تحقيق تلفزيوني يكشف أسرارا مثيرة عن سارة نتنياهو: "الأخطبوط"
أثار تحقيق تلفزيوني إسرائيلي لبرنامج "عوفدا" (الحقيقة) ضجة كبيرة في إسرائيل، بعدما كشف عن أسرار مثيرة حول تدخل سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السافر في مختلف أجهزة الدولة في محاولة لحماية زوجها وضمان استمراره في السلطة بكل الوسائل المتاحة.
وبعد عرض التحقيق، الذي بثته القناة 12 العبرية ليلة الخميس، تعرضت سارة نتنياهو للعديد من الألقاب والتوصيفات الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، من أبرزها "آلة السم"، "الأخطبوط"، "المريضة نفسيًا"، و"الشريرة".
وكشف التحقيق عن شبكة واسعة من الاتصالات والعمليات التي كانت سارة تديرها في كافة أجهزة الدولة، عبر عدد من المشغلين الذين كانت تتحكم بهم، ومنهم هاني بليويس، مدير مكتب نتنياهو السابق، الذي كان له خلفية أمنية.
كما كشف البرنامج عن استخدام سارة للجنة إلكترونية وشبكة اتصالات عبر الخطوط الساخنة، يتولى عناصر مكتب نتنياهو وبعض نشطاء الليكود تنسيقها، بهدف الضغط على الملفات السياسية لصالح عائلة نتنياهو ولضمان استمرارها في السلطة.
ووفقاً للتحقيق، تمتلك سارة نفوذًا قويًا على مختلف مفاصل الدولة، حيث استخدمته ضد خصومها وخصوم زوجها. على سبيل المثال، عندما تم اكتشاف شبهة مخالفة بناء في منزل المدعية العامة السابقة، ليئات بن آري، أمرت سارة بنشر المعلومات المتعلقة بالحادثة وطالبت بإيقافها عن العمل.
كما أمرت سارة بشن حملة ضد هداس كلاين، الشاهدة الرئيسة في قضية "الملف 1000"، التي يتهم فيها نتنياهو بالفساد، من خلال حملة إعلامية وصفتها فيها بأنها "كاذبة وقذرة".
وأولى التحقيقات جزءًا كبيرًا من اهتمامه للعلاقات التي كانت تربط سارة بكبار ضباط الشرطة الإسرائيلية. حيث كشف عن مراسلات بينها وبين نائب قائد الشرطة داني ليفي، الذي أثنت فيه على تصرفاته في تفريق المظاهرات المعارضة لزوجها، وخاصة تلك التي كانت تجري أمام منزلهما.
كما أظهرت التحقيقات أن سارة أمرت بشن حملة ضد أسر الجنود القتلى، فقط لأنهم استضافوا متظاهرين يساريين في منازلهم.
وأثار التحقيق موجة من ردود الفعل الحادة على شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية. حيث وصف الكاتب الصحفي المعارض لنتنياهو، بن كاسبيت، أسرة نتنياهو بـ"عصابة صرف صحي" و"عائلة إجرامية".
كما دعا الصحفي ديفيد فيرتهايم من موقع "واللا" وزيون نانوس من قناة 12 إلى فتح تحقيق جنائي ضد سارة نتنياهو بتهمة عرقلة العدالة.
ومن جانبها، قالت الصحفية سيما كدمون من "يديعوت أحرونوت" إن سارة نتنياهو هي "امرأة شريرة"، بينما وصفها الكاتب السياسي في صحيفة "هآرتس" بأنها "مريضة نفسيًا" وتريد "الخدم تحت أرجلها" ولا تتعامل مع الإسرائيليين على أنهم شعب، بل عبيد لهم.
في المقابل، رد حزب الليكود على هذا التحقيق، الذي قلب الرأي العام في إسرائيل، بالقول إن برنامج "عوفدا" ليس برنامجًا صحفيًا، بل هو أداة لتقويض حكومة اليمين.
كما أصدرت الشرطة الإسرائيلية بيانًا رسميًا تندد فيه بمحاولة تقديم صورة مشوهة وكاذبة عنها، مؤكدة أن المفوض العام للشرطة لم يكن على اتصال مطلقًا بعائلة نتنياهو، وأنه "طوال أربعين عامًا من الخدمة في الشرطة، لم يكن هناك أي اتصال غير مباشر أو مباشر مع السياسيين".
وهاجم مكتب رئيس الأركان البرنامج التلفزيوني، متهمًا إياه بنشر "خرافات" و"نتائج خيالية" من تأليف محرري البرنامج.