الزعبي لـ "الأنباط: تطبيق إصلاحات إدارية ومالية اسهمت بتطوير الأداء
رزان السيد
تعتبر بلدية اليرموك واحدة من البلديات البارزة في المملكة، وهي تتبع منطقة بني كنانة،إذ تعد من الكيانات الأساسية التي تسهم في التنمية المحلية، ومنذ تولي الدكتور محمد الغزالي الزعبي رئاسة البلدية في مارس 2022، حققت البلدية إنجازات ملحوظة على الصعيدين الإداري والخدمي، مما عزّز من دورها في تحسين جودة الحياة لسكان المنطقة.
وخلال مقابلة مصورة مع "الأنباط" وصف الزعبي إنجازات البلدية بأنها "كبيرة جداً"، مؤكدًا أن البداية قامت بتطبيق إصلاحات إدارية ومالية أسهمت في تطوير الأداء العام للبلدية، وقد تم تحقيق هذا من خلال تنظيم ورش العمل والمؤتمرات والندوات، التي أسهمت في رفع كفاءة الموظفين، وذكر الزعبي أن بلدية اليرموك، التي تتبوأ الفئة الثانية بين البلديات، كانت أول بلدية في المملكة تقوم بحوسبة المخططات التنظيمية، مما يجعلها رائدة في هذا المجال.
كما أشار الزعبي إلى أن البلدية قامت بفتح وتعبيد الشوارع بتكلفة بلغت حوالي 600 ألف دينار أردني، وجارٍ طرح عطاء جديد بتكلفة 190 ألف دينار لتعبيد شوارع في مناطق لم تُدرج سابقًا في خطط التحديث، كما حصلت البلدية على دعم من وزارة الإدارة المحلية لتوفير أسطول متكامل من الآليات بلغ إجمالي قيمته حوالي 400 ألف دينار أردني، مضيفا أن عدد موظفي البلدية قد ارتفع من 90 موظفًا إلى حوالي 150 موظفًا منذ استلامه رئاسة البلدية، مما يعكس التوسع في الخدمات المقدمة، ودعم أبناء المنطقة.
ومن أبرز إنجازات البلدية في الفترة الأخيرة بناء صالة متعددة الأغراض في منطقة خرجا، التي تبلغ مساحتها حوالي 728 مترًا مربعًا، كما عملت البلدية على زراعة أعمدة وتركيب وحدات إنارة في المناطق التي تحتاجها، واستبدلت الأنظمة القديمة بوحدات موفرة للطاقة تصل إلى حوالي 7500 وحدة إنارة في جميع المناطق.
كما نجحت بلدية اليرموك في حوسبة رخص المهن وحوسبة المخططات التنظيمية ، حيث تعد أول بلدية فئة ثانية وثالث بلدية على مستوى المملكة في المنطقة تعمد إلى حوسبة المخططات التنظيمية والهيكلية وإصدارها إلكترونيًا، وأتمت البلدية أيضًا نظام حركة وتتبع آلياتها بشكل إلكتروني بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية ووزارة الاقتصاد الرقمي، ما يسهم في تسهيل إجراءات العمل ومراقبة الأداء بكفاءة عالية.
وأكد الزعبي بأن البلدية تعمل على تحسين استدامة الطاقة من خلال مشروع لتركيب الطاقة الشمسية في مباني البلدية، وذلك بتمويل من وزارة الطاقة، كما أن البلدية قد قامت بتحديث أنظمتها الإدارية بشكل شامل، مما ساهم في تقليص النفقات وتحسين آلية العمل.
وتابع، أنه تم تنفيذ صيانة شاملة لمرافق مباني البلدية، فضلاً عن ترقيعات الشوارع ضمن حدود البلدية باستخدام الخلطة الساخنة بكمية تجاوزت 100 طن، وتم أيضًا كما قام الزعبي بإعادة انشاء وتأهيل دوار وسط البلد في منطقة خرجا، وتسميته بـ "ميدان الشهداء"، على نفقته الخاصة، بتكلفة 7000 دينار أردني، وهي خطوة تعبيرية عن احترام وتقدير الشهداء، كما استفادت البلديات من منح الوزارة التي شملت توزيع 300 حاوية جديدة على كافة المناطق لتعزيز مستوى النظافة بتكلفة بلغت 70 الف دينار.
كما أولت بلدية اليرموك اهتمامًا خاصًا بالجانب البيئي والجمالي من خلال تأهيل وتنظيم حديقة الأمير حسين في منطقة اليرموك، إضافة إلى تزيين وتنظيم مداخل المناطق وزراعة أكثر من 500 شجرة زينة لتعزيز المنظر الجمالي للمنطقة، كما أقدمت البلدية على تصنيع حجر الكندرين ذاتيًا، وهو مشروع أسهم في خفض التكاليف الشهرية، حيث بلغ الإنتاج الأسبوعي حوالي ألف متر من حجر الكندرين.
كما أكد الزعبي بأن البلدية تتسم بالاستقرار المالي، حيث أنها خالية من الديون، وهو ما يعتبر من الأمور النادرة في البلديات الأخرى، إذ أن البلدية كانت تعاني من مديونية بمبلغ 350 الف دينار، ومنذ استلامه الرئاسة استطاع أن ينهي المديونية، مؤكدا أن البلدية عملت تقريباً بأكثر من ثلاث ملايين دينار.
ولكن رغم إنجازات البلدية المتتالية، يبقى العائق المالي من أبرز التحديات التي تواجهها، مما يحد من قدرتها على تنفيذ المزيد من المشاريع الخدمية، وتعتبر هذه التحديات من العقبات التي تواجه جميع البلديات، حيث تؤثر على القدرة في تقديم خدمات متميزة وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين، خاصة خريجي الجامعات، وأضاف أن البلدية تعمل على البحث عن مصادر تمويل لتوفير المبالغ اللازمة لتنفيذ مشاريع تخدم المواطنين وتساهم في تحسين مستوى الحياة.
أما فيما يتعلق بمشكلتي البطالة والفقر، أكد الزعبي أن البلدية تسعى لخلق فرص عمل من خلال دعم المشاريع الاستثمارية، حيث تعتمد على المنح والمساعدات الطارئة لدعم المشاريع الخدمية، كما تعمل بلدية اليرموك على إقامة شراكات مع المستثمرين في القطاع الخاص بهدف إنشاء مشاريع تسهم في تشغيل الشباب، موضحا ذلك بمشروع مصنع اللوزيات الذي تم بالشراكة مع جمعية اللوزيات وبتمويل من وزارة الزراعة، ومن المتوقع أن يوفر هذا المشروع نحو 60 إلى 70 وظيفة للشباب.
وشدد الزعبي على أهمية تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لجذب الاستثمارات التي تسهم في تطوير مشاريع جديدة توفر فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، مؤكدا أن هذه الخطوة من شأنها المساهمة في تقليل معدلات البطالة وتعزيز الوضع الاقتصادي للمنطقة.
ويذكر بأن بلدية اليرموك من الخمس بلديات التي تتبع للواء بني كنانة، وتبلغ مساحتها تقريباً 27 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها تقريباً 30 ألف نسمة، وتضم ثلاث مناطق أكبرها منطقة خرجا والزوية والتي يبلغ عدد سكانها 14 ألف نسمة، تليها منطقة حريما وابو اللوقس ومنطقة اليرموك التي تضم الخريبة والقصفة والسيلة.