chosen_articles

الأقلام التي تنخر المؤسسات

{clean_title}
Alanbatnews - المحامية رانيا أبو عنزة
في مشهد يتكرر، أصبحت مهاجمة المؤسسات، لا سيما الخدمية منها، ظاهرةً متزايدة لبعض الأقلام التي لا تبحث عن الاصلاح بقدر ما تسعى الى الهدم بل هو ضرورةٌ لتصويب الأخطاء ، لكن عندما يتحوّل النقد إلى سلاح للهجوم ، وتلقي الاتهامات جزافاً ، فهنا تكمن المشكلة الحقيقية . هل كل من يرفع راية النقد هو بدافع المصلحة العامة ، أم أن هناك مكاسب شخصية ؟

الحقيقة أن بعض المنتقدين يتحوّلون إلى مهاجمين شرسين، يتفننون في توجيه الاتهامات، فإن لم تتجاوب المؤسسة مع مطالب شخصية يتحول النقد الى معركة شخصية والمقال الى لائحة اتهام والمنبر الاعلامي الى ساحة ابتزاز ليصل إلى افتعال الأزمات والتشكيك في المؤسسة 

قد يُقال إن الظروف الاقتصادية الصعبة تفرض تحديات على بعض المؤسسات ، لكن هذا لا يُبرر أن استغلال هذه الظروف في حملات التشويه والتضليل . هناك فرق بين النقد البناء والنقد السلبي والعدمي الذي يدفع باتجاه تكسير تلك المؤسسات واظهارها بمظهر هش ؛ إن الأول يسلّط الضوء على الخلل لإصلاحه، بينما الثاني يبحث عن توسعة الفجوة بين المواطن و المؤسسات على حساب المصلحة العامة ، لذا علينا أن نكون منصفين فيما نكتب . 

أما المؤسسات الخدمية، التي تواجه تحديات اقتصادية وإدارية ، وتحاول جاهدة تحقيق التوازن بين الإمكانيات المتاحة والاحتياجات المتزايدة. لتجد نفسها ضحية لحملات النقد والتشويه متجاهلة إنجازات تلك المؤسسة .
وقد وصل القراء لمستوى عال من الوعي والادراك لم يعد ينطلي عليهم مهاجمة المؤسسات لغايات النقد الموضوعي أو للشخصنة ، كما ان تقزيم انجازات هذه المؤسسات العريقة و تسليط الضوء على بعض السلبيات واختزال المؤسسة ببعض السلبيات التي تعالج بأمور بسيطة بعض الأقلام التي لا نعلم ما هو دافعها وما خلفها عليه ان لا تشخصن الأمور وأن لا تفجر في الخصوم.

في النهاية، ان كافة المؤسسات سواء الخدمية أو الاجتماعية أو الصحية تعمل جاهدة بكل طاقاتها لتقديم الخدمه أفضل الخدمات للمواطن وتسعى باستمرار إلى تجويد الخدمات و تطويرأدائها . 
لهذا، وواجب علينا دعم الإصلاح الحقيقي ، والتحلي بالإنصاف في النقد أو الحذر من الأقلام التي هدفها التصيد لا التصحيح.                                                      



ا