حسين الجغبير يكتب : الأردن وحده لا غير
حسين الجغبير
مرت نحو 13 سنة منذ اندلاع الربيع العربي في العام 2011، الذي أدى إلى انهيار العديد من الأنظمة من حولنا، وتحول استقرار تلك الدول إلى فوضى وحرب أهلية. تلا ذلك أحداث أثرت على الأردن، خصوصًا في ملفي تهريب السلاح والمخدرات، بعد أن استوطنت جماعات في سوريا والعراق ولبنان.
وخلال تلك الفترة، شهد العالم أزمات صحية على رأسها وباء كورونا، ومن بعده الحرب الروسية الأوكرانية، والإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال في غزة ولبنان، إلى جانب التصعيد الإيراني الصهيوني.
ورغم كل ذلك، ما يزال الأردن، الذي عانى اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا من تلك الأزمات، صامدًا، يشهد استقرارًا فريدًا من نوعه وسط حدود ملتهبة، وهو الدولة المستهدفة من عدة جهات تسعى إلى بث الفوضى في المملكة لتكون لها موطئ قدم.
أدارت الدولة تلك الملفات بحكمة وحنكة سياسية واقتصادية وأمنية، مما أسفر عن إحاطة المملكة بسياج الأمن، وساهم في عودتها تدريجيًا إلى مرحلة النمو، رغم أننا دولة صغيرة بلا مقومات اقتصادية أو موارد طبيعية.
وفي خضم كل ذلك، وبدلاً من أن نفتخر بهذا المنجز، الذي من المعيب التقليل من حجمه، يطلق البعض رصاص الغدر على أقدام الدولة لأسباب نعرفها جميعًا، وندركها، ونعلم جيدًا أهدافها وغاياتها.
ولأننا ندرك ذلك، نقف صامدين في وجهها إيمانًا منا بأن من يحاول العبث تتحكمه أولويات غير وطنية، مقابل أولوياتنا الخاصة المتعلقة بمصلحة الأردن وحده لا غير.
هل يريدنا هؤلاء دولة كسوريا المنقسمة، التي تنتشر فيها قوات إيرانية وروسية وأميركية؟ أم كلبنان، الذي تحكمه طوائف عديدة لها ارتباطات خارجية؟ أم كالعراق، الذي مقسوم بين إيران والغرب؟
ولتعذرني الدول الشقيقة على ذكرها كنموذج لا نرغب كأردنيين أن نكون مثله، وأرجو من الله أن تنعم بالاستقرار والأمن والوحدة والنمو والازدهار.
هل يريد العابثون من أبناء بلدي أن يبقى الأردن في فوهة البركان، تطاله حمم المؤامرات؟ يبدو لي ذلك، وهذا لن يكون، لأننا نثق بالدولة وإمكانياتها، ونعمل معها يدًا بيد نحو تمتين جبهتنا الداخلية، خلف قيادتنا الهاشمية، وقواتنا المسلحة، والشرفاء من أبناء هذا الشعب.
هي رسالة لا لبس فيها ولا نحيد عنها، وسنحافظ على البلد بكل ما نملك، لأنه عنواننا الأصيل والوحيد، ولن نسمح للعبث أن يطاله.