الأردن بمنأى عن الأعاصير المدارية

موقعها الجغرافي يقيها من المخاطر الطبيعية

الأنباط - الاف تيسير

تتمتع الأردن بموقع جغرافي فريد في منطقة الشرق الأوسط، يجعلها بعيدة عن تأثيرات الأعاصير المدارية المباشرة وغير المباشرة. وبفضل بُعدها عن المحيطات ومناطق الرطوبة العالية التي تُشكل بيئة مواتية لظهور هذه الأعاصير، تبقى المملكة آمنة من هذه الظواهر الجوية العنيفة، التي لا تحدث عادة في الدول غير الساحلية بالمنطقة.

في هذا السياق، أكد الراصد والباحث في علم المناخ فؤاد اللقيس أن الأردن، كجزء من دول الشرق الأوسط، لا تتأثر بالأعاصير المدارية نظرًا لابتعادها عن المحيطات وظروف تشكل الأعاصير.

وأضاف لـ"الأنباط" أن الأعاصير تنشأ فوق المياه الدافئة لمحيطات المناطق المدارية، مثل الأطلسي والهادي والهندي، التي تقع بين خطي عرض 5 و20 شمال وجنوب خط الاستواء.

وتابع أن من أهم الشروط لتشكّل الأعاصير وجود مسطحات مائية كبيرة ذات درجات حرارة مرتفعة، التي يجب أن تكون على الأقل 26.5 درجة مئوية، بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من الرطوبة وضعف في رياح القص، والتي تعني التغيير المفاجئ في سرعة واتجاه الرياح في منطقة معينة. عند توافر هذه الظروف، تبدأ كميات من السحب الركامية بالتشكل والتطور تدريجيًا إلى عاصفة مدارية، ومع استمرار توافر الظروف المناسبة قد تتحول العاصفة إلى إعصار مداري.

وأضاف أنه رغم التقدم العلمي، إلا أن التنبؤ بحدوث الأعاصير قبل تشكلها لا يزال يمثل تحديًا للعلماء، وتواجه مراكز الطقس العالمية صعوبة في تحديد المواقع الدقيقة التي ستنشأ فيها الأعاصير قبل ظهور إشارات واضحة على بداية تشكلها. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، مثل أنماط تيارات المحيطات، رياح القص، ومصدر الرياح في المناطق المدارية.

وتابع أنه من الممكن التنبؤ بمواسم الأعاصير بناءً على بيانات مناخية إحصائية تتعلق بظواهر الغلاف الجوي والمحيطات، وذلك يساعد في توقع ما إذا كان الموسم في منطقة معينة سيكون نشطًا أم ضعيفًا. ولابد من الإشارة إلى أن الأعاصير القمعية "التورنادو" تشتهر الولايات المتحدة بتكرار حدوثها سنويًا وبأعداد كبيرة، ويعود السبب إلى موقعها الجغرافي. حيث يزوّد خليج المكسيك جنوب الولايات المتحدة كميات كبيرة من الرطوبة المدارية والرياح الدافئة التي تتحرك شمالاً، وعند التقاء الرياح الدافئة والمشبعة بالرطوبة مع رياح باردة قادمة من الشمال تتشكل أجواء جوية غير مستقرة تؤدي إلى بناء سحب ركامية قوية ينتج عنها "التورنادو".

إن هذه الظاهرة تحدث في مناطق أخرى من العالم، كأوروبا، إلا أن الولايات المتحدة تسجل أكبر عدد وأقوى الأعاصير القمعية.

وأشار اللقيس إلى أن منطقة الشرق الأوسط لا تشهد تشكل الأعاصير المدارية بسبب غياب المسطحات المائية الكبيرة وقلة الرطوبة المدارية العالية ودرجات الحرارة المرتفعة، التي تعتبر من الشروط الأساسية لتشكيل الأعاصير. وعلى خلاف ذلك، فإن دول الخليج العربي، مثل عُمان واليمن، قد تتعرض للأعاصير والعواصف المدارية في مواسمها بين شهري نيسان وكانون الأول.

وأخيرًا، أكد أن موقع الأردن الجغرافي يجعله بمنأى عن الأعاصير المدارية، بفضل غياب المسطحات المائية الكبيرة والرطوبة المدارية العالية. ورغم تقدم العلم في رصد وتحليل الظواهر الجوية، تبقى الأعاصير تحديًا كبيرًا أمام التنبؤ المبكر، خاصة في ظل تعقيد العوامل المناخية المحيطة بتشكلها. ومع ذلك، يبقى الشرق الأوسط، باستثناء دول الخليج العربي، بعيدًا عن هذه الظواهر المدمرة التي غالبًا ما تتركز في المناطق القريبة من المحيطات.