الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الأردن.. فرص واعدة وتحديات محلية
نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي في المملكة
الانباط - محمد شاهين
يشهد الأردن تطورًا ملحوظًا في مجال التكنولوجيا والابتكار، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا أساسيًا من خطط التنمية الاقتصادية في المملكة.
الحكومة وبالتعاون مع القطاع الخاص، تسعى إلى تعزيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من أجل دعم الاقتصاد الرقمي وخلق فرص عمل جديدة تلائم احتياجات السوق المحلية والدولية.
نمو استثماري متسارع
في السنوات الأخيرة، اتخذ الأردن خطوات مهمة لتعزيز الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من بينها إطلاق "الخطة الوطنية للتحول الرقمي 2020"، التي تهدف إلى تشجيع الابتكار وتطوير قدرات الشباب في مجالات التكنولوجيا الحديثة. وتعمل الجامعات الأردنية ومراكز الأبحاث على دعم المشاريع الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال احتضان الشركات الناشئة وتقديم التمويل اللازم لها.
فوائد الذكاء الاصطناعي للاقتصاد
الذكاء الاصطناعي يحمل وعودًا كبيرة للمملكة. حيث يمكن أن يسهم في تحسين أداء القطاعين العام والخاص. ففي القطاع الصحي، على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية، مما يقلل من الضغط على الكوادر الطبية. وفي الزراعي، يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين إدارة الموارد المائية والتربة، وهو أمر حيوي في دولة تعاني من شح المياه.
وفي هذا السياق، يوضح حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأردن لديها إمكانيات كبيرة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية في مختلف القطاعات. ويقول: الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو محرك للتطوير الاقتصادي المستدام.
وفيما يلي أمثلة على القطاعات التي يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي:
القطاع المالي: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المالية للكشف عن الاحتيالات وتحسين استراتيجيات الاستثمار من خلال التنبؤ بحركات السوق.
قطاع النقل: يمكن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة حركة المرور وتخطيط الطرق، مما يقلل من الازدحام ويزيد من كفاءة النقل العام.
قطاع التعليم: يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تخصيص التعليم للطلاب من خلال تحليل أدائهم وتقديم محتوى تعليمي ملائم، مما يساعد في تحسين نتائج التعلم.
قطاع السياحة: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الزوار وتقديم توصيات مخصصة، مما يحسن تجربة السياح ويساهم في زيادة عدد الزوار.
القطاع الصناعي: يمكن أن تسهم الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاج وتقليل الأخطاء في خطوط الإنتاج، مما يعزز كفاءة العمليات الصناعية ويقلل من التكاليف.
ويشير الحوراني إلى أن هذه التطبيقات ستساهم في تعزيز تنافسية الاقتصاد الأردني وتوفير فرص عمل جديدة، مما يعود بالنفع على المجتمع ككل.
تحديات ومخاطر
ورغم الفرص الكبيرة إلا أن الأردن يواجه تحديات تتعلق بالبنية التحتية التكنولوجية وتوفير التمويل الكافي للمشاريع الناشئة. أحد أبرز التحديات يتمثل في محدودية الموارد المالية للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تسعى للاستثمار في الذكاء الاصطناعي. كما أن قلة الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي في بعض القطاعات التقليدية مثل الزراعة والخدمات يشكل عقبة أمام تبني التكنولوجيا بشكل واسع.
الى ذلك، يعد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الأردن خطوة ضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ومع استمرار الدعم الحكومي وتوسيع قاعدة المعرفة التكنولوجية، يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي محفزًا أساسيًا لخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الإنتاجية في مختلف القطاعات، ودفع عجلة الاقتصاد الرقمي الأردني نحو المستقبل.