هل تتحول صفقة الغاز إلى ورقة ضغط إسرائيلي ضد مصر؟
ضغوط سياسية واقتصادية
ويرى مراقبون أن إسرائيل تستخدم ملف الغاز أداة ضغط على مصر لدفعها نحو قبول توطين الفلسطينيين في سيناء، في وقت تصر فيه القاهرة على رفض أي شكل من أشكال التهجير، مما يفتح الباب أمام تساؤلات عن التداعيات الاقتصادية المحتملة لوقف الإمدادات، وتأثير ذلك على سوق الطاقة المحلي.
وفي هذا السياق، قال السفير معتز أحمدين، مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، في تصريحات للجزيرة نت "حسنا فعل نتنياهو بتجميد الصفقة، فذلك قد يفتح المجال لمناقشة مجتمعية وبرلمانية أوسع حولها، خاصة أن المكاسب المروج لها غير مؤكدة، وتعتمد على متغيرات لا يمكن ضمانها مثل أسعار الغاز المستقبلية أو استمرار الطلب الأوروبي المرتفع".
وأوضح أحمدين أن أوروبا قد تتجه مستقبلا إلى تخفيض اعتمادها على الغاز لصالح مصادر الطاقة المتجددة، مما يقلص فرص مصر في الاستفادة من التصدير عبرها، مضيفا أن السلوك الإسرائيلي يجعل أي تعاون إستراتيجي محفوفا بالمخاطر، في ظل انتهاكات تل أبيب المتكررة للاتفاقيات الدولية، سواء مع مصر أو مع دول أخرى مثل لبنان وسوريا، فضلا عن خروقاتها المتواصلة في غزة.
واعتبر الدبلوماسي المصري أن الموقف الحالي يمثل فرصة لمصر للتراجع عن الصفقة، وربط أي اتفاقات مستقبلية بوقف الحرب على غزة وإعادة إعمارها، بل اقترح توجيه جزء من عوائد الغاز لصالح التعويضات والإعمار، مؤكدا أن أمام القاهرة بدائل إقليمية في السعودية وقطر والجزائر، إضافة إلى ما تنتجه محليا.
وشدد على أن "الظروف الطارئة تمنح مصر حق تعديل حجم صادراتها بما يخدم استقرار السوق الداخلي".