Local

أردنيون يفندون الادعاءات الزائفة ويخرسون أصحابها

{clean_title}
Alanbatnews -
فئات كارهة تواصل بث سمومها


الأنباط - ميناس بني ياسين

ليس الأردن بمعزل عن الشائعات المغرضة التي لطالما تصدرت الكثير من المشاهد في أزمات عدة، ومسائل حساسة محليا وخارجيا، صنيعة فئات كارهة لـ الأردن والأردنيين، مستغلين الأحداث الجارية في الإقليم لـ بث سمومهم ومحاولة تشويه الأردن وأهلها الطيبين، نظرا لـ المواقف الصامدة والجادة لهما إزاء ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
آخر ما تم نشره من شائعات خروج مجموعة ممن لا يمثلون الوعي ورجاحة العقل الأردني، وقاموا بـ تصوير الطريق الطويل من الشاحنات الأردنية المسيّرة إلى قطاع غزة، على إعتبار أنها جسر بري وقوافل تنتظر الدخول لـ "إسرائيل"، لإنقاذ المستوطنين.

المؤسف أن هذه الجماعات وهذه المقاطع تنتشر بطريقة تستفز الشعور الداخلي لكل مواطن عربي ومسلم مناصر للقضية الفلسطينة، وتبحث عن كسب العاطفة لديهم لتحدث نوعاً من عدم الثقة، وتأجيج المشاعر السلبية عند الناس.

وكان واضحاً في أحد المقاطع الذي نُشر مؤخرا، الأسلوب الإنفعالي والمبالغ فيه والمصطنع بهدف إظهار صورة مغايرة عن الحقيقة التي يهدفون لإخفاءها، والشتم واستخدام مصطلحات لـ كسب التعاطف وزعزعة الثقة بين المواطن الأردني والسلطات السياسية.

دحض الشائعات المغرضة

ونظرا لـ أن الأردن يزخر بأبنائه الواعين وأصحاب العقل الرزين والعين التي ترى الحقيقة بين ألف شائعة وخبر كاذب، خرج العديد من أصحاب لسان حق ليبطلوا مضامين الإدعاء الزائف في المقطع الذي نُشر واستهدف الأردن، وذهب أحد المواطنين إلى المنطقة التي تتواجد فيها الشاحنات، وبدأ بالتصوير منذ النقطة الأولى وتحدث مع سائقي الشاحنات وسألهم عن مسارها، وأخبروه أنها مسيرة إلى الأهل في فلسطين وغزة.

الى ذلك، ظهر أحد السائقين عبر الفيديو المصور يؤكد أن كل ما يتم تداوله حول جسر بري مزعوم لـ "إسرائيل" محض كذب ولا أساس له من الصحة، وأن عملية تسيير القوافل مرتبة بالكامل، وأن كل سائق يحصل على تصريح برقم وأسم، وظهر سائق آخر يحمل بيده أوراق تصريح الدخول لإيصال مواد البناء والإسمنت لإحدى الشركات الإسمنتية في فلسطين.

ويؤكد المقطع الذي تم تصويره، أن الأردن عصي في وجه الشائعات الكاذبة والمغرضة كافة، التي تستهدف وتمس الدم الأردني والفلسطيني، وتشكك بنضال ووقوف الشعب الأردني إلى جانب شقيقه الفلسطيني، وأن الشائعات وإن خرجت من أجندات خارجية فإن لسان الحق الأردني والعربي لن يقف لحظة واحدة في أن يبين الحقيقة للعالم أجمع، حتى (يخرس) لسان كل من يحاول النيل من الأردن والشعب الأردني ومواقفه إزاء إخوانه الفلسطينيين، ويشكك في كل ما قدمه الأردن رغم ما يحمله على أكتافه من حمل وثقل، في وقت كان من المنتظر أن تكون مواقف الكثير عربياً وعالمياً واضحةً ولكنها ما حركت ساكنا.

طائرات وشاحنات من كل صوب لغزة

إن الأردن لم يكن يوماً مجرد جارٍ لفلسطين، وطالما كان السند والأخ والكتف الذي تتكىء عليه فلسطين، بشهادة ألسنة العرب والمسلمين في شتى البقاع الإسلامية والعربية، وكان الأردن نِعمَ السند، وقدم كل ما يملك في محاولة لتضميد جراح فلسطين عامة وغزة وأهلها على وجه الخصوص، في وقت كانت غزة تنزف فيه كـ البطل المصاب برماح الأعداء والخونة أهل الغدر من الصهاينة.

إلى جانب استثمار فلسفة السياسة الأردنية لـ موقع الأردن الجغرافي ومكانته السياسية المعروفة بـ وضوحها بهدف الضغط على المجتمع الدولي وتسليط الضوء على الجرائم والإبادة التي ترتكب في القطاع من قبل العدوان الصهيوني المتطرف على طاولة المجتمع الدولي والتي لاقت نجاحا كبيرا لـ التخفيف على أهلنا في غزة.

وكان ذلك واضحاً من خلال مواقف الملك عبدالله الثاني وخطاباته التي ساهمت في لفت أنظار العالم إلى الأزمة الإنسانية التي تعانيها غزة وأهلها، واستخدم منصته الدولية للحديث حول معاناة الشعب الفلسطيني، وجهوده في الزيارات الدولية واللقاءات مع القادة لمناقشة الأوضاع في غزة وضرورة وقف الحرب، ومشاركة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله في إيصال المساعدات والطرود والإشراف على العملية بأكملها.

ومن أبرز أوجه وأشكال الدعم الذي قدمه الأردن لـ غزة وكان كـ اليد الحانية على اهلها، تسييره العديد من قوافل المساعدات والشاحنات عقب العدوان الصهيوني الغاشم، والذي إمتد لأكثر من 280 يوما، تحمل المعدات الطبية والأدوية والمواد الغذائية، علاوة على تسييره أكبر قافلة مساعدات برية لغزة ضمت 105 شاحنات من المواد الغذائية من خلال الشراكة التي جمعت بين القوات المسلحة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية، اضافة الى تقديم المساعدات بشتى أشكالها برياً وجوياً، والمستشفى الميداني الأردني الذي يعمل في غزة منذ سنوات، ويوفر الخدمات الطبية والعلاجية لسكان القطاع.

ولا بد من الإشارة أن عدد الشاحنات البرية الأردنية التي دخلت القطاع منذ بدء عملية الإبادة الجماعية والدمار والتضييق الوحشي الصهيوني وصل الى 2641 شاحنة، فضلا عن 53 طائرة أردنية سارت الى القطاع عبر مطار العريش.

ختاما ؛ لا غبار على موقف الأردن وقيادته وشعبه في مؤازرة الشعب الفلسطيني وغزة، ويكاد يكون موقف الأردن هو الموقف الأقوى والأكثر وضوحاً وحزماً؛ إلا أن حجم الشائعات المغرضة التي تعرض لها الأردن كان كبير جداً، وهُوجم من جماعات كانت تسعى للتشكيك في موقفه، وما زالت تدعي أن الأردن لم يقدم مساعدات لقطاع غزة، بهدف نشر الفتنة الداخلية وزعزعة الثقة ما بين القيادة والشعب، ومحاولة إضعاف الموقف السياسي الأردني عبر استغلال التعاطف مع ما تتعرض له غزة وشعبها.