مغامرة في قصر شبيب

مغامرة في قصر شبيب
تأليف: د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ
صَرَخَت سمر بِخَوْفٍ شَدِيد:
- بئر قصر شبيب خَطِير إلى دَرَجَة أنه نقلنا من القرن الحادي وَالعِشْرين إلى عصر الدَّوْلَة الرومانية قبل ما يقرب من ألف وتسعمائة سنة، فَكيفَ سنعود إلى أهلنا.
كَادَ الجَمِيع أن ينفجروا بِالبُكَاءِ، لَكِن...
--
بدأت القصَّة عِنْدَمَا زارت سمر وشقيقاها أحمد، وسند بَيْت خالتهم في مَدِينَة الزَّرْقاء، كانَ ابن الخالة عون يقرأ في كتاب تاريخي حَول آثار الزَّرْقاء، مَكْتُوب فِيهِ:
- يَقَع قصر شبيب في مَدِينَة الزَّرْقاء، وهُوَ حصن بني في العصر الرُّوماني، ثمَّ تحول في العصر الإسلامي لمحطة للمسافرين، واستخدم في العُصور اللاحقة إلى أن أصْبَحَ في عهد الدَّوْلَة العثمانية مَقرَّاً لِلقُوَّةِ العَسْكَريَّة الَّتِي تحمي الحجاج.
أكمل عون قِرَاءَة الكِتَاب بِصَوْت عالٍ:
- لقصر هُوَ بِنَاء مُرَبع الشَّكْل، يَحْتَوي عَلَى بَوَّابَة، ونوافذ للرماة، ودرج، وأمام القصر بئر يعتقد أنه يوصل إلى سيل الزَّرْقاء.
قفزت سمر، وَقالَت بِدَهشَة:
- بئر يوصل لسيل الزَّرْقاء؟ لا بُدَّ أن فِيهِ أسرارًا مُدْهِشَة هيا لنذهب للقصر.
دفع الحَمَاس الجَمِيع لِلْذَّهَابِ مُبَاشَرَة إلى القصر القريب من مَنْزل الخالة، وفَجْأةً سمعوا صَوْت صراخ طِفْل من داخل القصر يَقُول:
- أنقذوني يُرِيد الرومان خطفني.
نظر الجَمِيع إلى بَعْضَهُم بِدَهشَة، وَقالَت سمر:
- يَبْدُو أن هَذَا البئر فِيهِ قُوَّة سِحْرِّيَّة نقلتنا إلى عصر الرومان، كَيْفَ سنعود لأهلنا الَّذِينَ يعيشون في القرن الحادي وَالعِشْرين؟
زاد بكاء وصراخ الطِّفْل، فَقَالَتْ سمر:
- هيا بِسُرْعَة لنتصل بِالشُّرْطَةِ.  
قَالَ سند بِخَوْفٍ:
- نَحْنُ في عصر الدَّوْلَة الرومانية، لَنْ يستجيب لَنَا أحد.
فَجْأةً فُتِحَ بَاب القصر، أحس الجَمِيع أن الرومان سيلقون القبض عَلَيْهِم، لَكِن
فَجْأةً ظهر رجل يَحْمِلُ فَوْق كتفه كَامِيرَا، وَيَتَحَرَّك ووراءه رجل يَرْتَدِي مَلابِس رومانية، وَيَحْمِلُ طِفْلاً باكيًا.
اكتشف الجَمِيع ما يَحْصل، فضحكوا، مِمَّا أدَّى بالمخرج إلى إيقاف الـمَشْهَد. وَقالَت سمر:
- إذا ما سمعناه هُوَ جزء من مُسَلْسَل تاريخي عَن الرومان.
ابتسم الجَمِيع، وَعِنْدَمَا عرف المخرج قصتهم سمح لَهُم بمتابعة تصوير الـمُسَلْسَل، وَكانَ أمرًا مُدْهِشًا.