فى أعياد مولد المسيح
د. حازم قشوع
قبل تطبيق السنة الغريغورية (12 شهر) بإضافة شهر يناير بمعنى "إله المدخل" حيث بداية العام، وفبراير حيث "فتره الطهارة" للسنة الرومية (10 اشهر)، تكون بذلك السنة الميلادية قد أستقر حالها بالدائرة الشمسية وليس القمرية التي كانت قبل هذه الاضافة تنتهي بالشهر العاشر حيث ديسمبر الذى يعنى مكمن البدايه بالنهايه بدلالة رقم ( 10 ) حيث التصاق "الأحادية بالصفريه"، وهذا ما جعل من شهر ديسمبر الذي يعنى الشهر العاشر ترمز نهايته لميلاد المسيح عليه السلام بالتوافق مع دخول برج الجدي الملكي بالدلالة والرمزية، حيث كانت الأعياد تبدأ يوم 21 ديسمبر وتستمر لمدة عشرة أيام لحين بداية العام ليعاد بعد ذلك ترميزها بالسبعة حيث تبدأ بيوم الإشراق "Sunday" وينتهي العيد فى يوم القمر حيث "Monday" مع بداية السنة الجديدة، وهى ذات الرمزية الفلكية التي يتوجها كوكب زحل حيث الإشعاع الشهرى بدلالة نجمة الحكمة الخماسية التي يعنونها (بشرى المولد) حيث تتزين فيها شجرة السرو برمزية خضره العطاء بحلة رغد المعيشة التي تضيف للحياة البشرية عبر إضافة تفاحة ادم عليها بمعنى القادم من الجنه والعائد إليها عبر الدنيا مع ظهور سيدنا المسيح ببشارة الخلاص.
وهذا ما جعل من شجرة عيد الميلاد تتزين بهذه الطريقة التى تحمل "رمزية ومغزى ودلالة" بثلاث معاني اخذت تعنونها شجرة الميلاد برمزية بداية الحياة حيث درب المسيح عليه السلام الذي جاء بالقيم للانسانية من اجل الوصول بالبشرية إلى حيث جنات عدن عبر دلالة مسيرة هدى ومسيرة محبة معنونة بمنهجية سلام، وهى الرمزية التي تتشكل منها شجرة عيد الميلاد عندما تضاء فى أعياد الكريسماس "Christ's Mass" او قداس المسيح فى شجرة الحياة ونجمه البشرى وتفاحه الجنه.
ان المسيح عليه السلام الذى يحتفل العالم فى مولده كما بلاد الشام على وجه الخصوص حيث منطلق القيم الإنسانية والحضارة المدنية بعنوانها الجامع بالقدس حيث بقيت الشام تشكل لمنارته حاضنة الى ان استبدلت دولة الغساسنة منارتها من المسيحيه للاسلاميه بالقرن السابع ميلادي، وهى الرسالة التى جاءت متممة لرسالة المسيح بالنهج وإن كانت قد اختلفت بالممارسة حيث راحت لتنظم الأسس التنظيمية لعلاقة الإنسان ب "ذاته وبخالقه و بمجتمعه" إلى أن جعلتها واضحة وقادرة على الاستدامة، لتعود من جديد وتحملها منارات الشام بحواضنها حتى وصلت الأندلس ذروتها المعرفية بالقرن الخامس عشر ميلادي ليعود بيت المقدس مركز شامها بالمحافظة على الحضارات الإنسانية عبر حمل راية مجدها بصدق مسيرة ووفاء بيان وذلك عندما حمل أرث التاريخ الإنساني وقام على صيانته ببيان صونه، وهذا ما جعله شاهدا على التاريخ وحاميا لرسالته.
أن غساسنة المسيح برمزية "كرك بيت المقدس" وهم يحتفلون بميلاد المسيح مؤكدين على المضي بنهجه بإفشاء رسالة المحبة وهم يعملون ضمن النهج السلمي الذي خطه بنى هاشم فى بيت المقدس ليكون نموذج للعيش المشترك والأمن المعيشي والتواتر الحضاري عندما جسد الهاشميين صدق نهجهم ببناء جغرافية دينية تقوم عليها حالة التعايش الديني الذي احتضنته القدس عبر حاراتها الأربعة الارمنية والمسيحية واليهودية والإسلامية، لتؤكد الشام عبر مركزها النابض في القدس على ثابت احترام الأديان السماوية الثلاث حيث اليهوديه والمسيحيه بشقيها الارثوذكسيه والكاثولوكيه كما الاسلاميه، هو ما جعل من هذا النموذج يرسي رسالة محبة مقرونة بتحية السلام.
إن نظرية الاقصاء العرقي أو التمترس الديني الذي تدعو إليه دولة الكيان الاثنية الغارقة بنظرية الاستحواذ والإحلال وهي تستخدم الدين لأغراض سياسية إقصائية أنما لتقدم نموذج غريب عن الديانات السماوية، وهذا ما جعلها منبوذ وغير مقبولة عند مجتمعات المنطقة كما عند القانون الدولي الإنساني، الأمر الذي جعل من ما تقف عليه حكومة تل أبيب من طرح يرفضه الجميع شكلا ولا تقبله الإنسانية مضمونا على الرغم من استخدامها لدوائر الضغط المركزية ومحاولاتها تمرير أجندتها التوسعية، الا ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن حاضنة الشام من مركزها بالقدس مازالت تعمل بهاشمية أطار على صون الاديان وبناء سلمية تعددية الأديان كونها قامت حضارتها على التعايش الديني والعيش المشترك عندما راحت تشرعن نموذج (أنسنة المواطنة) لإرساء نموذج ستاتيكو الأديان الذي بدوره يحفظ التوازن الديني والضوابط المذهبية ويصون الحضاره الانسانيه من كل أختراق، وهذا ما جعل من شام الغساسنة يحتفلون فى ميلاد المسيح كما شام بنى اميه وشام بنى هاشم بذات الكيفية والدلالة والرمزية، حيث تطلق دوحة بنى هاشم من عمان رسالة محبة مقرونة بتحية سلام على الأنبياء والمرسلين عبر حاضنة مهد الحضاره الانسانيه ومنطلق رسالتها حيث هبط آدم بتفاحته على سرو خضرة الحياة في مكان عودة المسيح وقيامته بالخلاص حاملا رسالة محبة وسلام للبشرية جمعاء ... فكل عام والجميع بخير وسلام من دوحة بني هاشم عنوان المحبة والوئام والسلام.