمن استدامة التعاون بين الجانبين، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تمنح شركة تطوير العقبة حصرية إدارة موانئ البحر الأحمر لمدة 15 عامًا.

وقال "اشترطنا في الاتفاقية أن تكون إدارة أي ميناء آخر في البحر الأحمر من قبل شركة ميرسك محظورة خلال فترة العقد، مما يعزز مكانة ميناء العقبة كمركز رئيسي”، مضيفا أن الشركة ستتلقى بموجب الاتفاقية مبلغًا نقديًا قدره 40 مليون دولار، سيتم استثماره في مشاريع داخل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.

وحول مرسى زايد، بيّن الصفدي أن المشروع الذي تم توقيع اتفاقيته مع مجموعة موانئ أبو ظبي، يمثل أحد أكبر المشاريع التطويرية في العقبة، مبينا أنه يمتد على مساحة 1200 دونم، ويشمل إنشاء فنادق وشواطئ و350 شقة سكنية في المرحلة الاولى، وأن المرحلة الأولى من المشروع، التي تبلغ قيمتها 200 مليون دولار، ستبدأ في الربع الأول من العام المقبل.

وقال إن شركة تطوير العقبة تشترط استخدام الكفاءات الأردنية في تصميم وتنفيذ المشروع، مشيرًا إلى ان المشروع سيسهم في تنشيط السياحة وخلق فرص عمل للشباب الأردني.

وحول المشاريع الاستراتيجية في النقل واللوجستيات، أشار الصفدي إلى أن شركة تطوير العقبة تسهم في مشروع سكة الحديد الذي يربط ميناء العقبة بمنطقة الشيدية في معان، بالتعاون مع مجموعة الاتحاد الإماراتية، مبينا ان المشروع يهدف إلى تسهيل نقل الفوسفات والبوتاس، ومن ثم الحاويات في مرحلة لاحقة، ويعد خطوة مهمة لدعم قطاع اللوجستيات في الأردن.

وأضاف أن الشركة تعمل كذلك على تطوير منطقة الشاطئ الجنوبي "اليمنية”، لتوفير بنية تحتية تتيح إنشاء فنادق من فئة ثلاث وأربعة نجوم وشاطئ عام بالإضافة الى مركز اعمال متخصص في مجال التكنولوجيا والابتكار والألعاب الإلكترونية، مؤكدا ان الطلب على الفنادق الاقتصادية في العقبة كبير، ونحن نعمل على تسهيل الاستثمار في هذا المجال.

وحول المدينة الصناعية في العقبة، اكد الصفدي ان نسبة الإشغال في المدينة الصناعية وصلت إلى 90 بالمئة، حيث تشمل الصناعات الغذائية والألمنيوم والحديد والصلب والألبسة إضافة إلى عدد من الصناعات الأخرى.

وحول الفرص الاستثمارية الجديدة في الزراعة والطاقة، بيّن الصفدي أن شركة تطوير العقبة خصصت أراضي في المنطقة الغربية لدعم المشاريع الزراعية النوعية.

وقال "وقّعنا اتفاقية مع شركة نرويجية لإنتاج زراعي عالي الجودة باستخدام تقنيات حديثة، ونعمل على توفير التسهيلات اللازمة لنجاح هذه المشاريع”.

وأضاف أن الشركة تدعم مشاريع الطاقة المتجددة لتوفير مصادر طاقة مستدامة للمستثمرين، مشيرًا إلى توقيع اتفاقيات مع شركات دولية للاستثمار في الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي.

واختتم الصفدي حديثه بالتأكيد على التزام شركة تطوير العقبة بتحقيق رؤية جلالة الملك في تحويل العقبة إلى مركز اقتصادي عالمي مستدام، مؤكدا ان الشركة ستواصل العمل على تطوير مشاريعها وفقًا لخطة استراتيجية واضحة، مع التركيز على الاستدامة وتحقيق الفائدة للمواطنين والمستثمرين على حد سواء