الربط الكهربائي للملكة مع الجوار

الربط الكهربائي للملكة مع الجوار

عمرو خصاونه 


تعتبر الكهرباء التي إكتشفها بنجامين فرانكلين عام 1752 إحدى أهم السلع الإستراتيجية في أي دولة في العالم، حيث يتم الإعتماد عليها في تشغيل الكثير من الآليات و الاجهزة و الأنظمة التي أصبح لا غنى عنها في حياتنا اليوم كبشر، و في الأردن كما أي دولة في العالم لدى الكهرباء أهمية كبيرة حيث تتحمل مسؤولية إدارة هذه السلعة و أنشطتها ثلاث شركات أردنية مملوكة بالكامل للحكومة تم تأسيسها عام 1999 بعد إقرار قانون الكهرباء في نفس العام، و هذه الشركات هي شركة الكهرباء الوطنية المسؤولة عن نقل الكهرباء و التحكم بالنظام الكهربائي إضافة إلى مسؤوليتها عن الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، ثانيا شركة توليد الكهرباء المركزية المسؤولة عن إنتاج الطاقة الكهربائية و أخيرا شركة توزيع الكهرباء المسؤولة عن توزيع الكهرباء في المناطق الشرقية و الجنوبية من المملكة بالإضافة إلى منطقة وادي الأردن، و في الأردن 1,614,191 مشترك لدى شركة الكهرباء الوطنية بإجمالي عدادات 1,582,647 عداد و 731,973 عداد ذكي مركب.

و لكن ما هو الربط الكهربائي و ما هي أهميته؟ يعتبر الربط الكهربائي بين الدول إحدى أوجه و صور التكامل الإقتصادي و التعاون الإقليمي بينها حيث أنه يعرف بأنه ربط شبكات الكهرباء بين الدول لتبادل الطاقة و إستغلال الفائض في إطار الإستفادة من إختلاف أوقات الذروة مما يزيد إستقرار الإمدادات و يسمح للدول بتحقيق أقصى إستفادة من مواردها و في الأردن أكثر من مشروع ربط كهربائي مع دول جارة في الإقليم مثل الربط الكهربائي المصريالأردني، الأردنياللبناني، الأردنيالفلسطيني، الأردنيالعراقي، و هنالك نوايا لمشاريع ربط مستقبلية مع السعودية. 

السؤال الذي يجب الإجابة عليه هو ما هو الواقع الكهربائي في الدول التي تم ذكرها مسبقا ليتم ربطها كهربائيا مع الأردن؟ لنبدأ بلبنان التي تعاني للأسف من الكثير من الويلات كالحروب و الإفلاس و الفساد بالإضافة إلى ما نتحدث عنه و هو العجز الكهربائي، حيث أن منظمة هيوان رايتس ووتش كتبت مشاهداتها عن هذه الظاهرة في لبنان في تقرير قائلة "إن عقود من السياسات غير المستدامة و الإهمال المتأصل و إستيلاء النخبة على موارد الدولة و الفساد المزعوم و المصالح الخاصة أدت إلى إنهيار تام في عام 2021 تاركة البلاد دون كهرباء معظم الوقت"، و مشاريع الربط الكهربائي للأردن مع لبنان لم تتم بعد حيث أن الربط سيكون من خلال البنية التحتية الموجودة أصلا و أقصد هنا الشبكة الكهربائية الأردنية السورية، حيث أن الجوار الحدودي مع لبنان غير موجود و يجب أن يمر الربط من خلال سوريا إلى لبنان. 

 أما العراق و التي لدينا معها مشاريع ربط قائمة، تقدر فيها التكلفة التشغيلية التي ينتج بها العراق الكهرباء لعام 2019 مثلا، بتسعة مليارات و ثلاثمائة مليون دولار سنويا بينما تبلغ إيرادات العراق سنويا من الكهرباء مليار واحد بعجز يبلغ نحو 8 مليارات دولار لتكون مشاريع الربط مع الأردن ضرورة ملحة و حاجة ماسة بسبب وجود هذا العجز.  

فلسطينيا هنالك مشاريع ربط قائمة في مناطق محددة من الضفة الغربية و تبرز الحاجة لذلك من خلال وضع الطاقة الصعب هنالك و الذي يشبه الوضع في أي قطاع آخر يرزخ تحت الإحتلال حيث أن الإحتلال الإسرائيلي يحتكر هذا القطاع "الطاقة الكهربائية" ليبقى هو المصدر الوحيد لها في كل مدن الضفة الغربية. 

أما فيما يتعلق بمصر فمشاريع الربط الكهربائي معها ليست بسبب حاجة مصر للطاقة الكهربائية من الأردن و ليست بسبب حاجة الأردن للطاقة الكهربائية من مصر، بل هو ربط يهدف إلى إحداث إستقرار بالنظام الكهربائي في كلا البلدين، بمعنى أنه ربط تكميلي للبنية التحتية الكهربائية في كل من مصر و الأردن.