حول نتائج معركة تحرير سوريا
الناشط الحقوقي - محمود ابو زيد
عانت سوريا على مدار العقود الماضية من حكم استبدادي وهيمنة سياسية وعسكرية أدت إلى تدهور أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تفاقمت هذه الأزمات مع اندلاع الثورة السورية التي كشفت طموحات قوى إقليمية ودولية استغلت الصراع لتحقيق مصالحها الخاصة. أمام هذا الواقع، أصبحت معركة تحرير سوريا تمثل أكثر من مجرد صراع عسكري، بل معركة مصيرية تهدف إلى استعادة السيادة الوطنية ووضع حد لكل المشاريع الخارجية التي استهدفت البلاد.
النتائج المباشرة لمعركة تحرير سوريا:
1.الإطاحة بحزب البعث:
حكم حزب البعث سوريا منذ عام 1963 بقبضة حديدية، معتمدًا على نظام أمني قمعي ألغى الحياة السياسية المستقلة واحتكر السلطة لعقود. مع تحرير سوريا، انتهت هذه الحقبة السوداء، مما فتح المجال أمام نظام سياسي جديد يقوم على التعددية والديمقراطية.
2.سقوط حكم آل الأسد:
حكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1970 بعد استيلاء حافظ الأسد على السلطة بانقلاب عسكري. تميز هذا الحكم بالديكتاتورية والفساد وتوريث السلطة من الأب إلى الابن بشار الأسد. مع تحرير سوريا، انتهى هذا النظام العائلي الذي تسبب في مآسٍ سياسية وإنسانية لا تُحصى.
3.إنهاء كذبة "المقاومة والممانعة”:
تاجر النظام السوري بشعارات "المقاومة والممانعة” في المنطقة، مدعيًا دعمه للقضية الفلسطينية بينما كان يعتقل المعارضين في الداخل ويدير نظامًا قمعيًا استبداديًا. كشفت معركة التحرير زيف هذه الادعاءات وأسقطت الشعارات الفارغة التي استُخدمت غطاءً للممارسات القمعية.
4.إحباط مشروع "الهلال الشيعي”:
سعت إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال إنشاء ما يُعرف بـ”الهلال الشيعي”، الممتد من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان. تحرير سوريا أنهى هذا المشروع الذي هدد التوازن السياسي والمذهبي في المنطقة وأدى إلى تدخلات عسكرية مدمرة.
5.منع تقسيم سوريا:
كانت هناك محاولات عديدة لتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية وعرقية بناءً على الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية. لكن معركة التحرير حافظت على وحدة البلاد الجغرافية والسياسية، مما أحبط خطط القوى الإقليمية التي سعت لتقسيمها وفقًا لأجنداتها.
6.إحباط مشروع الدولة العلوية:
ظهرت خطط لإقامة دولة علوية في الساحل السوري تشمل مدينتي حمص واللاذقية بهدف إنشاء كيان طائفي يسيطر عليه النظام وحلفاؤه. لكن تحرير سوريا حال دون تنفيذ هذا المشروع الذي كان يهدف إلى تقسيم البلاد على أسس طائفية.
7.مكافحة تجارة المخدرات:
خلال سنوات الحرب، أصبحت سوريا مركزًا لتصنيع وتهريب المخدرات، حيث استغل النظام والميليشيات الحليفة هذه التجارة كمصدر لتمويل عملياته العسكرية. مع تحرير سوريا، تم القضاء على هذه الشبكات الإجرامية واستعادة السيطرة على حدود البلاد.
8.إنهاء الاحتلال الإيراني:
تواجدت القوات الإيرانية في سوريا لدعم النظام عسكريًا مقابل نفوذ سياسي واقتصادي. مع تحرير سوريا، تم إخراج القوات الإيرانية وإنهاء تدخلها السافر في الشؤون السورية الداخلية.
9.طرد الميليشيات الإيرانية:
دعمت إيران العديد من الميليشيات المسلحة في سوريا، وأبرزها حزب الله اللبناني. لعبت هذه الميليشيات دورًا أساسيًا في دعم النظام وقمع المعارضة. مع تحرير سوريا، تم إنهاء وجودها وإعادتها إلى مناطقها الأصلية.
10.وقف التغيير الديموغرافي:
خلال الحرب، نفذت الميليشيات المدعومة من إيران والنظام السوري عمليات تهجير قسري للسكان في مدن مثل حلب ودمشق ودير الزور والقصير بهدف تغيير التركيبة السكانية لمناطق استراتيجية. مع تحرير سوريا، أُوقفت هذه العمليات وعاد العديد من النازحين إلى مناطقهم الأصلية.
11.إلغاء الاتفاقيات المشبوهة:
أبرم النظام السوري معاهدات واتفاقيات مع روسيا وإيران مقابل الدعم العسكري والمالي، مما أدى إلى تسليم مقدرات البلاد ومواردها الحيوية لهذه القوى. تحرير سوريا ألغى هذه الاتفاقيات وأعاد ثروات البلاد إلى الشعب السوري، ما يتيح إعادة الإعمار والتخلص من التبعية الأجنبية.
تؤكد نتائج معركة تحرير سوريا أن النضال من أجل الحرية لم يكن مجرد مواجهة لنظام قمعي، بل كان صراعًا مصيريًا لاستعادة السيادة الوطنية ومنع انهيار الدولة السورية. بانتهاء حكم النظام الاستبدادي وتحرير البلاد من التدخلات الإقليمية والدولية، تصبح سوريا أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء نفسها كدولة ديمقراطية قائمة على العدالة والمواطنة وحقوق الإنسان، مع تطلعات نحو مستقبل أفضل ومستقر للشعب السوري.