حكومة حسان في الميدان.. انطلاقة واعدة وتحديات متزايدة
"كفاءة": التحديات تتطلب تفاعلا سريعا والموطنين ينتظرون نتائج ملموسة
قضماني: لقاء المستثمرين اولا خطوة ذكية والحكومة تتعامل بواقعية
الأنباط - محمد شاهين
في 15 "سبتمبر" أيلول الماضي، تولت حكومة الدكتور جعفر حسان مهامها في وقت حساس من تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يتطلع المواطنون إلى حكومة قادرة على تلبية تطلعاتهم في ظل ظروف اقتصادية وسياسية معقدة.
جاءت هذه الحكومة وسط توجيهات ملكية واضحة تسعى إلى تحقيق تحديثات ضرورية في مختلف المجالات، لا سيما السياسية والاقتصادية والإدارية.
التزامات.. نحو التغيير الفعّال
منذ تشكيل الحكومة، بدأ التركيز على تحقيق الالتزامات الحكومية التي تتضمن مؤشرات أداء حيوية، يتم قياسها بشكل دوري عبر مؤشرات شهرية أو ربع سنوية أو سنوية.
في حديثه لـ"الأنباط"، أكد المهندس معاذ المبيضين، مدير مركز مراقبة الأداء "كفاءة"، على ضرورة متابعة هذه المؤشرات عن كثب لضمان تحقيق الأهداف المعلنة في وقت قياسي. وأضاف المبيضين أن هذه الحكومة ورثت العديد من التحديات الاقتصادية التي تتطلب تفاعلاً سريعًا، أبرزها تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق استقرار السوق، مما يسهم في تحسين حياة المواطنين.
الميدان.. تواصل وتقييم مباشر
تعد الزيارات الميدانية واحدة من الأدوات الهامة التي يعتمد عليها رئيس الحكومة وفريقه الوزاري للتفاعل المباشر مع المواطنين وتقييم أداء المؤسسات الحكومية عن قرب. وتعتبر هذه الزيارات أساسية لفهم التحديات اليومية التي يواجهها المواطنون في مختلف المحافظات. في هذا السياق، قال المبيضين إن المواطنين ينتظرون من الحكومة أن تُترجم هذه الزيارات إلى نتائج ملموسة، سواء عبر دعم المشاريع الناجحة أو محاسبة المسؤولين عن أي تقصير.
أحد أبرز هذه الزيارات كانت زيارة رئيس الحكومة إلى محافظة الكرك امس، حيث التقى بمجموعة من ممثلي المجتمع المحلي.
هذه الخطوة لاقت إشادة من العديد من المتابعين، الذين اعتبروا أن اللقاء المباشر مع المواطنين وممثليهم هو بداية واعدة في طريق تحسين أداء الحكومة من خلال الاستماع بشكل مباشر إلى متطلباتهم.
الحوكمة والرقابة.. أساس النجاح
في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، تبرز الحاجة إلى الحوكمة الفاعلة والرقابة المستمرة على الأداء الحكومي.
يشدد المتابعون على ضرورة وجود آليات رقابة فعّالة لضمان الشفافية والمساءلة في مختلف وزارات الحكومة. حيث يمكن للحكومة، من خلال تعزيز الحوكمة، أن تضمن أن تركيز الوزراء سيكون على الملفات الاستراتيجية الكبرى بدلاً من الانشغال بالتفاصيل اليومية. هذا بدوره سيعزز من قدرة الحكومة على تنفيذ خططها بكفاءة أكبر، مما سيعود بالفائدة على المواطن والدولة على حد سواء.
إشادة بخطوات "الرئيس"
من جهته، أشاد الكاتب الصحفي عصام قضماني في حديثه للأنباط بخطوات رئيس الحكومة، مؤكدًا أن التفاعل المباشر مع القطاعات الاقتصادية المختلفة، مثل الصناعي والتجاري، هو خطوة إيجابية نحو تحسين الوضع الاقتصادي في المملكة.
وقال قضماني إن الرئيس بدأ بتنفيذ وعده بعقد جلسات شهرية لمجلس الوزراء في المحافظات، حيث كانت البداية مع محافظة الكرك. وأوضح أن اختيار رئيس الحكومة للقاء المستثمرين في بداية زيارته، قبل الالتقاء بالمجتمع المحلي، يعد خطوة ذكية للتعرف بشكل مباشر على متطلبات البيئة الاستثمارية، مما يعزز من قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات مبنية على واقع الحال.
واختتم قضماني حديثه، واصفًا الحكومة بأنها تتعامل بواقعية مع التحديات الحالية، مما يسهم في بناء أمل جديد في ظل الظروف الراهنة.
الاستنتاج.. تحديات وفرص
على الرغم من أن الحكومة الأردنية الجديدة لم تمضِ سوى فترة قصيرة منذ تشكيلها، إلا أن التحديات التي تواجهها تتطلب منها العمل الجاد والمستمر لتحقيق أهدافها.
ويركز مركز "كفاءة" على ضرورة أن تكون هناك رؤية واضحة من الحكومة فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي، ما يعزز من خلق بيئة استثمارية تشجع على النمو الاقتصادي وتعود بالنفع على المواطنين.
ويرى متابعون أن حكومة الدكتور جعفر حسان أمام اختبار حقيقي لتقديم أداء يتسم بالكفاءة والشفافية، حيث أن نجاحها في هذا الاختبار سيحدد بشكل كبير مستوى الاستقرار والازدهار الذي يتطلع إليه المواطنون في الأردن.