الأردن يواصل دوره الريادي في دعم اللاجئين الفلسطينيين ورفض الإجراءات الإسرائيلية ضد "الأونروا

العضايلة: الأردن يدين القوانين الإسرائيلية التي تستهدف "الأونروا" ويدعو لحشد الدعم الدولي

القاهرة – خليل النظامي

أكد السفير الأردني في جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الأردنية الهاشمية لدى جامعة الدول العربية الدكتور أمجد العضايلة رفض الأردن القاطع للقوانين الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وقال العضايلة أن الإجراءات الإسرائيلية تمثل محاولة واضحة لتصفية دور "الأونروا" وتقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة نتيجة الاحتلال والانتهاكات المتواصلة، مشددا على أن هذا الاجتماع يعقد في ظل خطوات تصعيدية إسرائيلية تمثل تهديداً لحقوق الفلسطينيين والخدمات التي تقدمها لهم "الأونروا"، موضحا أنها وكالة أُنشأت بإرادة دولية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتمكينهم من الحصول على الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة.
جاء ذلك خلال الاجتماع غير العادي الذي عقده مجلس جامعة الدول العربية غير عادي على مستوى المندوبين الدائمين، في مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، اليوم، بهدف مناقشة القوانين غير الشرعية التي أقرها الكنيست الإسرائيلي، والتي تستهدف حظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأشار، إلى أن "الأونروا" تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة، إذ لم تتعرض الوكالة، منذ تأسيسها بقرار أممي، لما تواجهه اليوم من مخططات إسرائيلية تستهدف وجودها وكيانها وحصانتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتا الى أن هذه الخطوات لا تستهدف فقط دور الوكالة الإنساني، بل أيضاً وجودها ذاته، ما يعني حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية، وتقديم خدماتها الحيوية التي يعتمد عليها الملايين من الفلسطينيين.
وأوضح السفير أن هذه السياسات الإسرائيلية لا تقف عند حدّ التشكيك بعمل "الأونروا" واتّهامها زوراً بالإرهاب، بل تسعى إلى تجريد موظفيها من الامتيازات والحصانات الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة، ما يضع تحديات كبيرة أمام عمل الوكالة وقدرتها على تنفيذ برامجها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأضاف أن هذه المحاولات الإسرائيلية تعد "اغتيالاً سياسياً" لوكالة تحظى بشرعية دولية، وتستمد قوتها من الدعم الدولي الذي تقدمه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وأكد العضايلة أن المملكة الأردنية الهاشمية، تقود جهداً دبلوماسياً واسعاً مع الدول الشقيقة والصديقة بهدف التصدي لهذه المخططات، مؤكدا بنفس الوقت أن الأردن لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذه التحديات، وأنه سيواصل العمل مع شركائه الدوليين لحماية "الأونروا" ودورها، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين التي تكفلها المواثيق الدولية.
كما شدد على أن الأردن يرى في "الأونروا" رمزاً للحق غير القابل للتصرف للاجئين الفلسطينيين، ومرتبطة بشكل أساسي بحقهم في العودة والتعويض وأضاف أن هذه الوكالة كانت على مدار أكثر من سبعين عاماً الجهة التي تكفل للاجئين الفلسطينيين حقوقهم الأساسية، وهي الشاهد الحي على معاناتهم وعلى الظلم الذي يتعرضون له.
وأعاد السفير التأكيد على موقف الأردن الثابت، الذي عبر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي نبه فيه إلى أزمة شرعية تواجه الأمم المتحدة ووكالاتها نتيجة التعرض المتكرر لمؤسساتها الأممية، إذ أشار جلالته إلى أن "علم الأمم المتحدة الأزرق المرفوع فوق الملاجئ والمدارس في غزة لم يعد قادراً على حماية المدنيين من القصف العسكري الإسرائيلي" ، مبينا أن الشاحنات التي تحمل المواد الإغاثية لا تستطيع الوصول إلى الفلسطينيين المحاصرين، وأن العاملين في المجال الإغاثي يتعرضون للهجوم.
وفي كلمته، شدد العضايلة على أهمية الدور الذي تقوم به "الأونروا" في إيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني يواجهون كارثة إنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل وأكد أن المجتمع الدولي اليوم أمام مسؤولية كبيرة تجاه دعم هذه الوكالة الأممية مالياً وسياسياً، وذلك لضمان استمرار عملها وتقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق تواجدهم.
وأشار إلى أن الأردن، بالشراكة مع السويد، ترأس قبل نحو شهر اجتماعاً وزارياً على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لحشد الدعم المالي والسياسي لـ"الأونروا" وقد جاء هذا الاجتماع ضمن جهود الأردن المستمرة لتعزيز الدعم الدولي للوكالة، بما يضمن استمرارية عملها ودورها في تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين.
واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن الأردن، بالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة، يرفض ويدين بشكل قاطع كل القوانين غير الشرعية التي يقرها الكنيست الإسرائيلي بهدف استهداف "الأونروا" وتقويض دورها وحصاناتها، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فعلية لحماية الشعب الفلسطيني ودعم المنظمات الإنسانية التي تقدم له الخدمات وأضاف أن استمرار عمل "الأونروا" هو حق أصيل للاجئين الفلسطينيين لا يمكن التفريط به، وأن الأردن سيبقى داعماً للوكالة ومدافعاً عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية.