Authors

بنك المعرفة المصري ،، دعوة لإنشاء بنك معرفة أردني مماثل

{clean_title}
Alanbatnews -


الأنباط - خليل النظامي 

كنت جالساً في مكتبة جامعة القاهرة منهمكاً في إعداد بحث علمي في الإعلام والذكاء الاصطناعي، وبدأت البحث عبر قواعد البيانات التقليدية، لكنني سرعان ما اصطدمت بمشكلة مألوفة يعاني منها معظم الباحثين وطلبة الدراسات العليا، تتمثل بـ صعوبة الوصول إلى المقالات والمراجع العلمية، وكنت على وشك الاستسلام، إلاّ أن أحد زملائي اشار علي بـ ضرورة تجربة بنك المعرفة المصري.

وبدافع الفضول فتحت الموقع وأنا لا أتوقع الكثير معتقداً أنني سأجد محتوى محدوداً أو معلومات سطحية، لكن المفاجأة كانت مدهشة جدا، فقد وجدت نفسي أمام مكتبة رقمية ضخمة تضم أبحاثاً وكتباً ودراسات علمية تغطي مختلف المجالات، وكلها متاحة بالمجان ولكنها خاصة فقط لـ المصريين، ولا يمكن أن تعمل خارج حدود مصر العربية، وشعرت وكأنني أفتح نافذة على عالم واسع من المعرفة غير المحدودة.

لم يتوقف الأمر عند توفير المراجع العلمية، بل يقدّم بنك المعرفة المصري دورات تدريبية متخصصة ومواد تعليمية مبتكرة لا يمكن إحصاء الفائدة العلمية منها. 

ومن هنا بدأت أفكر في الأردن "وطني"، واتساءل ؛ لماذا لا يكون لدينا بنك معرفة مشابه ؟ فكرة توفر منصة وطنية شاملة تسهّل للطلاب والباحثين ومراكز الدراسات والأبحاث الوصول إلى المعرفة بكافة جوانبها، وتدعم التعليم العالي وتفتح آفاق الابتكار والأبداع، وبدأت أتأمل كيف كيف يمكن أن يُحدث "بنك المعرفة الأردني" تغييراً جذرياً في حياة الباحثين والطلبة، تماماً كما فعل بنك المعرفة المصري معي.

ولـ العلم، فـ إن إنشاء بنك معرفة أردني ليس مجرد ترف أو مشروع تقني، بل ضرورة وطنية تلبي احتياجات التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة، وسيوفر مصادر علمية موثوقة للباحثين، ويسهّل على الطلبة الوصول إلى محتويات تعليمية متقدمة، ويعزز المهارات المهنية عبر الدورات التدريبية المتخصصة.

ويمكن تحقيق هذه الفكرة من خلال التعاون مع منصات عالمية مثل "إلسيفير" و"سبرينغر"، وإنشاء شراكات استراتيجية بين الحكومة والقطاع الخاص لتأمين التمويل اللازم، كما يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة المنصة وضمان تجربة مميزة للمستخدمين.

أقسم لكم، أن "بنك المعرفة الأردني" سيكون أكثر من مجرد منصة؛ سيكون استثماراً في المستقبل، وأداة لبناء مجتمع معرفي قادر على مواجهة تحديات العصر، وصدقوني ؛ إن هذه الفكرة ليست حلماً بعيد المنال، بل مشروعاً قابلاً للتحقيق إذا توفرت الإرادة والرؤية، فقد حان الوقت لنفتح أبواب المعرفة للجميع، ورسم طريقاً جديداً للتقدم والابتكار والبحث العلمي.