د. حازم قشوع يكتب :لبنان جوزيف عون رئيسا ؛
لبنان جوزيف عون رئيسا ؛
د. حازم قشوع
بعد طول انتظار تخللها حرب ووقف لإطلاق النار ومناورات سياسية إقليمية ودولية، نجح الزعيم نبيه برى عبر حراكه الموزون من بناء جملة توافقات سياسية أمريكية وفرنسية وروسية وسعودية دولية، وبين التيار الوطني الحر وحزب الله والتحالفات الوطنية الديمقراطية السنية والدرزية التى قامت بتقديم ترشيح جوزيف عون، وذلك بعد انسحاب زعيم تيار البرده سليمان فرنجية لورقة ترشيحه فاسحا المجال للتوافقات النيابية، ومسهلا على الجميع مسار انتخاب رئيس للجمهورية في جولة إعلان التوافق التي حملت عنوانها الجولة الثانية التي حملت عنوان باسيل يرفض إقصاء حزب الله في جملة التوافق الوطنى.
وبهذا التوافق يكون قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية، معلنا بذلك انتهاء فترة مخاض وبدء صفحة جديدة من عمر لبنان الذي عانى الكثير نتيجة التدخلات الإقليمية واسقاطات الظروف الدولية، وهو انتصار يعد للذات اللبنانية من اجل اعادة قوامها بما يجعل من لبنان تنشد انشوده الانتصار للوحدة بهذا الانجاز السياسي التاريخي، الذي تم التوافق حوله عندما تم انتخاب رئيس للجمهورية.
وبهذا الانجاز السياسي الكبير ستكون لبنان أمام منجز وحدوي جامع قواها السياسية والعسكرية لأول مرة، مع تبديل الأوراق البيضاء الى جوزيف عون في الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية بصورة تفتح المجال أمام اعادة تأطير قوى حزب الله في إطار الجيش اللبناني من أجل بناء قوة لبنان القادرة على الدفاع عن وحدة لبنان وسلامة أراضيه، وهو ما يجعل من الجيش اللبناني يعيد تشكيل هيبة قواه وفق أرضية البيان التى تم بها انتخاب الرئيس جوزيف عون.
جوزيف عون الذي يبلغ من العمر 60 عاما، هو من مواليد الجنوب من بلدة العيشية حيث جزيم كان قد نزح والده الى بيروت نتيجة التدخلات الإسرائيلية، وهو يتقن الانجليزية والفرنسية كما العربيه، وقد تأثر تكوينه العسكري بالجيش السورى نتيجة دوراته العسكرية كما بالجيش العربي الاردني نتيجة إعجابه من واقع زياراته بحاله التشكيلات ومسارات التصنيع كما الجهوزية الاحترافية التى يقف عليها الجيش العربي، وهو الرئيس الذي يحمل وسام فجر الجنوب، كما أوسمة الحرب لثلاث مرات، ووسام الوحدة الوطنية، ووسام الاستحقاق اللبناني، وهذا ما يجعله يشكل صيغة توافق تجعل من جوزيف عون فى المقعد الرئاسي يجسد الهالة العسكرية اللبنانية الجامعة للحالة الوطنية المؤيدة عربيا والمناصرة اقليميا ودوليا.
ان لبنان وهو ينفض غبار الصراعات الإقليمية عن اراضيه ويقدم حاله جامعة وطنية عبر انتخابه للرئيس جوزيف عون، إنما ليقدم حاله جامعة ووطنية قد تعيد صهر توافقات الطائف الثلاثية فى بوتقة لبنانية واحدة و موحدة فى الانتخابات القادمة، فى ظل وجود لأرضية توافق تسمح بمرجعيه الجيش فى حمل السلاح على أراضيه عبر تأطير الكل اللبناني بداخله وولادة تيارات وطنية جامعة للكل اللبناني ينتظر أن تعيد تشكيل لبنان بقالب وطنى سياسي جامع، تجتمع فيه كل التيارات من أجل قوة لبنان وسلامة أراضيه، ومن أجل سيادة لبنان لبناء حواضن استقراره، وهذا ما يفتح المجال فى تشكيل حكومة لبنانية جديدة تكون قادرة لإعادة الألق اللبناني عبر إنارة لبنان في شبكة الربط الواصلة من الاردن الى سوريا حتى لبنان، تحمل شبكه هذا الرابط عنوان جسور الوصل بين الهلال الخصيب بعدما ربطت الكهرباء الاردنية فلسطين غربا والعراق شرقا، وأصبحت على مقربة من إضاءة دمشق وصولا الى بيروت منارة العرب.
ان عمان الاردن الموصلة للتيار الكهربائي والمساعدة فى جلاء العتمة عن المنطقة ومجتمعاتها، ستبقى على العهد تقدم كل دعم سياسي وعسكري لتنعم مجتمعات المنطقة بالاستقرار والتنمية بما يجعلها امنه ومستقره، تعيد البسمة على محيى مجتمعاتها وترفع الغمه عن كاهل أبنائها، فإذا قطعت الحدود اواصل الامة فان الأردن يصر على ربط مجتمعات المنطقة برباط كهربائي كما هو موصول برابط تاريخي وحضاري وعرقي ينشد عقيدة الضاد، كما سيبقى الاردن يقدم الدعم الأمني والانساني كما السياسي كونه يعتبر الحضارة العربية من أهم ركائزه، كما ستبقى قيادته الهاشمية تدعم القوام العربي بما يؤهله لاستعادة مجده، فإن مجد العرب مصدر قوه للاردن ورافعه لمجده وعوده لبنان لمكانته المرجوة بانتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية يعتبر محط تقدير كما يشكل إضافة للحاضنة العربية ورسالتها الماجدة من مركز هاشمية مجدها فى عمان.