الشبكة العربية للابداع والابتكار فكرة رائدة تنطلق من الامارات لتضيء عالمنا العربي..

كتب وسيم صبرا*-
رئيس القسم الرياضي-
صحيفة "اللواء" - لبنان 

بيروت ١٠-١٠ -دبي - رغم الجراح التي يمر بها وطننا لبنان، وما يترتب عليها من صعوبات في التفاعل مع مواضيع خارج الاطار الذي نعيش تداعياته، الا اننا لم نشأ الغياب عن حدث بالغ الاهمية، الا وهو انطلاق "الشبكة العربية للابداع والابتكار".
والحق يقال ان وطننا العربي الكبير، بحاجة لمثل هكذا مبادرة رائدة، نحاكي عبرها ركب التقدم والتطور في مختلف مجالات الحياة، والاعلام احد مكوناتها، حيث باتت الوسائل الكنولوجية شريكاً أساسياً في حياتنا، بالكاد نستطيع العيش بمفصل عنها، حيث يمكن اعتبار يوم 10 اكتوبر 2024، محطة هامة وتاريخية في عالمنا العربي.
ولعل اهم ما يميز انطلاق الشبكة، ان تكون فاتحة اعمالها من الامارات العربية المتحدة، هذه الدولة التي بات تطورها المذهل واللا متناهي، انموذجاً يحتذى به، ليس في وطننا العربي وحسب، بل على مستوى العالم، كونها وبما تمتلكه من إمكانيات وما توفره من خدمات، تعتبر بيئة مثالية للابداع والابتكار، بالاضافة لكونها وجهة استثمارية جاذبة لما تحتويه من فرص استثمارية ناجحة وواعدة في مجمل القطاعات.
ولا شك ان الحاضنة الاماراتية للشبكة تجعلنا نطمئن على ضمان نجاحها من خلال الرعاية التي سيوفرها لها الأشقاء الإماراتيين، خاصة مع صدور توجيهات سامية من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، باعتماد  دليل استخدام الذكاء  الاصطناعي في حكومة دولة الإمارات، واستحداث منصب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي.
ويمكن القول ان الهدف الذي رفعته الشبكة، نحن احوج ما نكون اليه في عصرنا الحاضر وهو الإرتقاء والنهوض بواقع الإبداع العربي وتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة العربية، عبر إثراء المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، وتوفيرالتدريب للعاملين المبدعين والمبتكرين والمهتمين والناشطين في مجالات الإبداع والابتكار، خاصة المؤثرين منهم واحتضانهم، وإعداد الدراسات والأبحاث التي تتعلق بواقع الإبداع والابتكار وسبل مواجهة التحديات التي يواجهونها.
ونأمل، لا بل نثق بان فكرة الشبكة، ستمثل أيقونة بين أفكار الحاضنات العربية، نتطلع في أن تكون نموذجاً يحتذى بين مثيلاتها على مستوى العالم في البرامج والرؤى، وفي التنوع، وتغطية شتى مجالات التنافس والتألق، خاصة ان القيمين عليها كما علمنا، سيعملون على رسم ووضع أفكارها وبرامجها من خلال نخبة تضم ألمع نجوم الفكر والفن والإعلام والأعمال العرب الذين يشكلون فسيفساء سيخطف حكماً الأبصار والعقول والأذهان.
واذ نهنىء انفسنا، بانطلاق هذه الشبكة التي ستكون درة لعالمنا العربي، وتفتح المجالات لشبابه في الابحار بعالم التكنولوجيا بكافة تحدياته، نهنىء كذلك عالمنا العربي بوجود تلك النخبة التي اسست هذه المنصة، فهي تنطلق بفكرتها ايماناً منها بقدرات شبابنا العربي، والتي لا تحتاج الا لمن يرعاها سقياً خيراً، سيثمر زرعاً طيباً بعون الله.