اسمه يتردد بالعالم.. الأردني حمادشة يبتكر علاجا لمرض نادر يتعلق بالقلب
يؤخذ عن طريق الفم وبلا آثار جانبية
الأنباط - كارمن أيمن
من طفلٍ بسيطٍ في الرمثا إلى عالمٍ أردنيّ يدوي اسمه في العالم، مكَّنته تحدّيات الحياة ومصاعبها من استثمار عقله وقدراته لخدمة الإنسانية، فمنذ عقدٍ من الزمن كانت فكرة مُحاصرة بالتعقيدات العلمية التي تحيطها الشكوك حول نجاحها، لكن مع العزم والإصرار أبصرت هذه الفكرة النور.
مأمون حمادشة، الصيدلي الأردني، ابتكر علاجًا لمرض "اعتلال عضلة القلب النشواني" بعدما لوحظ وجود ترسبات بروتينية على القلب نتيجة المرض ممّا يؤدي لإفشال القلب، وجاء ذلك خلال دراسته للمرض في جامعة ستاندفورد الأمريكية.
حمادشة، خريج جامعة العلوم والتكنولوجيا لعام 1999، وحاصل على شهادات الدراسات العُليا من الولايات المتّحدة الأمريكية في الكيميا الطبّيّة ومُتَخصِّصًا في تصنيع الأدوية، بين لـ "للأنباط" أنَّ المرض شائع ويصيب من لديه طفرات وراثية ويفوق عمره السبعين عامًا، إذ اكتشف الأطباء مؤخرًا في أمريكا أنَّ هناك إصابات بالمرض تصل إلى 50 ألف شخص، ومن المحتمل أن يصاب من لا يحملون طفرات وراثية لكن يفوق سنَّهم السبعين عامًا.
وأضاف حمادشة أنَّ الدواء المركّب تركيبًا عضويًّا يمنع من ترسّب البروتينات على عضلة القلب، مشيرًا إلى أنَّه يؤخذ عن طريق الفم ومدى الحياة ودون أي آثار جانبية شديدة، وذلك وفقًا للنتائج السريرية على المرضى والتي استغرقت سبع سنوات.
وأوضح أنَّ سبب عدم اعتماد الدواء في الأردن حتّى اللحظة يعود لثمنه الباهظ، حيث تبلغ تكلفة الدواء 250 ألف دولار سنويًا، وعلى الرغم من ذلك إلَّا أنَّه مُعتمد من قِبَل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لافتًا إلى أَنَّه حاصل على موافقة مبدئية في أوروبا وسيتم تسويقه من قبل شركة باير الألمانية خلال الشهرين القادمين، وأمّا في اليابان فسيتم تسويقه من شركة استرازانيكا.
كما وأكَّد على أنَّه تلقّى الدعم المادّي من مركز الصحّة العالمي الأمريكي وبجهود المستثمرين الأمريكيين من شتّى دول العالم، منوِّهًا إلى الدور الكبير الذي لعبته الجامعة في اكتشاف العلاج، إذ تتوفَّر فيها موارد بشرية ومُعدّات تمكّن الأطباء من استثمار عقولهم.
وباشر حمادشة بإنشاء شركة أدوية جديدة لأمراضِ مختلفة تهدف لإطالة عمر الدواء، بحيث يتم تلقّيه أسبوعيًّا بدلاً من تكرار الجرعة أكثر من مرّةٍ في اليوم ذاته، وخاصّةً حقن مرضى السرطان التي تؤخذ بالوريد داخل المستشفى بشكل دوريّ، ما يسهّل على المريض طرق تلقّي العلاج بفعّالية وبآثار جانبية أقل.
ولفت إلى أنَّ تسمية الدواء "اكروميداس" تعود لاسم عائلته ولاسم الدكتورة التي ساعدته فيه، مؤكدًا على أنّه انتقى اسمًا أجنبيًا حتى لا يتشابه مع أي اسم لأدويةٍ عربيّة.