2024 عام ثقافي فني بامتياز

البراري: دور محوري تلعبه الثقافة في تقديم صورة الأردن للعالم

الأنباط – ليث حبش
تُشكل الثقافة الأردنية مرآة تعكس تاريخ البلاد وإرثها الحضاري، وركيزة أساسية لتعزيز هويتها الوطنية ومكانتها على الساحة الإقليمية والدولية، وفي عام 2024 شهد الأردن حراكًا ثقافيًا وفنيًا لافتًا، حيث احتضن مجموعة من أبرز الفعاليات التي سلطت الضوء على تنوعه الثقافي وغناه الإبداعي من مهرجان جرش للثقافة والفنون، الذي يُعد ظاهرة فنية وثقافية ضخمة، إلى معرض عمّان الدولي للكتاب الذي احتفى بالفكر والإبداع، مرورًا بمهرجان عمّان السينمائي الدولي الذي عزز حضور السينما الأردنية عالميًا.

مهرجان جرش للثقافة والفنون - الدورة الـ38
شهد المهرجان مشاركة واسعة من الفنانين المحليين والعرب، مثل مارسيل خليفة وهبة طوجي وعمر العبداللات، إلى جانب عروض مسرحية وشعرية متنوعة، مما جعله حدثًا ثقافيًا وفنيًا ضخمًا جذب آلاف الزوار.

معرض عمّان الدولي للكتاب 2024
أُقيم تحت الرعاية الملكية واحتفى باليوبيل الفضي لتسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية. شهد المعرض مشاركة كبيرة من دور النشر العربية والدولية، مع فعاليات أدبية وثقافية متميزة.

مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم
عُقدت دورته الرابعة بمشاركة 56 فيلمًا من 19 دولة، حيث ركز على دعم المخرجين الجدد حاز المهرجان اهتمامًا محليًا ودوليًا، مع فعاليات عززت من مكانة السينما الأردنية على الساحة العالمية.

حفل "صوت بلادي" في العبدلي
شهد الحفل مشاركة 23 فنانًا من الأردن والعالم العربي، بما في ذلك ديانا كرزون، حميد الشاعري، هشام عباس، وعزيز مرقة، جمع الحفل بين أغاني الماضي والحاضر، وتميز بأداء أوبريت وطني جديد بعنوان "ابن بلادي"، بهدف تعزيز الهوية الثقافية الأردنية.

الثقافة الأردنية بوابة للتنمية والسياحة العالمية
وأكدَّ الأديب والكاتب هزاع البراري، الأمين العام السابق لوزارة الثقافة، على الدور المحوري الذي تلعبه الثقافة في تقديم صورة الأردن للعالم، واصفًا إياها بأنها أحد الروافد الأساسية لحضارة المجتمعات وقال إن الفعل الثقافي والإبداعي في الأردن يساهم بشكل كبير في الترويج للسياحة وتعزيز مكانة البلاد حضاريًا على المستوى الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن "الثقافة تعتبر واجهة أي بلد أمام العالم".
وأضاف أن العديد من الدول تعتمد على الثقافة كـ"قوة ناعمة" تمنحها وزنًا نوعيًا بين الدول، مشددًا على أهمية الاستثمار في المشاريع الثقافية الكبرى والمشاركة الفاعلة في المهرجانات العربية والعالمية، سواء في المسرح، أو الفنون التشكيلية، أو الأدب، أو الشعر وأوضح أن هذه الفعاليات قادرة على تعزيز ما يُعرف بالسياحة الثقافية، التي لا تقتصر على الترويج للمكان الأردني، بل تسهم أيضًا في تحقيق التنمية المستدامة .
وأشار البراري إلى أن الثقافة الأردنية بما تمتلكه من إرث غني وطبيعة فريدة، تعدّ ركيزة للأمن الثقافي الذي يعزز الهوية الوطنية ودعا إلى ضرورة دعم القطاع الثقافي ورعايته بشكل أكبر ليعود الأردن إلى موقعه الريادي على الخريطة الثقافية العالمية، خاصة في مجال السياحة الثقافية، التي تشمل الفنون والآداب، وتعتمد على المكونات الثقافية المرتبطة بالمواقع الأثرية والطبيعية والبنية التحتية.
واختتم البراري حديثه بالقول إن الثقافة اليوم لم تعد مجرد نشاط جانبي، بل أصبحت عنصرًا رئيسيًا في التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الاستثمار في الثقافة يعني الاستثمار في المستقبل، في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، مثل الذكاء الصناعي والتكنولوجيا الحديثة.