"الإنشاءات".. الأردن الأكثر قدرة على المساهمة في إعادة إعمار سوريا
الدويري: تصدير المقاولات هدف رئيسي للاردن
-نقابة المقاولين تعتزم تنسيق زيارة رسمية إلى سوريا قريبا
-نقابة المهندسين تنتظر وضوح المشهد للمباشرة بالعمل مع الجانب السوري
الأنباط – مي الكردي
لطالما كانت سوريا رئة الأردن الشمالية كما تمثل لها المملكة الرئة الجنوبية، ما يبرر السباق المحموم من معظكم القطاعات الاقتصادية لإعادة أواصر العلاقات التاريخية مع دمشق خاصة في مرحلة اعادة الاعمار التي ستشهدها البلاد التي شهدت 13 عاما من الدمار جراء مواجهة نظام الأسد السابق الشعب، الذي وقف مطالبا ببعض الحريات، بالحديد والنار.
سوريا تحتاج دعما في شتى القطاعات بعد سنوات عجاف، ودمشق أبدت هذه الرغبة بداية من القطاع التجاري الذي شهد بوادر جيدة بالعلاقات التجارية بانفتاح الخطوط التجارية وإلغاء الرسوم والطوابع على الصادرات الاردنية التي كان يفرضها النظام السابق.
وحديثنا هنا عن قطاع الإنشاءات، حيث هناك دعائم كبيرة يمتلكها قطاع الانشاءات الاردني تؤهله لبحث سبل التعاون مع الجانب السوري في بادرة تمثل رافعة حقيقة وفرصا تنموية لكلا الجانبين.
وبإمكان قطاع الإنشاءات الأردني تقديم حلول جذرية للسوريين تزامنًا مع بدء عودة اللاجئين الى وطنهم وحاجتهم الى المساكن.
وفي حديث خاص لـ"الانباط"، كشف نقيب المُقاولين الاردنيين المهندس فؤاد الدويري، أن النقابة أجرت اتصالات مع نقيب المقاولين السوريين، وعدد من الاقتصاديين هناك لبحث سبل التعاون في المرحلة القادمة من اعمار سوريا، حيث تم اصدار كتاب سيتم من خلاله تنسيق زيارة رسمية الى سوريا قريبا.
وأشار الدويري الى ان نقابة المقاولين بحثت عن الدور المنتظر من المقاولين الأردنيين في مرحلة إعادة الاعمار في سوريا بشراكة مع الزملاء السوريين، ودراسة الاضرار الواقعة على البنية التحتية والمباني المتضررة في سوريا.
ويبن انه جرى النقاش مع نقيب المقاولين السوريين حول "المباني الجاهزة" التي يتميز بها المقاول الأردني، والتي تعد حلاً سريعًا للازمة السورية، نظرًا لحاجتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها تزامنًا مع عودة اللاجئين، مُشيرًا الى ان هناك اعداد كبيرة منهم لا يملكون بيوتا، وهنا تبرز اهمية "المباني الجاهزة" التي تمتاز بتكلفة المنخفضة وسرعة الإنجاز.
واوضح الدويري، ان قطاع المقاولات يعتبر رافعة قوية، نظرًا الى الخبرات الانشائية والكفاءات العالية التي تمتلكها نقابة المقاولين والمهندسين الأردنيين، مؤكدًا انه سيكون هنالك حصة للأردن من مرحلة إعادة الاعمار التي تقدر بـ150 مليار دولار.
ولفت الى ان تصدير المقاولات يعد هدفًا رئيسيًا للأردن، مشددًا على دور محافظة المفرق التي تعتبر جانبا حدوديا مع سوريا وامتلاكها لمنطقة تنموية ومصانع عديدة، ما يمنح فرصا كبيرة لتصدير المقاولات إلى الجانب السوري بأقل الكلف.
ونوه الدويري، الى الدور الذي ينتظر الأردن باعتباره نقطة انطلاق لعدد من مشاريع إعادة الاعمار في سوريا كممر آمن ومستقر وداعم للدول المانحة والمساهمة في تقديم المساعدات للجانب السوري، مبينًا انه لم يجر التواصل لغاية اللحظة مع الجهات الداعمة.
من جانبه، تحدث نائب نقيب المهندسين فوزي مسعد، عن الاتفاقيات السابقة مع نقابة المهندسين في سوريا والعلاقات التي كانت تربطهما، موضحًا انه بالفترة الحالية ستشهد نقابة المهندسين السوريين عددا من التغيرات نظرًا للظروف الحالية، مؤكدًا ان النقابة بانتظار وضوح المشهد للمباشرة بالعمل مع الجانب السوري الشقيق.
ولفت الى ان الاردن يُعد مدخلاً كبيرًا لسوريا، واكثر قدرة للمساهمة في اعادة الاعمار نظرًا للعلاقات التي تربط البلدين والتسهيلات التي يقدمها الاردن لدخول الشركات الى سوريا، مبينًا انه خلال فترة 2018-2019 بعد عودة الهدوء الى سوريا وانتهاء القتال كان من المتوقع ان يتم الدخول الى السوق السوري والمشاركة في مرحلة اعادة الاعمار، إلا ان ذلك لم يحصل نتيجة لاستمرار العقوبات على سوريا، اضافة إلى الاوضاع الاقتصادية للحكومة والشعب التي كانت بسبب الحصار والعقوبات وقانون قيصر ما وقف عائقاً امام مرحلة اعادة الاعمار.
وتابع مسعد انه في تلك الفترة كان قد تم تزويد نقابة المهندسين الاردنيين بعدة شركات دولية للتنسيق من خلال النقابة لمرحلة اعادة الاعمار في سوريا، حيث واجهت هذا التنسيقات صعوبات على رأسها المقاطعة والعقوبات ما حال دون حدوثها، موضحًا ان الاوضاع اليوم مختلفة ومن الصعب التكهن بها، متأملاً عودة الامور الى نصابها.
وأشارالى ان الاردن يتملك المواد الاولية للصناعات الانشائية التي يستطيع من خلالها المشاركة في اعادة الاعمار، حيث يقوم الاردن بتصدير هذه المواد لعدد من دول العالم، الا ان التوجهات السورية اليوم لاتزال غير واضحة خاصةٍ في صدد انفتاح العلاقات بين سوريا وعدد من الدول مثل تركيا التي تعد منافسًا قويًا في هذه المرحلة اضافة الى العراق ولُبنان.
ودعا مسعد الشركات الاردنية الى تطوير نفسها للتمكن من الدخول الى السوق السوري للمشاركة في مرحلة اعادة الاعمار، مشيرًا الى دور المكاتب الهندسية الاردنية والعلاقات التي تربطها مع الجانب السوري.
واشاد بالعمل الاستشاري الذي تمتلكه نقابة المهندسين الاردنيين والتسهيلات التي يقدمها من خلال اتمام الاستشارات داخل الاردن وتنفيذها في الداخل السوري، مؤكدًا ان الشركات الهندسية والاستشارية الاردنية كان لها دور كبير في سوريا قبل الحرب ما سيمنح فرصة لاستمرار هذه العلاقات من جديد في اعادة الاعمار.
ولفت إلى ان المكاتب والشركات الهندسية السورية قد تضعضعت وفقدت قوتها، ولكننا ندرك قدرة الشعب السوري على اعادة بناء نفسه وبقوة نظرًا لامتلاكه ديناميكية يتعامل من خلالها مع مختلف الامور.