الأمير الحسن يرعى مؤتمر "الذكاء الصناعي: حلقة الوصل في منظومة المياه والطاقة والغذاء والبيئة"
رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، اليوم الاثنين، انطلاق أعمال مؤتمر "الذكاء الصناعي: حلقة الوصل في منظومة المياه والطاقة والغذاء والبيئة"، الذي ينظمه المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بدعم من برامج التعاون الدولي الألماني (GIZ) والممول من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).
وأكد سموه، في كلمة له، أهمية مبدأ رابطة المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي في المشرق لتشكيل إطار تعاون وتضامن عبر الحدود يعزز المنافع المتبادلة ويقلل المنافسة على الموارد الشحيحة.
وجدد سموه الدعوة للتعاون في المشرق من أجل إيجاد مجموعة لرابطة المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي على غرار مجموعة الفحم والصلب الأوروبية.
وأشار إلى ضرورة اتخاذ القرارات بالاستناد إلى بيانات الموثوقة والحقائق المطلقة، وذلك من أجل تحقيق الاستقرار والاستقلال المتكافئ في المنطقة.
ونوه سموه إلى أهمية العمل من أجل التكافل وإظهار التكامل والاعتماد على المبادرات متداخلة النظم للتطوير، والتركيز على الكرامة الإنسانية.
وأكد أهمية توظيف رابطة المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي في خدمة رأس المال الإنساني وجعل المجتمعات المحلية عنصر أساسي في تطوير الحاكمية الرشيدة.
وقال سموه "آن الأوان أن ينتقل الانسان في منطقتنا من وصفه تابعا إلى وصفه مواطنا فاعلا".
ولفت إلى ضرورة التكامل والشراكة بين القطاعات المختلفة للوصول إلى الحوكمة من أجل رابطة المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي.
وأضاف سموه أن رابطة المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي يمكن أن تكون أداة قوية لتحديد الموارد البشرية الأمثل والأفضل وبناء الشراكات ذات المفهوم وتطوير الكفاءة والإبداع.
من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور مشهور الرفاعي، إن توجيهات سمو الأمير الحسن كانت الحافز الأكبر لتشكيل فرق عمل ضمت خبراء من الجامعات والمراكز البحثية والقطاعين العام والخاصِ في مجالات المياه، والطاقة، والغذاء، والنظام البيئي الـ(WEFE)، وما بينها من تقاطعات، لافتا إلى أن كل فريق قدم تقريرا خاصا تناول وصفا وتحليلا لواقع الحال والتحديات والحلول المقترحة.
وأشار إلى أن المجلس يتطلع من خلال المؤتمر إلى تعزيزِ التعاونِ بين قطاعات الـ(WEFE) الحيوية، وتبادل أفضل الممارسات بشأن الحلول المتكاملة، وإلى إبراز دور الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، ودمج الطاقة المتجددة، وتعزيز الشراكات العالمية، وتحسين طرق الإفادة من الثروات الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.
وبين الرفاعي بأن الذكاء الاصطناعي يقدم أقوى الأدوات المتاحة لاستخراج رؤى قابلة للتنفيذ من هذا الكم الهائل من البيانات المتاحة، ويمكننا من الإفادة منه كنظام معلوماتي متكامل، كما ويمتلك القدرة على تحليلها وتحديد الأنماط، ويحسن إدارة الموارد بطرق لا يمكن للأساليب التقليدية أن تضاهيها.
من جهته، أشار سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بيرترام فون مولتكه، إلى التحديات التي يوجهها قطاع المياه في الأردن، مبينا أن التعاون الثنائي بين ألمانيا والأردن ركز منذ البداية على قطاع المياه.
وأضاف "منذ العام 1980 قدمت ألمانيا الاتحادية ما مجموعه 6 مليارات يورو لمشاريع في هذا القطاع، مشيرا الى أنه حاليا، يتم تنفيذ مشاريع مائية بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 1.5 مليار يورو في جميع أنحاء البلاد، وهذا يدل على أن ألمانيا، مثل العديد من الشركاء الآخرين أدركت الأهمية الأساسية لهذه القضية لأنها مهمة جدا لرفاهية وأمن الأردن".
ولفت فون مولتكه، إلى أن معالجة التعقيدات العديدة التي تنطوي على التعامل مع قطاعات المياه والطاقة والغذاء والبيئة يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور مهم فيها، مبينا أهمية إنشاء "مدرسة لإدارة المياه" على مستوى الجامعات تقدم للطلاب نهجا شاملا لإدارة المياه مع دمج الربط بين المياه والطاقة والغذاء والبيئة.
ويتخلل المؤتمر خلال يومين أربع جلسات بواقع جلستين كل يوم، تضمنت الجلسة الأولى والثانية التي عقدت اليوم، بحث تكنولوجيا المياه، الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق الإدارة المثلى للمياه، والجلسة الثانية بحثت قطاع الطاقة، والذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة: ابتكارات من أجل الطاقة المستدامة، وتبحث الجلسة الثالثة الأمن الغذائي، الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن الغذائي، والجلسة الرابعة تبحث قطاع النظام البيئي/ تغير المناخ، حلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشيئة من أجل بيئة مستدامة.
--(بترا)