الحريات Vs الاقتصاد !
- Publish date :
Tuesday - am 12:10 | 2024-11-05
Alanbatnews -
د. حازم قشوع
كما تفوقت الحريات على ضوابط الأديان في حرية الزواج الجندري واخذت الأديان تستجيب لسقوف الحريات في العالم الافتراضي كما تفرض إيقاعها على العالم الوجاهي، فها هى حرية الإجهاض فى قوام المرأة تدخل في مواجهة مباشرة مع مركزية الاقتصاد الذي يقف عليه دونالد ترامب، مسجلة بذلك حركة استجابة استثنائية في المجتمع الأمريكي للدرجة التى راحت فيها تقلب ولايات كانت تاريخية جمهورية حمراء لولايات ديمقراطية زرقاء نتيجة قضية تمكين المرأة وحضورها المؤثر في المجتمع الأمريكي، وهي المسالة المطروحة كعنوان فى برنامج هاريس الانتخابي مرشحة الحزب الديموقراطي بجناحه الأيسر بعدما حكم الرئيس بايدن بصهيونيتة من الجناح اليمين، وهذا ما جعل من نهج بيانه يحدث تغيير فى عقيدة دول المركز كما عند المجتمع الإسرائيلي ليحوله من توراتي ضيق الى صهيوني واسع الانتشار طيلة فترة حكمه، الأمر الذي جعله يستقطب الكثير من المرتزقة الذين يحملون عقيدة صهيونية لينخرطوا في صفوف الجيش الاسرائيلي، ويتم تشكيل مديرية في وزارة الدفاع لهذه الغاية الأمر الذي جعل من القوات الإسرائيلية قادرة على الدخول فى مواجهات طويلة على عكس ما كان عليه الحال فى القراءات السابقة.
إذن المسالة الاجتماعية في مواجهة المسألة الاقتصادية، وقد تحدث اختراق استثنائي في المجتمع الأمريكي كما فى العالم فى حال تمكنت هاريس من الفوز على ترامب، لأن لذلك سيكون تداعيات كبيرة منها ما يتعلق بمسألة قواعد الأديان وآخر ما سيكون ثورة اجتماعية فى القضايا الاجتماعيه، هذا إضافة لمسألة أخرى لها علاقة بتثبيت شرعية عمق الدولة لبيت القرار الامريكي، اما من الناحية الاستراتيجية فإن ذلك يعني استمرار عملية الدفاع عن الأحادية القطبية للولايات المتحدة فى حكم العالم، وهذا ما يعني حكما تثبيت شرعية حكم الولايات المتحدة وحكم الناتو.
وأما في حال فوز دونالد ترامب فى المكتب البيضاوي فإن ذلك سيعنى إنهاء حكم منظومه عمق الدولة ببيت القرار للبيت الأبيض بحلته الحالية والبدء فى عملية اصلاح بيوتها الهيكلية بإعادة صياغة منظومتها، كما ان ذلك يعني أيضا دخول العالم فى التعددية القطبية بكل تبعيتها، الأمر الذي سيقود بالمحصلة لإنهاء حكم دول المركز للعالم وإنهاء دور حلف الناتو في قيادة العالم عبر تغيير الدور الجيواستراتيجي، وهذا ما سينعكس أيضا على الناحية المالية والاقتصادية في المسألة النقدية مع دخول تحالف الكربتو العملة الافتراضية في ترسيم معالم الطريق الجديدة ومساراتها، وهو ما سيكون لها تبعات عميقة ستدخل العالم في الفوضى النقدية، الأمر الذي سينقل حاله الاحتدام من ايقاع عسكرى إلى آخر نقدي من فوضى ديموغرافية إلى فوضى نقدية حتى يتم اعادة تثبيت منظومة العمل القادمة بحلتها الافتراضية.
وهي جملة البيان الذي سيكون التصارع والصراع حولها فى ميزان الصناعة المعرفية والعلوم المعرفية التي تملكها دول القياده الجديده، وهى التى تحتكر العلوم المعرفية في خطوطها السيبرانية والمداريه والنانوية واضافة لابتكارات منظومة الذكاء الاصطناعي التي يعول عليها في نقل العالم الى اطوار الجيل الخامس بأبعادها الجديدة وعلومها التى مازلت محتكرة عند مجتمعات دون غيرها، تماما كما نقلت بمنظومة العمل علوم الطاقة الى تكنولوجيا الطاقة كما نقلت علوم المعلومات إلى تكنولوجيا المعلومات وذهبت لنقل الصناعات الثقيلة إلى الصناعة الخفيفة، وهي جملة المبتدأ التي يعول عليها بنقل العالم إلى منازل اخرى بعلوم الصناعة المعرفية والذكاء الاصطناعي، وهي جملة البيان التشاركية التي ستجعل من الحريات أبرز سماتها حتى يشكل الابتكار والإبداع أبرز روافع حواضنها بما يسهم بنسج خطوط جديدة لبيت القرار الدولى ترسم محدداتها، وهذا ما سيجعل من الحريات فى الميزان الموضوعي ينتصر على حركة الاقتصاد التقليدية باحداثياتها التقليدية.
وهو ذات الأمر الذى يجعل من هاريس سيدة الحريات في المكيال الموضوعي تتقدم على ترامب صاحب الحظوة فى ميزان الاقتصاد، كما تجعل من العالم يقف على مفترق طرق حاد أحدهما يقوم على الفوضى النقدية، والأخر سيدخل العالم فى غرفه معتمه من الصناعة المعرفية، أما القضايا الأخرى التي يتم إشغال العالم حولها فى ميزان التقدير المبين تكون هامشية وليست جوهرية كونها قضايا تدخل فى بيان حدود النفوذ ولا تقوم على جوهر حاله الاحتدام القائمة بين القطبية والتعددية والتى يمثل أطيافها هاريس وترامب فى الانتخابات الأمريكية فى الصراع على بيت القرار الدولي.