هل تواكب المناهج التعليمية متطلبات التعليم الحديث؟

عبيدات : ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المواد والمناهج التعليمية

زريقات : نقلة نوعية في المناهج الدراسية تواكب مهارات القرن 21

الأنباط – شذى حتاملة

يشهد التعليم في العديد من الدول تغيرات جوهرية تتماشى مع تطور التكنولوجيا واحتياجات العصر ، أبرزها هو تحديث المناهج التعليمية لمواكبة أحدث التطورات في مجال المعرفة والتكنولوجيا ، ومع تزايد الحاجة إلى إعداد جيل يواكب متطلبات التعليم الحديث ، أصبح من الضروري إعادة النظر في المناهج الدراسية لدمج مفاهيم جديدة مثل الذكاء الاصطناعي ومهارات التفكير النقدي،و الابتكار، والقدرة على التكيف مع التغيرات الحديثة ، ويبقى السؤال هل تواكب هذه المناهج التعليم الحديث؟و هل تقدم الأدوات التي يحتاجها الطلاب لمواكبة التحديات الرقمية؟
وبدوره أكد الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات ، أن تحديث المناهج التعليمية يتطلب جهودًا مكثفة لدمج مهارات التفكير في المناهج ، حيث تعاني المجتمعات من انحياز معرفي، حيث أنها غير مستعدة لتقبل أفكار جديدة، لذلك يجب أن تعمل المناهج على محاربة هذا الانحياز من خلال تعليم التفكير النقدي، وتقديم آراء واحتمالات وقضايا مفتوحة بدلاً من الاعتماد على المناهج التي تقدم حقائق ثابتة، إذ المناهج يجب أن تكون متوجهة نحو المستقبل، وتعزز القبول والوعي بالتغيير .
وأضاف أن المركز الوطني للمناهج قد حاول إدماج مفاهيم جديدة، إلا أن هناك صعوبات في دمج هذه المفاهيم بشكل صحيح وكافٍ ، موضحًا أن هناك جهودًا كبيرة لدمج مفاهيم حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة والعالم الرقمي في المناهج ، لكن الأهم هو كيفية تعليم هذه المواد والتعامل مع قضايا العصر، بحيث يجب أن يستخدم الذكاء الاصطناعي في جميع المواد والمناهج التعليمية ، إضافة إلى ضرورة أن تعد المناهج الطلبة لاختيار العمل المناسب لهم ، وتكسبهم مهارات التخطيط و التنبؤ وتقبل التغير وتصميم العمل الخاص به .
ومن جانبها قالت مديرة إدارة التعليم الخاص سابقًا الدكتورة ريما زريقات ، أن هناك نقلة نوعية حدثت في المقررات الدراسية ومواضيع الخطوط العريضة في المنهاج وكذلك في المحاور المختلفة ، حيث أصبحت المناهج تراعي الفروق الفردية من حيث التعلم السابق والأنشطة العلاجية والإثرائية واستراتيجيات التدريس المختلفة واستراتيجيات التقويم وأدواته ، لافتة إلى أن هناك تغير طرح في المحتوى التعليمي من التلقين إلى الاستقصاء والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي ، إذ بدا واضحًا تحول دور المعلم من ملقن إلى موجه ومرشد وناصح .
وتابعت أن المناهج الحديثة تمحورت حول الطالب ، حيث ظهرت مهارات القرن الواحد والعشرين في المحتوى والأنشطة المطروحة والمطلوبة من الطالب ، إذ راعت أيضًا المناهج المراحل النمائية وخصائصها المتعددة في الطرح والأنشطة والتقويم ، مضيفة أن المناهج احتوت على استخدام وتوظيف للبرمجيات الإلكترونية في تنفيذ المحتوى وخصوصًا في الرياضيات ، لذا تم ربط المعرفة الحديثة بالحياة وظهر توظيف المعرفة جليا واضحًا .
وذكرت زريقات أن المناهج ركزت على شخصية الطالب وصقلها وذلك من خلال أنشطة العمل بروح الفريق ، ووسعت مدارك وأفق الطالب وانطلقت من المثال إلى اللامثال وإلى التفكير الإبداعي التشعبي والتباعدي ، كما ركزت على التكامل الأفقي وعلى مصفوفة التتابع والمدى ، مؤكدة أن المناهج ربطت محتواها بأسئلة الاختبارات الدولية "بيزا وتيمس " ، حيث ستظهر آثارها وتحقق مخرجات على المستوى الدولي .
ولفتت إلى أن التحديات كثيرة ولكن يمكن التغلب عليها وهي الجانب المالي والتمويلي ، أما بالنسبة للأيدي البشرية والفكر المتسق مع سوق العمل تمت معالجته وذلك من حيث تعيين وابتعاث طلبة كلية المجتمع وفتح التخصصات للدبلوم المتوسط.