الشعلة.. بلدية بلا مديونية تطمح لتطوير مشاريع تنموية

رئيس البلدية يناشد مجلس التنظيم الأعلى بتعاون أكبر
الخزاعلة: معصرة الزيتون في الشعلة قصة نجاح

الأنباط – رزان السيد

تبذل بلدية الشعلة جهودًا مستمرة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين البالغ عددهم 28 ألف نسمة والمتواجدين على مساحة تناهز 38.5 كم مربع.
وتتولى البلدية مسؤولية مناطق سحم الكفارات، سمر الكفارات، ومنطقة العشا، وتتميز هذه المناطق بالطبيعة الخلابة، إضافة إلى أنها منطقة جذب سياحي على صعيد المملكة.
وأكدَّ رئيس بلدية الشعلة المهندس معاوية الخزاعلة، خلال مقابلة مصورة مع "الأنباط"، أنه ومنذ رئاسة المجلس البلدي للدورة الحالية كان حريصًا على خدمة المواطنين، مشيرًا إلى أنه تمكن من ذلك، من خلال أعمال الصيانة وتعبيد الطرق، إذ تم إنجاز ثلاث عطاءات فتح وتعبيد طرق، وعطاء خلطات إسفلتية، بقيمة بلغت 900 ألف دينار، بالإضافة إلى عطاءات جدران استنادية، وعبارات لتصريف مياه الأمطار.
وبين أن البلدية تعمل حاليًا في أربعة مشاريع، حيث هناك عطاء فتح وتعبيد بقيمة 150 ألف دينار، وعطاء خلطات إسفلتية بقيمة 150 ألف دينار، وتم الإنتهاء مؤخرًا من عطاء تصريف مياه الأمطار للبؤر الساخنة بقيمة 60 ألف دينار، كما أن العمل جار على إقامة مشروع جدران استنادية لجوانب الشوارع، للمحافظة على جوانب الشوارع وعلى أراضي المواطنين، بقيمة 30 ألف دينار.
وتابع، قامت البلدية أيضًا بتطوير أسطول البلدية من الآليات عن طريق منحة من وزارة الإدارة المحلية، بقيمة 203 آلاف دينار، حيث تم شراء عدد من "البكبات"، "مدحلة"، "تركتور"، وباص نقل موتى.
وأكدَّ الخزاعلة أنه ما يزال هناك الكثير من التحديات ولا بد من مواجهتها، مشيرًا إلى أن المنطقة تعتبر سياحية، ونصف أراضي المنطقة هي أراضي حرجية، ويعتبر هذا الأمر من الأخطاء التي وقعت عند بداية الإفرازات عام 1936، حيث تم إفراز 13 ألف دونم أراضي حرجية، وهذا يشكل عبئًا كبيرًا على البلدية فيما يخص التنظيم.
وأشار إلى وجود عقبات تواجهها البلدية مع مجلس التنظيم الأعلى، مؤكدًا أن البلدية هي الأقرب للمواطنين والأدرى بحاجتهم وحاجة المنطقة، وصعوبة طبيعتها الجغرافية.
وناشد الخزاعلة مجلس التنظيم الأعلى عبر "الأنباط" بأن يكون أكثر تعاونًا مع البلدية، وذلك لأن المنطقة محصورة، وأن المواطنين يواجهون صعوبة في إنشاء الأبنية، بالإضافة إلى أن قطع الأراضي يشترك فيها عدد كبير، مما يصعب عملية الإفراز بين الشركاء، مؤكدًا أن البلدية تطمح بأن تحول الأراضي وتقوم بإدخالها إلى التنظيم، حتى تتمكن البلدية من التخفيف على المواطنين في البناء وفي الإفراز.

وأكد أن بلدية الشعلة تعتبر من البلديات المميزة على صعيد الوضع المالي، وأنها من البلديات القليلة التي لا تعاني من أي مديونية، بالإضافة إلى أن الموازنة بدون عجز، ولا تقوم البلدية بالصرف على الحساب المكشوف، قائلاً: "وضعنا المالي ممتاز والحمدلله".
وتابع، أنه وفقًا لطبيعة البلدية التي وصفها بالجميلة، تم تقديم أكثر من مشروع سياحي، ومشروع بيئي، ومشروع خدمي لوزارة الاستثمار ووزارة التخطيط ووزارة الإدارة المحلية، كما قامت البلدية بعمل دراسات متكاملة، تبين فيها المخاطر والإيرادات والنفقات، وكل هذه الدراسة كاملة كانت عن طريق وزارة التخطيط، حيث تم تقديمها لوزارة الاستثمار ووزارة التخطيط، لكن حتى اللحظة لم تستطع البلدية بالفوز بأي فرصة.
وبين بأن السبب الأساسي للرفض، هو خطة وزارة الإدارة المحلية، بأن يكون هناك شريكًا من القطاع الخاص، وذلك لأن هناك العديد من المشاريع التي تم إنشاؤها في بلديات المملكة ولكنها باءت بالفشل بسبب إدارتها من قبل البلدية ذاتها، مؤكدًا بأن البلدية تستطيع تنفيذ المشاريع لوحدها.
وأشار إلى تجربة مميزة قامت بها البلدية، تكاد تكون غير موجودة في البلديات الأخرى، وهي إنشاء معصرة للزيتون بالتعاون مع القطاع الخاص، نظرًا لأن المنطقة تتمتع بما يقارب الـ نصف مليون شجرة زيتون، كما قام مستثمر محلي من أبناء المنطقة بمشاركتهم بنسبة 60% من الأسهم، وبنسبة 40% من الأسهم للبلدية.
وأضاف بأن تكلفة المعصرة بلغت حوالي مليون و600 ألف دينار، وهي قيد العمل منذ 10 سنوات، كما أن أبناء المنطقة هم من يقومون بقطف الزيتون خلال الموسم، والمعصرة تعمل على مدار الـ24 ساعة، وهذا ما يوفر تقريبًا 60 فرصة عمل، إذ يتم تقسيم العمل على 3 أقسام.
وأكد الخزاعلة أن البلدية تحرص على خلق فرص عمل لأبناء المنطقة، إذ أن المنطقة تعاني وبشكل كبير من الفقر والبطالة، نظرًا لأن موقعها وضعها بآخر قرية في شمال الأردن، بالقرب من الحدود مع الجولان السوري المحتل وأيضًا مقابل جبال فلسطين.
وبين أن هناك دراسة لإقامة قرية بيئية سياحية كفندق شعبي صغير، حيث ستخلق حوالي 20 فرصة عمل، كما سيستطيع أي مواطن أن يرتاده ويستفيد من خدماته، كما أن مناطق البلدية من أكثر المناطق تعليمًا، إذ يبلغ عدد الخريجين الجامعيين حوالي 2500، وحوالي 250 يملكون شهادة الدكتوراه، وفي المقابل نسبة البطالة عالية جدًا.
وأوضح أن أكثر التخصصات توفرًا بين الخريجين هي تخصصات الإدارة الفندقية وخدمات الطعام والشراب، وهذا يتناسب مع احتياجات المنطقة كونها منطقة سياحية، كما تم تقديم مشروع لتطوير معصرة الزيتون الحالية، وذلك لفتح خط إنتاج جديد، للتعبئة والتغليف، حيث يتم عمل عبوات بوزن كيلو – 2 كيلو – 5 كيلو بدلاً من أن يكون 16 كيلو فقط، بحيث يستفيد منها المواطنين داخل المملكة والزوار من الخارج، نظرًا لأن المنتوج من زيت الزيتون يعتبر من أجود الأنواع وينافس الزيت الإيطالي والإسباني والتونسي.
وتابع، أن المنطقة تمتلك مزارع جوافة، وهي مميزة جدًا ونكهتها مختلفة عن نكهة الجوافة في أي مكان آخر، لذا، قدمت البلدية مشروعًا لإنشاء مصنع تعبئة وتغليف، وآخر لعصير الجوافة، نظرًا لوجود فائض من هذه الفاكهة إضافة للحمضيات، ولكن جوبهت الفكرة بالرفض لأن الفاكهة موسمية، مطالبًا من الجهات المانحة بأن تنظر الى المشروع بجدية، لأن ما يقارب الـ250 أسرة تستفيد من مزارع الجوافة، بالإضافة إلى العمال العاملين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بمعنى أن هناك ما يقارب من الـ1000 فرصة عمل لأبناء المنطقة.