العزة يسلط الضوء على دور قرى الأطفال SOS الأردنية في مجال الطفولة
تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة رجوة بنت علي بن نايف الهاشمي وضمن فعاليات اعمال المؤتمرالعلمي الدولي المحكم "الطفولة بين تحديات الواقع وطموحات المستقبل" الذي انعقد في عمان خلال فترة 6-8/11/2024 بتنظيم كل من جامعة الاسراء ( الأردن) وجامعة النجاح الوطنية ( فلسطين)
وتحت محور دور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في مجال الطفولة تقدم الباحث الدكتور سامر العزة/ مستشار الدعم النفسي والاجتماعي لدى قرى الأطفال SOS الأردنية بدراسة بعنوان دور قرى الأطفال SOS الأردنية في مجال الطفولة
تعمقت هذه الدراسة في الجهود التي تبذلها جمعية دور قرى الأطفال SOS الأردنية في مجال الطفولة خصوصا دورها كمحفز للتغيير الإيجابي في حياة الأطفال الأيتام ومن في حكمهم من فاقدي السند الأسري
هدفت الدراسة بشكل أساسي الى التعرف على مستوى دور قرى الأطفال SOS الأردنية في مجال الطفولة على عدة أبعاد (الجانب العاطفي، والجانب الصحي، والجانب النفسي، والجانب التعليمي والثقافي، والجانب الاجتماعي). وذلك بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، وباستخدام أداة الدراسة الاستبيان بالنسخة الإلكترونية (Google Forms) ، والذي تم تطبيقه على مجتمع الدراسة والذي اشتمل على خريجي قرى الأطفال (SOS) الأردنية من عمر 18-26 عام في الأردن، ومن خلال العينة العشوائية البسيطة والتي بلغت (54) استجابة.
تحددت أهمية الدراسة في تسليط الضوء على دور جمعية قرى الأطفال (SOS) الأردنية في مجال الطفولة والخدمات التي توفرها لهم، حيث يعتبر الأطفال المحور الأساسي في مجال عملهم مع فئة الأيتام ومن في حكمهم من فاقدي السند الأسري وسعيها لتحقيق المصلحة الفضلى لهم.
وتطرقت دراسة العزة الى الخدمات والبرامج التي تقدمها قرى الأطفال SOS الأردنية في مجال الطفولة ومن أهمها:
السكن / برنامج الرعاية الأسرية / بيوت الشباب - الشابات وبرامج التهيئة/ الرعاية اللاحقة مرحلة شبه الاستقلالية - الاستقلالية /البيوت المجتمعية / التعليم /الصحة (الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي) / الدعم القانوني والمناصرة / التمكين والدعم الوظيفي / مشروع تمكين الأسر/ مشروع البيوت الآمنة (ملاذ)/ مشروع دار "الوفاق"/ برنامج الإغاثة / مشروع برلمان للأطفال / مختبر الإبداع / سياسة الحماية وأمين المظالم الوطني.
أظهرت نتائج الدراسة أن قرى الأطفال تقوم بدور كبير في رعاية الأطفال منذ الطفولة على كافة الجوانب، (الجانب العاطفي، والجانب الصحي، والجانب النفسي، والجانب التعليمي والثقافي، والجانب الاجتماعي) حيث جاءت بدرجة متوسطة لمرتفع، حيث جاء كل من الجانب العاطفي والجانب الصحي بدرجة مرتفعة؛ وهو ما يشير الى إن الأطفال داخل القرى ينعمون ببيئة مليئة بالحب والاحترام والأمان، وفي أجواء صحية تؤهلهم على النمو الصحيح الجسمي والعاطفي.
وعلى التوالي جاء كل من الجانب التعليمي والثقافي، والجانب الاجتماعي، والجانب النفسي بدرجة متوسطة. وهو ما يدل على استناد قرى الاطفال الى نهج عملي يرتكز على أسس تعليمية وثقافية واجتماعية ونفسية موجهة للأطفال لضمان نشأتهم بشكل يمكنهم من التفاعل مع محيطهم، وتأسيس حياة خاصة بهم، وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم المستقبلية ومصلحتهم الفضلى.
في ضوء ما توصلت اليه الدراسة من نتائج، أوصت بمجموعة من التوصيات والتي تم ادراجها ضمن توصيات ومخرجات المؤتمرمن ابرزها
الاستمرار وتعزيز النهج العملي القائم في جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية، والذي يرتكز على تهيئة الأطفال ودمجهم في المجتمع قبل تخرجهم من مؤسسات ودور الرعاية لبناء جيل قادر على تحقيق التنمية والتقدم لهم ولمجتمعهم.
دعم فاقدي السند الأسري بجميع فئاتهم لتجاوز التحديات التي تواجههم والسعي للارتقاء ببرامج رعايتهم وتنميتهم والرعاية اللاحقة للوصول بهم إلى الاستقلالية والاعتماد على النفس.
تعزيز الجوانب التعليمية والثقافية والاجتماعية والنفسية في قرى الأطفال من خلال اثراء الأنشطة الثقافية والاجتماعية الهادفة الى تطوير المهارات الشخصية لتمكينهم من توفير فرص تساعدهم في الوصول إلى الاستقرار المعيشي والمادي والاستثمار في الصحة النفسية.
من الجدير بالذكرأن جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية تأسست في الأردن سنة (1984) تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية وتم افتتاحها برعاية ملكية وهي جمعية وطنية غير ربحية تعمل على تقديم الرعاية الايوائية للأطفال الأيتام ومن في حكمهم من فاقدي السند الأسري، بما يتماشى مع العادات والتقاليد والأعراض والتشريعات الأردنية، ويستند نموذج الرعاية في جمعية قرى الأطفال (SOS) الأردنية الى اربع ركائز اساسية (الطفل، مقدم الرعاية، الأسرة، والمجتمع) وتعتمد على اربع مبادئ ( الأم، الاخوه والأخوات،المنزل، والقرية)
تتوزع قرى الأطفال (SOS) في كل من عمان، واربد، والعقبة، ويتبع لهذه القرى مجموعة من البيوت عدد (9) التي تختص بالشابات والشباب، وتدار هذه البيوت من قبل المكتب الوطني، وعن طريق فريق عمل متعدد التخصصات يمتلك المهارة والخبرة من إداريين، ونفسيين، وتربويين، ومستشارين. تتمثل رؤية جمعية قرى الأطفال (SOS) الأردنية بأن يكبر كل طفل في بيئة امنة محاطا بالحب والاحترام والحماية. ورسالتها بناء اسر للأطفال المحتاجين ومساعدتهم في حياتهم وبناء مستقبلهم.